لا فرق بين الموقف الشرعي من قتال حماس الإفسادي قبل القتال وبعده


سلام عليكم، وبعد:

فإن من المهم تصوير الواقع الذي تعيشه غزة تصويرًا صحيحًا وهو: استعداء طائفة مستضعفة (حماس) لعدو قوي مجرم أثيم (اليهود) على مستضعفين من المسلمين (الأهالي في غزة) -فرَّج الله عنهم بكرمه وحفظهم-.

فليس البحث جاريًا في قتال مبتدعة (مسلمين) مع كفار، إن تَصويره بهذه الطريقة خطأ كبير حتى زلَّ بعض الفضلاء ودعا لمناصرة الرافضة ضد اليهود بحجة أنهم مسلمون ضد كفار، وهل عُرف في تاريخ الرافضة إلا خذلانُ المسلمين، والتعاون مع الكافرين ضد المسلمين!!

إذا تُصور هذا الواقع فالواجب إنكاره؛ لأنه محرَّم شرعًا ولا يجوز بحال ويُنكَر بعد وقوعه بشدة لأسباب:

الأول: وجوب إنكار المنكر شرعًا؛ لئلا يُغتَر بشرعيته.

الثاني: الاقتداء برسول الله ﷺ لمَّا قال: «اللهم إني أبرأ إليك من ما صنع خالد» مرتين لما قتل الذين أسلموا ولم يحسنوا إلا قولهم صبأنا. رواه البخاري عن ابن عمر، وحديث أبي واقد الليثي في قصة ذات أنواط أنكر عليهم في حنين. أخرجه الترمذي.

الثالث: لئلا يكرر طائفة من المسلمين الخطأ بحجة أن الناس يتساهلون معهم بعد البلاء، وهذا ما كرَّرته حماس مرات وكرات غير مبالية بالدماء والدمار، وفتاوى العلماء الكبار.

الرابع: إنقاذ شباب السنة ألا تنجرف بهم العواطف فيقعوا في حبائل الحزبية بحجة أنهم وجدوا الغيرة عند الحزبيين على دماء المسلمين ضد اليهود وهكذا … لا سيما مع الطرح الحزبي المنفِّر من السلفيين، والمفجِّر للعواطف مع الإعلام الغربي المستفِّز.

الخامس: أن الأمر أكبر من مواجهة حماس لليهود فهو مخطط كبير دلت عليه القرائن، وبدت معالمه كما هو الحال في (حادثة ١١ سبتمبر).

فيا إخواننا هبوا، وأنقذوا مَن شاء الله من خلقه.

تنبيهان:
الأول: يردد بعضهم أن حماس ولاة أمر فتجب طاعتهم في إعلان الجهاد، ومع التسليم بأنهم ولاة أمر؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وهذا القتال غير شرعي ألبتة.

الثاني: يزعم بعضهم أن حماس أدرى بقوتها ومقدرتها فلا يصح التكلم في شأنها، وهذه سخافة قبل أن تكون شبهة، وهل يشك أحد في تفاوت القوة بين اليهود وحماس دون مناصرة دول الغرب فكيف مع مناصرة أمريكا ودول الغرب؟!!!

الثالث: يزعم بعض السروريين أنه لم ينكر أحد من العلماء على المسلمين وقت قتالهم مع الكافرين!!
استقراءات حركية!! وإجماعات سرورية!!!

بالأمس القريب أنكر علماؤنا كالعلامة الفوزان واللحيدان (تفجير ١١سبتمبر) وقتال طالبان مع أنهم مع أمريكا.
يا هذا أفق واترك ردود الأفعال، وغزل الحركيين،
يا هذا لا تبع دينك بأهواء حزبية رخيصة.

أما مقتلة حماة فشأن آخر ما ظهرت حقيقتها جليًّا أول الأمر -ولعل الله ييسر بسطها-
اللهم الطف بنا وبالمسلمين، وأعذنا من الفتن، وأنجِ إخواننا المستضعفين بغزة وعليك باليهود والمتسبب في الدمار.

د عبد العزيز بن ريس الريس
٢٧ ربيع أول ١٤٤٥هجري


شارك المحتوى:
0