ما حكم الجلوس مع أقاربي أو غيرهم وهم مدخّنين؟


يقول السائل: أنا شخص ملتزم – أسأل الله الثبات-، ما الحكم الشرعي للجلوس مع أناس مدخِّنين من أقاربي أو من غير أقاربي؟ هل يجوز أن أجلس معهم أم لا يجوز؟ ماذا عَليَّ أن أفعل خاصة إذا كان منهم أكبر مني سِنًّا؟ وأحرج من الطلب منهم عدم التدخين، وكذلك يقومون بتشغيل التلفاز على قناة إخبارية مثل القناة العربية وما أشبهها من القنوات الإخبارية، وهذا يحصل عند ذهابي لهم للدونية، وهي مرة في الأسبوع.

يُقَالُ جوابًا عن هذا السؤال: إن حقَّ الله مقدَّم على كُلِّ حقٍّ، وإن من حقِّ الله علينا هو الحق الواجب، وهو من الحقوق الواجبة أننا إذا رأينا منكرًا ننكره، كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110]، وأخرجه مسلم من حديث أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

فإذًا إنكار المنكر واجب، فيجب الإنكار عليهم، ولا يجوز أن يمتنع أحد من الإنكار حياء أو خجلًا؛ لأن حقَّ الله مقدَّم على كُلِّ أحد.

والواجب في مثل هذا أن ينكر على هؤلاء هذا المنكَر سواء كان شُرْب الدخان، أو النظر إلى التلفاز والنساء المتبرجات، أو سماع الغناء في ذلك سواء في القنوات الإخبارية أو غيرها.

فالواجب إنكار مثل هذا، وأن يُنبَّهوا، لكن ليكُن المنكِر حكيمًا، ويستعمل الأسلوب الأحسن الذي يغلِب على الظن أن يكون سببًا للاستجابة إلا مَن كان معاندًا، فهؤلاء لا طب معهم؛ فإن المعاند والمكابر لا يستجيب من الناصحين مهما كان أسلوبهم حسنًا، وأوضح الأدلة على ذلك: أن كفار قريش المعاندين لم يستجيبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أحسن الناس أسلوبًا -صلى الله عليه وسلم-.

لذلك الواجب: الإنكار بأسلوب حسن، فإن استجابوا فالحمد لله، وإن لم يستجيبوا فيجب مفارقة المكان الذي فيه المنكَر؛ فإن مقتضى الإنكار بالقلب أن يُكرَه المنكَر، وأن يُفارَق المكان الذي فيه المنكَر.

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى: