سلفيون خدعوا في أحداث غزة (طوفان الأقصى)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد:

فليس أحدٌ معصومًا، والخطأ والزلل طبيعة البشر الضعيف، كما قال تعالى: ﴿وَخُلِقَ ‌الْإِنْسَانُ ‌ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28] والفتن عند إقبالها يخفى أمرها على كثير؛ لما فيها من امتزاج الحق بالباطل، ولبس الباطل لباس الحق والنصح، ومن ذلك أحداث غزة المسماة (طوفان الأقصى)، فقد اندفع وراءها فضلاء وأهل تُقى، فتعاطفوا معها ووقفوا جانب حماس الإخوانية ظنًّا أن الجاري في غزة جهادٌ شرعي، وأنه حربٌ بين إسلام وكفر، وأن حماسًا أقدمت على قتال اليهود -عليهم لعائن الله- غيرةً على الدين وعداءً للكافرين وحميةً للأقصى، وأن حماسًا خدعوا من الرافضة، فقد وعدوهم بالنصرة ثم ورطوهم بالتخلي عنهم، وهكذا.

وقد بينت الأشهر خطأ هذا التصور، وأن حقيقة الأمر مكرٌ كُبَّار من الغرب واليهود وإيران وحماس لتوريط دول المسلمين ابتداءً بالأردن -حماها الله- بإثارة الشعوب على حكامها حتى يتخلخل الأمن، وتضعفَ القوة من الداخل، فتصبح الساحة الأردنية مفتوحةً للرافضة بشحنٍ وحماسةٍ إعلاميةٍ إخوانية أظهرت التأييد والنصرة لإيران الرافضية بحجة أنهم يقاتلون اليهود إعانةً للمستضعفين في غزة بإرسال الصواريخ الفارغة البهلوانية التي لم تصب اليهود في مقتل، وإنما تمثيل مسرحي ساذج باهت.

ومما يؤكد المكر الكبار الذي تقدمت الإشارة إليه ما يلي:

الأمر الأول: التصريحات المتوالية من حماس لشكر دولة الرفض -إيران- على جهودها وصدق موقفها.

الأمر الثاني: كلمات أبي عبيدة المتلثم في شكر إيران الرافضية، وحزب اللات الرافضي، والحوثيين الرافضة باليمن، والتعريض بالأردن والدول الإسلامية الأخرى.

الأمر الثالث: تصريح قادة من الإخوان في دعوة الشعوب إلى إشعال نار الثورة والمظاهرات في الأردن وغيرها.

أيها العقلاء، ألا تعتبرون وبالواقع تتعظون؟ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «‌لَا ‌يُلْدَغُ ‌الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».

أليس لكم عبرة بما جرى في سوريا ولبنان من تظاهر الرافضة بجهاد اليهود ثم تكون النتيجة تدمير مناطق أهل السنة وإبادة ما أمكن منهم!!

وغياب ما تقدم ذكره على بعض الفضلاء مؤلم وللقلب مُكلم، وليس الهدف من هذه الأسطر العتاب، كلا والله، وإنما الهدف ما يلي:

الأول: العودة والأوبة والتوبة، فكل بني آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون، وما أعظم خشية وتقوى ودين رجل رجع لله عن خطأ شاع وذاع ولم يخش إلا الله.

الثاني: -وهو الأهم- تدارك الشباب السلفي، فقد انجرف جمعٌ منهم مع الإخوان متأثرًا بإعلامهم، وعادوا إخوانهم السلفيين لأنهم -في نظرهم- مُخذِّلون، فأصبح جمع منهم سروريًّا وجمع آخر على الطريقة السرورية يسير وعلى مناهجهم ومناراتهم يهيم، فأرجو أن تتقوا الله ولقاءه، وتتداركوا ما أمكن من هؤلاء، فترك بعضهم بعض الأصول السلفية كعدم الجهاد في حال الضعف، وكالتقارب مع الإخوان، والعداء لإخوانهم السلفيين الذين خالفوهم، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌وَكُونُوا ‌مَعَ ‌الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119] بل صاروا يرمون إخوانهم السلفيين بألقاب سوء كان يطلقها الأحزاب البدعية الحركية كالإخوان، وكانوا ينكرونها عليهم!!

وأؤكد: اتقوا الله وارجعوا، ولمكر الإخوان والغرب والرافضة انتبهوا.

اللهم احفظ بلاد المسلمين، اللهم احفظ بلاد الأردن، اللهم عليك بالغرب والرافضة واليهود، وارحم المستضعفين في غزة يا أرحم الراحمين.

 

عبد العزيز بن ريس الريس

6 / 10 / 1445هـ


شارك المحتوى:
0