من شروط الرقية ألا يُعتقد أنها تنفع بذاتها، هل هذا شامل للرقية من القرآن؟


يقول السائل: من شروط الرقية ألا يُعتقد أنها تنفع بذاتها، هل هذا شامل للرقية من القرآن؟

الجواب:
قد ذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في شرحه على البخاري والسيوطي الإجماع على أن الرقية تجوز بثلاثة شروط، والشرط الثالث هو ألا يُعتقد أنها تنفع بذاتها؛ وذلك أنه لا يجوز أن يُعتقد في شيء أنه ينفع بذاته استقلالًا من دون الله، واعتقاد هذا كفر -والعياذ بالله-.

إلا أن هذا ليس شاملًا للقرآن؛ لأن القرآن صفة من صفات الله، والصفة يُرقى بها وتُدعى كما تقدم على وجه يُراد به الموصوف، فمثل هذا لا يُتصور أن تكون استقلالًا من دون الله، إلا إذا أراد أن يتصور أحدٌ أن كلام الله غير الله سبحانه وتعالى، وأنه ليس صفة من صفاته، والبحث في القرآن، والقرآن هو صفة من صفاته.

فلذا لا يصح هذا الشرط فيما يتعلق بالقرآن -والله أعلم- لما تقدم من أنه صفة من صفات الله، لذا للرقية بالقرآن أحكام تُغاير غيرها، ومن ذلك أنه لا يُعرف عن أهل العلم أنهم يصفون التميمة من القرآن بأنها شرك، ثبت عند أحمد من حديث عقبة بن عامر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من تعلق تميمة فقد أشرك»، فهم أهل العلم يدل على أن التميمة من القرآن لا تكون شركًا، نعم من السلف ومن تبعهم من ذهب إلى عدم جواز تعليق التميمة من القرآن، لكن العلماء لا يذكرون أن التميمة من القرآن شرك.

فأردت بهذا أن يُعلم أن ما كان من القرآن فإن له مزية تختلف عن غيره، فإن القرآن صفة من صفات الله.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.

1019_2


شارك المحتوى: