والدته لا تصوم ويُطعم عنها كل يوم، لكنه لم يُخرج طعام سبعة أيام، فماذا يفعل؟


يقول السائل: عندنا أخٌ والدته لا تصوم في رمضان، ويُطعم عنها كل يوم، لكن لم يُخرج طعام سبعة أيام، فماذا يفعل؟

الجواب:
إن هذه المرأة المسؤول عنها لها أحوال، وبمعرفة أحوالها يُعرف حكم الإطعام عنها.
الحال الأولى: أنها أفطرت بلا عذر، بل أفطرت بأن أكلت أو شربت في رمضان بدون عذر فهذه آثمة وواقعة في كبيرة من كبائر الذنوب -والعياذ بالله- ومثل هذه يجب أن تتوب إلى الله وأن تقضي الأيام، وإذا دخل عليها رمضان الآخر وهي لم تقضِ فإنها تقضي مع إطعامها مع كل يوم مسكينًا كما ثبت عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومنهم أبو هريرة فيما ثبت عند الدارقطني.

الحال الثانية: أنها أفطرت لمرض يُرجى برؤه، أي يُرجى شفاؤه، فمثل هذه متى ما ارتفع المرض وشُفيت بإذن الله فإنها تقضي ولا يُطعم عنها لأنها معذورة، كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184].

الحال الثالثة: أفطرت لمرض لا يُرجى برؤه، فمثل هذه يُطعم عن كل يوم مسكينًا، كما ثبت عن أنس عند ابن أبي شيبة وثبت عن ابن عباس أنه رُخِّص للشيخ الكبير والمريض أن يُفطر وأن يُطعم عن كل يوم مسكينًا …إلخ، فمثل هذا يُطعم عن كل يوم مسكينًا لكن هي التي تُخرج الطعام أو تُوكل ولدها، لكن لابد أن تنوي، لأن الأمر معلق بها.

الحال الرابعة: أنها أفطرت لأنه لا عقل معها، كالتي أُصيبت بالخرف، فمثل هذه غير مُخاطبة بالأحكام الشرعية ورُفع القلم عنها؛ لأن القلم رُفع عن ثلاثة كما ثبت عند الخمسة إلا الترمذي من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن القلم رُفع عن ثلاثة، قال: «وعن الصغير حتى يكبر… » وذكر المجنون حتى يعقل، فعُلق الأمر بوجود العقل، فإذا ذهب العقل فإنها معذورة ولا يجب عليها الصيام ولا الإطعام؛ لأنها غير مُخاطبة بأحكام الشريعة -والله أعلم-.

 

970_1


شارك المحتوى: