ما حكم الاختلاط إذا كان فيه مصلحة كالدعوة؟


يقول السائل: ما حكم الاختلاط إذا كان فيه مصلحة كالدعوة؟ في حين أنَّ المرأة تكون غير متحجبة -أي متبرجة- كمثل أن تكون المرأة كافرةً وهي مديرةٌ صحيفة في برنامج مرئيٍّ أو في التلفاز في دولةٍ غير إسلامية، فتدعو داعيةً إسلاميًّا للمشاركة معها في برامج للتحدث عن محمد رسول الله ﷺ؟

الجواب:

إنَّ التبرج شرٌّ، وقد عمَّ وطمَّ أكثر بلاد العالم الإسلامي، وتورط به كثير من المسلمين إلا من رحم الله، إلا أنَّ هناك ثلَّةً صابرةً ومحتسبةً من الرجال والنساء في البُعد عن التبرج ومخالطة المتبرجات، إلى غير ذلك.

وخروج الداعية في برنامج تلفازيٍّ أوغيره مع امرأة متبرجة لنشر خيرٍ هذا وإن كان في ظاهره مصلحة إلا أنَّ فيه شرًّا عظيمًا، وهو تسهيل التبرج بين الصالحين، فلم يبق في محاربة هذا التبرج قولًا وعملًا إلا الصالحون، فإذا وُجدَ من الصالحين من يُشارك في أمثال هذه البرامج فإنه سيفتُّ في عضد الصالحين وسيُقلّده آخرون، ويضعف أقوامٌ من الرجال ومن النساء الصابرات على ترك التبرج.

لذلك لا أنصح بمثل هذا البتة، فإنَّ حفظ رأس المال ومساعدة أهل الخير في ثباتهم على خيرهم أنفع وأفضل بكثير من أن يخرج داعية في برنامج تلفازيٍّ أو غيره ذلك ويُقدم مثل هذه الأمور.

فإذا دُعي داعية لمثل هذا فليشترط عليهم ألا تكون معه امرأة متبرجة، فإن أبوا فليدعهم، فإنهم إن كانوا محتاجين إليه فلابد أن يتنازلوا، وإن لم يكونوا محتاجين إليه فقد كفاه الله -والحمد لله- بطرقٍ كثيرة، عن طريق اليوتيوب وغير ذلك من البرامج التي يمكن أن يُنشر فيها الخير.

فالمقصود لابد أن يستحضر الداعية إلى الله في مثل هذا أمرين:

الأمر الأول: أنَّ حفظ رأس المال مُقدم على الربح.

الأمر الثاني: أنَّ هناك نشرًا قويًّا عالميًّا للتبرج في بلاد المسلمين فضلًا عن بلاد الكافرين، وبقي ثلة قليلة صابرةٌ محتسبة في محاربة ومضادَّة مثل هذا من النساء والرجال، وهم الصالحون، فخروج بعض الصالحين في مثل هذا فيه فتٌّ لعضدهم وتسهيلٌ لهذا الأمر، وهذا من الخطأ.

أسأل الله أن يعصمنا من كل سوء وأن يحيينا جميعًا على التوحيد والسنة وأن يُميتنا على ذلك، وجزاكم الله خيرًا.

1061_1


شارك المحتوى:
0