هل يصح لنا أن نقول: إنَّ الله خلق السماوات والأرض لأجل عبادته مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾…؟


يقول السائل: هل يصح لنا أن نقول: إنَّ الله خلق السماوات والأرض لأجل عبادته مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾…؟

الجواب:
في هذا نظر -والله أعلم-، فإنَّ الآية صريحة في أنَّ الله خلق الجن والإنس لأجل عبادته، أما السماوات والأرض فلا يلزم أن يكون كذلك، بل قد يكون خلقها سبحانه لينتفع بها العباد، كما قال سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [هود: 7] فقوله: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ أي: ليبلوكم في الانتفاع بها، كما بيَّن هذا ابن كثير -رحمه الله تعالى-، أي في انتفاع العباد بها.

وإنما يُتعبَّد بخلق السماوات والأرض بأن يتفكَّر العباد فيها، كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾ أما أن يُقال إنَّ ذات خلق السماوات والأرض لأجل عبادته، هذا يحتاج إلى دليل -والله أعلم-.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.

1070_2


شارك المحتوى: