بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن للعلامة الكبير محدث المدينة النبوية حماد الأنصاري – رحمه الله تعالى- جهودًا جبارةً، وهمةً غلَّابةً في العلم تحصيلًا ونشرًا وتوجيهًا، وفي الدعوة ممارسةً ونشاطًا وخبرة، وقد سأله ابنه عبد الأول – رحمه الله تعالى- أسئلة متفرقة في موضوعاتٍ متباينةٍ، فجمع ذلك في مجموع مفيدٍ سماه (المجموع في ترجمة العلامة حماد محمد الأنصاري – رحمه الله تعالى-).
وقد حوى هذا المجموع على فوائد متناثرةٍ نبعت من عالم خاض بحار العلوم المتغايرة، وداعية عاش هموم الدعوة ومشاكلها المتعاقبة، ومعلم خاض مدارس التعليم المتكاثرة، وحكيم وازن تجارب الحياة واستخلص منها النوادر الساحرة.
وقد وصلتني رسالة في وسائل التواصل فيها نقل أجوبة من هذا المجموع، فأعجبت بها-جزى الله جامعها خيرًا- فراجعتها وتأكدت من صحتها، ونقلتها بلفظها، وزدت عليها ما تيسر، فأحببت أن أقربها لإخواني طلاب العلم ليستفيدوا منها، ولتكون دافعًا لقراءة هذا المجموع المفيد.
أسأل الله أن يغفر للعلامة حماد الأنصاري، وأن يغفر لابنه عبد الأول، وأن يغفر لنا أجمعين ووالدينا وأحبابنا.
– قال العلامة حماد الأنصاري-رحمه الله-: “كنت كلما رأيت مخطوطة نسختها“. (1/389)
– قال: “كنت في شبابي أقرأ وأكتب إلى الفجر، ولا أنام إلا شيئا قليلا من الظهر“. (1/393)
– قال: “أعطيت الجامعة الإسلامية أربعمائة مخطوط، بعضها بخطي“. (1/394)
– قال: “الكتب عندي أفضل من قصور الملوك“. (1/395)
– قال: “عندي إجازات في كل علم حتى في الهندسة“. (1/397)
– قال: “كنا في البلاد لا ندرس شيئا من العلم حتى نحفظه، وممنوع عند مشايخنا الدراسة قبل الحفظ“. (1/412)
– قال ابنه عبد الأول: وكان رحمه الله تعالى كثيرًا ما يجلس في صالة المنزل قبل الظهيرة وبعدها، ويأخذ أي كتاب من مكتبته ويقرأ بصوت عال على طريقة أهل البلاد، فإن لها نغمة خاصة. (1/418)
– قال العلامة حماد الأنصاري: “إن مكتبة الحرم المكي أعرفها تماما، أخذت فيها سبع سنوات أنقل ما فيها من المخطوطات وغيرها، وفي ذلك الوقت لا يوجد تصوير“. (1/418)
– قال: ” أنا لست بمفتي، أنا خادم طلبة العلم“. (1/468)
– قال: “لما أمر بفتح جامعة إسلامية اختلفوا في أين تكون، فقلت للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله: لو وضعتموها في المدينة فإنه سبق أن كانت في المدينة جامعة إسلامية ألا وهي أبو بكر رضي الله عنه يمثل العرب، وبلال يمثل الحبشة وهكذا“. (1/428)
– قال: “كان لي شيخ يقول لي: لا بد أن تسافر إلى نجد فإنك إذا عشت معهم كأنك تعيش مع الصحابة“. (1/430)
– قال: “الأيام التي كنت فيها بالرياض أُدّرسُ في الكليات تلك كانت الأيام الذهبية“. (1/436)
– قال: “ما أكثرَ ما كُتب وما أقل ما قرئ“. (2/562)
– قال:” أنا لاحظت أن طلبة العلم في هذا العصر لا يتذاكرون“. (2/566)
– قال لبعض طلبة العلم: ” خذوا كتاب ابن جماعة في آداب السامع والمتعلم واقرءوا كل يوم فصلا منه“. (2/566)
– قال: “إن طلبة العلم في هذا الوقت شغلهم العدو[1] عن الطلب، وإن طلب العلم واجب عليهم في هذا الوقت“. (2/569)
– قال: “إن النساء امتزن في هذا الزمان بالنشاط والاستعداد للبحث“. (2/572)
– قال: “إن ميدان الدعوة يجب ألا يدخل فيه إلا أهل البصيرة“. (2/573)
– قال: “العوام يُعلّمهم العلماء على حد قول علي رضي الله عنه: “حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله” ويجب على العلماء ألا يُدخلوهم في المتاهات“. (2/576)
– قال: “لا تقربوا (جماعة الإخوان المسلمين) فكل ما عندهم شبه“. (2/561)
ـ قال: “إن هذا العصر وخاصة من بعد فتنة ١٤٠٠هـ عصر مريب، أعمل فيه بالحديث الضعيف وهو “احترسوا من الناس بسوء الظن” وأنا أتحفظ كثيرًا من أهل هذا العصر، وبالأخص من الشباب” (2/575)
– قال: “علم النفس يسمونه في هذا الزمان تربية وأنا أسميه تردية“. (2/577)
– قال: “لا تقرأ الكتب التي يكثر فيها الشذوذ العلمي“. (2/580)
– قال: “إن فتنة الخليج أحدثت سكونًا وكسلًا في طلبة العلم وغيرهم“. (2/582)
– قال:” إن هذا الزمان يذكر فيه الصحوة، وهي ليست بصحوة وإنما غفلة عن العلم وطلبه“. (2/583)
ـ قال: “إن الشيخ الألباني درس العلم دراسة وافية، واتخذ إصلاح الساعات معيشة له كما كان يفعل الأئمة الأوائل فإن كل واحد منهم له صنعة لمعيشته فمثلا أبي حنيفة كان قماشا” (2/623)
– قال: “أول مرة رأيت الألباني فيها سنة ١٣٧٤هـ عند الشيخ عبد العزيز بن باز في الرياض، وكان عندما رأيته يحمل معه تخريج سنن أبي داود له وهو يقرأ منه على الشيخ، فقال له الشيخ عبد العزيز: هذا الكتاب ينبغي أن يقرأ كله ثم يطبع، ثم انفض المجلس ولم أر الشيخ الألباني بعدها إلا لما أصبح يدرس في الجامعة الإسلامية“. (2/623)
ـ قال: “إن مريم الغزالي[2] رايتها امرأة طويلة، وهي من جماعة الإخوان المسلمين، وكانت توزع الطعام على مساكين المدينة النبوية وتطعمهم في كل حج وأنا أرى أن عملها هذا دعاية لنشر طريقة الإخوان، وكانت عالمة“. (2/617)
ـ قال: “إن محمد قطب شقيق سيد قطب أشعري خطير، وقد ألف لوزارة المعارف السعودية كتابا في التوحيد وهذا الكتاب كله علم كلام وفلسفة“. (2/617)
– قال: “كنت قد سمعت في الزمن الماضي أن جماعة الإخوان المسلمين تجمعوا في مصر في زمن الملك فاروق على أن يتفقوا في أن يبينوا أن الرفض يعد مذهبا من مذاهب المسلمين، ولابد أن يدمج ضمنها، ولهذا هم الذين أيدوا ثورة الخميني وفرحوا به. وقالوا: إن الإسلام لا يوجد إلا عنده“. (2/698)
ـ قال: “إن الإخوان المسلمين من أنصار الخميني والروافض“. (2/699)
ـ قال: “إن السرورية طائفة من الإخوان المسلمين انفردت عنهم وهي تعيش بلندن“. (2/765)
– قال: “كل من كان على فكر مخالف لأهل السنة فليس منهم، فجماعة الإخوان والتبليغ ليسوا من أهل السنة؛ لأنهم على أفكار تخالفهم“. (2/763)
– قال: “إن هؤلاء الجماعة لا يريدون العلم ولا يطلبونه، فبهذه الطريقة يفسدون أكثر مما يصلحون – وجماعة التبليغ أعرفها جيدا، هم في العقيدة ما ترديه جشتيه، وفي المذهب أحناف متعصبة“. (2/587)
– قال: “جماعة التبليغ فيها خير وشر، وهم مبتدعة، ماتريدية في العقيدة، أحناف متعصبون“. (2/481)
– قال: “جماعة الدعوة ليست جماعة دعوة وإنما جماعة ادعاء“. قلت: يعني بهذه الجماعة: جماعة التبليغ. (2/487)
– قال:” وخروجهم كله لا خير فيه، فإنهم لا يعلمون الناس شيئًا” (1/395)
ـ قال: “إن أبا الحسن الندوي هو رئيس جماعة التبليغ في الهند وهو نقشبندي حنفي متعصب، فصيح اللسان، وقد التقيت به في رحلتي للهند. والسبب في إقبال الناس عليه: فصاحته وكتاباته الجيدة، وهو سياسي كبير“. (2/601)
رحم الله العلامة حمادًا الأنصاري وابنه عبد الأول، وأسأل الله أن ينفعنا جميعًا بهذا المقال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
20/ 4/ 1447هـ
……………………………………………………………………………..
[1] لعله يريد الاشتغال بالأخبار السياسية، وما سماه الحركيون
[2] لعله يريد زينب الغزالي.