هل صحيح أن من البدع ما هو محمود ومذموم؟


يقول السائل: سمعت من أحد الأشخاص أن هناك أنواعًا للبدعة، منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم، فهل يصح هذا؟

الجواب:
إن القول بأن في الدين بدعة حسنة وبدعة ضلالة، هذا خطأ بل كل البدع ضلالة وكلها سيئة، وقد دل على ذلك القرآن والسنة والإجماع، أما القرآن قال تعالى: ﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾ [الشورى: 21] وهذا عام في كل بدعة، لأن حقيقتها أنهم شرعوا شيئًا من الدين لا دليل عليه.

والدليل الثاني: روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». وهذا لفظ عام، وروى مسلم عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وكل بدعة ضلالة» وهذا لفظ عام.

الدليل الثالث: إجماع السلف، فقد أجمع السلف على أن البدع كلها ضلالة، كما بيَّنه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (الاقتضاء)، والشاطبي في كتابه (الاعتصام)، وآثار السلف في ذلك كثيرة، منها ما روى البيهقي في كتابه (المدخل) عن ابن عمر أنه قال: “كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة”.

فإذن لا يوجد في الدين بدعة حسنة، بل كل البدع ضلالة ومحرمة.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.

1025_2


شارك المحتوى: