مكانة الصحابة الكرام وعظم حقوقهم


إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ، وشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُها، وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ  فِي خَيْرِ القُرُونِ، وَاخْتَارَ لَهُ مِنَ الأَصْحَابِ أَكْمَلَ النَّاسِ عُقُولًا، وَأَقْوَمَهُمْ دِينًا، وَأَغْزَرَهُمْ عِلْمًا، وَأَشْجَعَهُمْ قُلُوبًا، جَاهَدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، فَأَقَامَ اللهُ بِهِمُ الدِّينَ، وَأَظْهَرَهُمْ عَلَى جَمِيعِ العَالَمِينَ.

عن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنه قَالَ: (( إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ)) [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ].

لَقَدْ أَثْنَى اللهُ العَزِيزُ الْحَكِيمُ عَلَى الصَّحَابَةِ الكِرَامِ، وَأَشَادَ بِمَكَانَتِهِمْ وَمَنْزِلَتِهِمْ بَيْنَ الأَنَامِ، فِي كِتَابِهِ الَّذِي لَا يَأْتِيهُ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، قَالَ تَعَالَى:﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .

والقُرْآنُ الكَرِيمُ مَلِيءٌ بِالتَّزْكِيَاتِ الكَثِيرَةِ، وَالشَّهَادَاتِ العَظِيمَةِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ، لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ، وكذلك تزْكِيَاتُ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ، وَتَزْكِيَاتِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، وَتَزْكِيَاتِ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ لَهُمْ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ)) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ بِذِكْرِهِمْ بِالجَمِيلِ، وَنَـهَى عَنْ سَبِّهِمْ وَالطَّعْنِ فِيهِمْ؛ فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ)) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

فَسَبُّهُمْ مِنْ أَسْبَابِ حُلُولِ اللَّعَنَاتِ مِنْ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)) [رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ].

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ صَحَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ عُدُولٌ خِيَارٌ: ﴿وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى، وَهُمْ بِمَجْمُوعِهِمْ وَأَفْرَادِهِمْ خَيْرٌ مِمَّنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ يَتَفَاوَتُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالفَضْلِ وَالمَكَانَةِ، فَأَفْضَلُهُمُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَبْدُاللهِ بْنُ عُثْمَانَ رضي الله عنهما، فهو صاحب رسول الله في هِجْرَتِهِ إِلَى المَدِينَةِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا، وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: (( يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].

وَقَالَ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فِي فَضْلِهِ: ((إنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكرٍ، ولَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكرٍ خَلِيلًا، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ، لَا تُبْقَيَنَّ فِي المَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ)) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه] وَالخَوْخَةُ هِيَ: بَابٌ صَغِيرٌ كَالنَّافِذَةِ.

وَيَلِيهِ فِي الفَضْلِ: الفَارُوقُ عُمَرُ رضي الله عنه، شَهِدَ لَهُ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ بِالجَنَّةِ، وَشَهِدَ لَهُ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ، وَأَنَّهُ مَا سَلَكَ فَجًّا إِلَّا سَلَكَ الشَّيْطَانُ فَجًّا غَيْرَهُ، وَهُوَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَفِيقَا رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ فِي الحَيَاةِ وَدُفِنَا بِجِوَارِهِ، رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: ((وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ آخِـذٌ مَنْكِبِي، فَــإِذَا عَلِـيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَحَسِبْتُ إِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ)).

فَكَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَعْرِفُ لَهُمَا فَضْلَهُمَا وَتَقَدُّمَهُمَا، وَكَانَ يَقُولُ: ((لَا يُفَضِّلُنِي أَحَدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعَمَرَ إِلَّا جَلَدْتُهُ حَدَّ المُفْتَرِي)).

وَيَلِيهِ ذُو النُّورَيْنِ شَهِيدُ الدَّارِ: عُثمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه الَّذِي تَسْتَحْيِـي مِنْهُ المَلَائِكَةُ، فَقَدْ شَهِدَ لَهُ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ بِالشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وزوجه رسول الله ابنتيه.

وَيَلِيهِ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَصِهْرُهُ عَلَى ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ وَأَبُو رَيْحَانَتَيِ النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدُّنْيَا: الْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، شَهِدَ لَهُ شَهَادَةً مُعَيَّنَةً بِأَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَأَنَّهُ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ. وَيَلِيهِمْ بَقِيَّةُ العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ بِالجَنَّةِ، وَهَكَذَا بَقِيَّةُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ وَآلِ بَيْتِهِ وَأَزْوَاجِهِ لَهُمُ المَنَاقِبُ الجَمَّةُ وَالفَضَائِلُ الكَثِيرَةُ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية:

 

الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، فَمَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَنَصَرَهُ وَكَفَاهُ.

عِبَادَ اللهِ: من حقوق أصحاب رسول الله صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ علينا: التَّرَحُّمُ عَلَيْهِمْ والترضي عنهم وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمْ؛ والكَفُّ عَنِ الخَوْضِ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ مِنْ خِلَافٍ، وَاعْتِقَادُ أَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ مُثَابُونَ، فَالمُصِيبُ لَهُ أَجْرَانِ، وَالمُخْطِئُ لَهُ أَجْرٌ، وَخَطَؤُهُ مَغْفُورٌ لِاجْتِهَادِهِ، فلا نذكرهم إلا بالجميل، ونربي أنفسنا وأبناءنا على حبهم وتوليهم ونصرتهم.

وَمِنْ حُقُوقِهِمْ: أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَوَلَّاهُمْ، وَنُحِبَّهُمْ وَنُنْزِلَهُمْ مَنَازِلَهُمْ، فَإِنَّ مَحَبَّتَهُمْ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، وَحُبَّهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ وَقُرْبَةٌ إِلَى الرَّحْمَنِ، وَبُغْضَهُمْ عِصْيَانٌ وَطُغْيَانٌ؛ فَهُمْ حَمَلَةُ هَذَا الدِّينِ، فَالطَّعْنُ فِيهِمْ طَعْنٌ فِي الدِّينِ كُلِّهِ، لِأَنَّهُ وَصَلَنَا عَنْ طَرِيقِهِمْ بَعْدَ أَنْ تَلَقَّوْهُ غَضًّا طَرِيًّا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مُشَافَهَةً، وَنَقَلُوهُ لَنَا بِكُلِّ أَمَانَةٍ وَإِخْلَاصٍ، وَنَشَرُوا الدِّينَ فِي أَقَلَّ مِنْ رُبْعِ قَرْنٍ، وَفَتَحَ اللهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ بِلَادَ الدُّنْيَا، فَدَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا.

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: ((إِذَا رَأَيْتَ رَجُلًا يَذْكُرُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ بِسُوءٍ فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلَامِ)).

اللهُمَّ أعزَّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الـشِّـرْكَ والمُـشـْرِكِين، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّين.

اللهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَنِنَا، وَأَصْلِح أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا.

اللهُمَّ وفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك، وتحكيم شرعك.

اللهُمَّ وَفِّق إمَامَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ لِما فِيه عِزُّ الْإِسْلَامَ وَصَلَاحُ الْمُسْلِمِين.

اللهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَإِخْوَانَه وَأَعْوَانَه لِما تُحِبُهُ وتَرْضَاه.

اللهُمَّ احفظ جنودنا المرابطين ورجال أمننا، وسدد رميهم يا رب العالمين.

عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ.

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

جمع وتنسيق/ عبد الله بن مـحمد حسين النجمي

إمام وخطيب جامع الحارة الجنوبية بالنجامية بمنطقة جازان

مكانة الصحابة الكرام وعظم حقوقهم – خطبة جمعة للشيخ عبدالله النجمي 3-7-1443 هـ


شارك المحتوى:
0