قول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” هل هو استغفارٌ؟


قول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” هل هو استغفارٌ؟

 

يقال جوابًا على هذا السؤال: إن قول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” ليس استغفارًا؛ لأن الاستغفار طلب المغفرة.

أما قول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” فهو توسل إلى الله بأمرين، بالتوحيد وبضَعْفِ العبد وافتقاره، وهذا إذا قاله في حال اضطرار وحاجة، فكأنه يقول: رب اكشف عنى ضُري، أو ما أنا فيه، إلى نحو ذلك، لذا ثبت عند النسائي في الكبرى وأبي داود من حديث سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((دعوة أخي ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما دعا بها مسلمٌ إلا استجيب له)).

فهي دعوة بمعنى تتضمن تحصيل المراد، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين: هل يدعى بها وحدها كقول القائل: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”؟ أو أنه يؤتى بها مع عموم الأدعية فتكون سببًا لاستجابة الأدعية؟

ذهب ابن القيم رحمه الله تعالى إلى القول الأول، وذهب المناوي وجماعة إلى القول الثاني.

والأظهر – والله أعلم- هو القول الثاني، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر حاجته في أدعية كثيرة وليس فيها الاقتصار على مثل هذا، لكن لو اقتصر على مثل هذا، من هو في حالة ضرٍ فكأنه يقول: “رب اكشف عنى ما أنا فيه” لصح أن يكتفي بقول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” كما هو فعل يونس عليه السلام.

أسأل الله أن يفقّهنا في الدين، وأن يعلّمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، إنه الرحمن الرحيم، وجزاكم الله خيرًا.

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى: