قرأت لك فائدة سابقًا، وهي أن الرياء لا يكون شركًا أكبر، فهل من توضيح وضرب مثال على ذلك؟


قرأت لك فائدة سابقًا، وهي أن الرياء لا يكون شركًا أكبر، فهل من توضيح وضرب مثال على ذلك؟

 

يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: حقيقة الرياء إظهار التعبد لله عند الناس، بمعنى: أن رجلاً رأى الناس، فتصدَّق أمامهم، أو أطال صلاته أمامهم، أو صلى لوجودهم إلى غير ذلك، ففي فعله هذه الأمور الثلاثة لم يتقرَّب لهم، بمعنى: لم يُصلِّ لهم ويعبدهم من دون الله، وإنما أظهر التعبد لله لأجل الناس، فدخل عليه الرياء من جهة الدافع للعمل، فدافع عمله ليس الله والدار الآخرة بل رؤية الناس.

أما صرف العبادة لغير الله فهي من جهة الفعل نفسه، من جهة مآله، يذبح لغير الله، يصلي لفلان، يتقرب له بالصلاة، وهذان العملان شرك أكبر.

فإذًا الرياء لا يكون شركًا أكبر على الأظهر والله أعلم.

أما ما ذكره بعض أهل العلم من أن يسير الرياء شركٌ أصغر، ومفهوم المخالفة في كلامه أن كثير الرياء شرك أكبر، فهذا والله أعلم فيه نظر لِمَا تقدَّم ذكره، وجاء في حديث عند ابن ماجه”يسير الرياء شرك” لكن لا يصح من جهة إسناده، ثم من جهة أخرى ذكر في الحديث: “اليسير” لحاجة، والقاعدة الأصولية: أن ما ذكر من الكلام لسبب فلا مفهوم له، لا يقال إذًا إن الكثير شرك أكبر، وإنما كِلاهما شرك أصغر، ولا يقال: شركٌ أكبر لما تقدم بيانه.

فإذًا الرياء جاء من جهة الدافع، فما كان كذلك؛ فإنه شرك أصغر لا شركٌ أكبر، هذا الأظهر والله أعلم.

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى: