الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
الشيخ : علي بن عبدالرحمن الحذيفي
المصائبُ والأمراضُ بقَدَر الله تعالى
علي بن عبدالرحمن الحذيفي
المصائبُ والأمراضُ بقَدَر الله تعالى الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي الخطبة الأولى الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفُسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِه الله لا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه؛ فإن تقوى الله هي الوسيلةُ إلى خيرٍ في هذا الدار وفي دار القرار. أيها المسلمون: فوِّضُوا أمورَكم كلَّها إلى الله، وتوكَّلوا عليه؛ فمن توكَّل على الله كفَاه، وبلَّغَه جنَّتَه ورِضاه، واعمَلوا بالأسباب التي أرشدَ إليها الشرعُ الحكيمُ، والأسباب التي عُلِمَت باتجارب المُباحة الصحيحة، فمن حكَّمَ الشرعَ في أموره كلِّها كان من المُفلِحين، ومن أعرضَ عن كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم – كان من الخاسرين. عباد الله: إن ربَّكم – تقدَّست أسماؤه – قد كتبَ المقادير، وقضى الأمور قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «قدَّر الله المقادير قبل أن يخلُق السماوات …
توْضيحٌ مُوجزٌ لِحَقيقَةِ العِلمَانيّةِ وما تَفرَّعَ مِنها
علي بن عبدالرحمن الحذيفي
توْضيحٌ مُوجزٌ لِحَقيقَةِ العِلمَانيّةِ وما تَفرَّعَ مِنها الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فهذا توضيح موجز ومختصر لحقيقة العلمانية وبيان ما تحمله من الأفكار المنحرفة وما تحمله من خطور على المجتمعات الإسلامية. تعريف العلمانية: هي فصل الدين عن الحكم، وبمعنى أوسع هي إقامة الحياة على غير الدين، وفصل الدين عن شُئُون الدولة إنما هو بعض صورها. والعلمانية في قاموس “أكسفورد”: (مفهوم يرى ضرورة أن تقوم الأخلاق والتعليم على أساس غير ديني). ومعنى العلمانية أن تبقى الدولة تتعامل بقوانين يختارها المجتمع، فلا تكون هناك أدنى علاقة لأي دين بها، فالأديان كلها – في نظرها – متساوية، وسكان المجتمع كلهم – في نظرها – مواطنون، لا فرق بين ذكر وأنثى ولا بين دين وآخر، وتسقط الحدود ويُلغى الجهاد، ويُقام الاقتصاد على الربا، وتُقام المجتمعات على الحرية الشخصية في كل شيء، فلا فساد أخلاقي قبيح عندهم إلا ما كان قسرا وإكراها، فإذا كان كذلك فهو الرذيلة، وأما ما كان باختيارٍ ورضًا فلا محذور فيه. وخلاصة الكلام أن المقصود من العلمانية هو فصل الدين عن الحياة العامة، وإبقاء الدين في نفس الإنسان فقط، وفي دُورِ العبادة فقط. ولاشك أن هدف العلمانية – …