قوله: ﷺ “…يطلب الطيب من عباء نسائه” هل المراد به العطور الخاصة بالنساء؟


يقول السائل: هل يفهم من هذا الحديث عن أنس: كان الرسول ﷺ إذا قام من الليل استنجى وتوضأ واستاك ثم بعث يطلب الطيب في عباء نسائه، وأن قوله ﷺ: «حق على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام يوم الجمعة، وأن يستن، وأن يصيب من طيب أهله»، هل المراد به العطور الخاصة بالنساء؟

الجواب:

ثبت في البخاري من حديث سلمان الفارسي -رضي الله عنه- أنه ذكر يوم الجمعة ثم قال ﷺ في حديث سلمان الفارسي: «يمس من طيب بيته»؛ لأنه قال في أول الحديث: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ»، فجعل الطيب معلقًا ببيته؛ لأنه أضافه إلى البيت.

وفي مسلم من حديث أبي سعيد قال ﷺ: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم والسواك»، وقال في لفظ: «ويمس ولو من طيب المرأة».

ظاهر هذه الأحاديث كما أفاد ابن رجب -رحمه الله تعالى- في شرحه على البخاري أنه يتطيب بأي شيء موجود، ولو بطيب امرأته، أو بأي طيب يجده، ولو بطيب امرأته.

وليس المراد أنه يستحب له أن يجعل له طيبًا خاصًّا بيوم الجمعة، وإنما المراد يتطيب بما تيسر، ولو بطيب المرأة، ولا كما ذكر السائل أنه يتطيب بالعطور الخاصة بالنساء.

فإذن المراد بالحديث كما قاله ابن رجب أنه يتطيب بما تيسر من الطيب، ولا شك أنه في يوم الجمعة كلما تطيب بشيء أحسن رائحة وأحسن طيبًا فهو أفضل؛ لأن التجمل مستحب يوم الجمعة.

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى:
0