كثر التأخر عن حضور خطبة الجمعة، فما توجيهكم؟


يقول السائل: كثُر عند الناس التأخُّر عن حضور الخطبة والصلاة يوم الجمعة، حتى قلَّ من يحضر قبل ساعة حتى في بعض المتدينين، فما توجيهكم؟

الجواب:
ما ذكره السائل ملحوظ وهو أن كثيرًا من الناس يتأخر في حضور خطبة الجمعة وصلاة الجمعة، ومن دخل المسجد قبل ساعة فإنه يجد قليلين للغاية، وكان الناس قبل ذلك على خلاف هذا الأمر، والمستحب في حق كل مصل للجمعة غير الإمام أن يُبادر وأن يُبكر للجمعة ما استطاع.

وقد وردت في ذلك فضائل منها ما ثبت عند الخمسة عن أوس بن أبي أوس الثقفي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من غسَّل يوم الجمعة واغتسل وبكَّر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام وأنصت، كُتب له بكل خطوة يمشيها صيام سنة وقيامها». وصحح الحديث جماعة من العلماء كأبي زرعة العراقي، وابن حجر، وابن كثير، إلى العلامة الألباني -رحمه الله تعالى- بل قال أبو زرعة العراقي: هذا أعظم حديث صحيح في الفضائل، وقد صدق -رحمه الله تعالى-.

تخيلوا أيها المسلمون أننا إذا بكّرنا في ذهابنا للجمعة فإنه بكل خطوة نخطوها يُكتب لنا قيام سنة وصيامها، الله أكبر! نسأل الله الكريم من فضله، فالمفترض أن نُبكر وأن نجاهد أنفسها في التبكير في صلاة الجمعة حتى نفوز بهذا الفضل، وقوله في الحديث: «من غسَّل» ويُقال: (غَسَلَ) فيصح التشديد والتخفيف، كما ذكره النووي -رحمه الله تعالى- وفي رواية أبي داود: «وغسَّل رأسه».

وقد أُفرد الرأس بالذكر لأنه يحتاج إلى عناية زائدة على بقية البدن، فإنه يأخذ هذا الفضل العظيم من التبكير، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من راح في الساعة الأولى فكأنما قرَّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرَّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرَّب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرَّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرَّب بيضة »، ثم إذا دخل الإمام رُفعت الأقلام أي انتهت الكتابة.

فكثير من المسلمين محروم، ما بين أن يأخذ بيضة أو لا شيء بأن يدخل والإمام يخطب، أسأل الله أن يُعيننا جميعًا أن نجد ونجتهد في طاعة الله إنه أرحم الراحمين.

 

981_1


شارك المحتوى: