فوز مرسي لرئاسة مصر، واختراع فرية غلاة الطاعة


فوز مرسي لرئاسة مصر، واختراع فرية غلاة الطاعة

تقرأ في هذا المقال أموراً منها:

1- أن محمد مرسي ولي أمر للمصريين، فلا يجوز أن يتكلموا فيه أحد منهم دون غيرهم .

2- عدم جواز كلام المصريين فيه لا يعني عدم التحذير من جماعة الإخوان المسلمين .

3- رد شبهة في الدفاع عن مرسي والطعن في السعودية .

4- ليس مرسي أول حاكم إخواني فقد سبقه عمر البشير في السودان وموقف السلفيين واحد.

5- كشف خداع الناس عن عقيدة السمع والطاعة باسم غلاة الطاعة .

6- موقفان أحدهما مع د.ناصر العقل والثاني مع د. محمد العبدالكريم .

7- حقائق مرة عن محمد مرسي .

8- مقارنة بين مواقف الإخوان الدينية مثل راشد الغنوشي وبين حكام السعودية .

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….. أما بعد،،،

فما أشبه الليلة بالبارحة لما كان أهل السنة يقررون إثبات أسماء الله وصفاته ، كان المؤولة والمبتدعة الضلال من المعتزلة والأشاعرة يصفون أهل السنة بأنهم مشبهة مجسمة؛ لأنهم يقررون ما في القرآن والسنة الصحيحة من إثبات أسماء الله وصفاته -كل بحسب مذهبه-، وكانوا يجعلون هذا سبة ينفرون الناس من الحق ومن السنة ، لكن يأبى الذي هو الحق الناصر للحق إلا أن يظهر الحق {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ }

لكن هذا الحق عزيز لا يظهر إلا بالامتحان والابتلاء ،

قال ابن القيم في نونيته:

والحق منصور وممتحن فلا … تعجب فهذي سنة الرحمن

وبذاك يظهر حزبُه من حزبِه … ولأجل ذاك الناس طائفتان

أي يظهر حزب الله من حزب الشيطان وانقسام الناس طائفة حق وباطل.

فاستمر أهل السنة مجاهدين حتى بقي الحق مع كثرة الملبسين، فعاش الإمام ابن تيمية بين علماء أشاعرة أجلاد مناصراً للحق، فاستمر الحق بين الناس ، حتى ظهر بقوة مع الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة ، وهكذا عاش الإمام محمد بن عبد الوهاب بين علماء قبوريين ومدافعين عن القبوريين يحاربونه ويحاربون دعوته دعوة التوحيد حتى ظهر التوحيد بقوة مع الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة .

واليوم يعيد التاريخ نفسه فتحارب الأحزاب السياسية الحق في عقيدة تواترت النصوص على بيانها عقيدة السمع والطاعة للحاكم المسلم -ولو فسق وجار- في غير معصية الله .

فصاروا يلمزون أهل السنة الداعين لهذه العقيدة النبوية السلفية بأنهم أهل غلو في الطاعة ، هكذا بلفظ مجمل لا يستطيعون تفصيله ولا بيانه؛ لأنهم لو فصلوه وبينوه انقلب الأمر عليهم وافتضحوا، كمثل المؤولة المبتدعة نبزوا أهل السنة بأنهم مجسمة ومشبهة؛ لأنهم أثبتوا الأسماء والصفات، سلكوا في ذلك مسلك الإجمال من غير تفصيل؛ لأنهم لو فصلوا افتضحوا .

وأنا أطالب كل من ينبز أهل السنة بأنهم غلاة في الطاعة أن يبين بصدق بياناً موثقاً ما وجه الغلو !!؟

صدقوني إنهم إن فعلوا ذلك افتضحوا كما افتضح الدكتور بجامعة الإمام محمد العبدالكريم في قصة جرت بيني وبينه في هذا الصدد ذكرتها في درس مسجل بعنوان: تناقضات بعض الدعاة

http://islamancient.com/play.php?catsmktba=57

وكما افتضح الدكتور ناصر العقل أيضاً في قصة جرت بيني وبينه ذكرتها في درس مسجل بعنوان ( على خطا حسن البنا وهو في جزئين)

http://islamancient.com/play.php?catsmktba=294

http://islamancient.com/play.php?catsmktba=295

وأؤكد لو بين أحد منهم وجه الغلو المزعوم فستفضحه النصوص الشرعية، لذا يكتفون بالإجمال والإطلاق، ولتعرف عقيدة أهل السنة في السمع والطاعة للحاكم المسلم ولو فسق . راجع كتب الاعتقاد لأئمة السنة كالإمام أحمد وأبي عثمان الصابوني والبربهاري وغيرهم،وراجع كتاب ( معاملة الحاكم في ضوء الكتاب والسنة ) للشيخ الدكتور عبد السلام برجس – رحمه الله – .

http://islamancient.com/play.php?catsmktba=1154

وقد أثنى على هذا الكتاب شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في شرحه على السياسة الشرعية ص 166 .

وقد لخصت معتقد أهل السنة في كتيب مختصر بعنوان : الحقوق الشرعية لولاة أمور المسلمين من رب البرية

http://islamancient.com/play.php?catsmktba=973

ثم بينت ضلال السروريين في هذا الباب في مقال بعنوان : السمع والطاعة بين السرورية والسلفية ( رد على عبد العزيز آل عبد اللطيف)

http://islamancient.com/play.php?catsmktba=3044

وإني في انتظار من يكون منهم جريئاً شجاعاً – وما أقلهم – ، ويبين ما وجه الغلو الذي يدعو إليه أهل السنة دعاة السمع والطاعة للحاكم المسلم في غير معصية الله ، وإني لأرجو من عامة الناس أن يطالبوهم، ثم يعرضوا علي ما يجيبون به إن كان فيهم ناطق عبر بريد الموقع الإلكتروني لأجيب عليه في مقال لاحق، وإني في الانتظار .

وبعد هذا أذكر باختصار بأمور عدة :

الأمر الأول/ إن حاكم مصر الجديد محمد مرسي ولي أمر يجب السمع والطاعة له في غير معصية، ولا يجوز أن يشهر من تحت ولايته أخطاءه.

الأمر الثاني/ السمع والطاعة لمن تحت ولايتهم لا لعامة المسلمين كما أن السمع والطاعة لولاتنا آل سعود ولاة التوحيد والسنة – وفقهم الله – لمن تحت ولايتهم لا لجميع المسلمين في العالم أخرج البخاري في التاريخ الكبير عن عون السهمي أنه قال: أتيت أبا أمامة فقال: (لا تسبوا الحجاج فإنه عليك أمير وليس علي بأمير)؛ لأن أبا أمامة كان بالشام ولم يكن بالعراق تحت إمرة الحجاج.

الأمر الثالث/ أنه إذا كان حاكم مصر إخوانيًا من حزب الإخوان المسلمين، فهذا ليس مانعاً من نقد الحزب ورد بدعته ونقل كلام العلماء في ضلال هذا الحزب وأنه حزب مبتدع كما قال الإمام عبد العزيز ابن باز – رحمه الله –

http://islamancient.com/blutooth/124.rm

بل ويبيّن للناس أن الإخوان صنيعة الكفار الإنجليز .

ففرق بين الحاكم الشرعي والحزب، وتولي رجل من الإخوان المسلمين للحكم وتعامل السلفيين معهم تعاملاً شرعياً ليس جديداً بل قد فعل هذا السلفيون في السودان مع حاكمهم الإخواني عمر البشير ، ولما زرت السلفيين بالسودان قبل ثلاث سنوات تقريباً ذكرتهم بهذا تأكيداً لما هم عليه من الجمع بين السمع والطاعة للحاكم البشير، وعدم السكوت عن بدعة الإخوان وغيرها من البدع .

الأمر الرابع/ طار الحركيون السعوديون فرحًا بفوز مرسي وتباشروا بذلك ، وهذا ليس غريباً ، وإنما الغريب عقلاً وشرعاً أمران:

الأول: انسياق بعض العامة معهم ولو حكّم العامة عقيدتهم السنية ورجعوا إلى علمائهم لما خدعوا بهم .

الثاني: أن هؤلاء المتباشرين بفوز مرسي هم المعروفون- غالباً- في الإعلام الحر بالطعن في دولة التوحيد والسنة السعودية تصريحًا وتعريضًا ما بين مستقل ومستكثر .

فهل يا ترى طعنهم في الدولة السعودية لأجل الدين هذا لا يمكن بحال؛ لأن فضائح مرسي الدينية والعقدية كثيرة مهلكة ، فهو يقرر أنه لا فرق بين عقيدة النصارى والمسلمين

http://www.youtube.com/watch?v=p_O52cJ3PT8

وأن المرأة حرة في تبرجها وسفورها ولباسها

http://www.youtube.com/watch?v=D_CnXB17m6c

وأن إقامة الحدود من المسائل الفقهية التي ليست مهمة ، وزهّد من شريعة قطع يد السارق تزهيدًا مفاده إنكار شرعية هذا العمل

http://www.youtube.com/watch?v=aDhGFbMsHIc

فكيف يزعمون التدين وهم يفرحون بوصوله للحكم .

وفي المقابل يطعنون في الدولة السعودية التي تفتخر وتصطبر على تطبيق الحدود الشرعية التي زهد فيها محمد مرسي بحجة أنها أحكام فقهية ، وأيضًا ترفع الدولة السعودية راية التوحيد وتربي شعبها على ذلك ، بل وتحارب جميع مظاهر الشرك، التي لا يعرف عن أحد من الإخوان المسلمين فعل ذلك لا حسن البنا ولا من بعده، حتى محمد مرسي فلا يعرف عنهم الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك فضلاً عن أن يوالوا ويعادوا عليه .

بل وتمنع الدولة السعودية تبرج النساء وتقيم رجال الحسبة لمحاربة هذه المنكرات ، ومنها تبرج النساء الذي جحد محمد مرسي أنه من الدين وهكذا …

أيها المسلمون في العالم أيصح أن يتباشر بمحمد مرسي وهذه حاله ، وفي المقابل يسعى للانتقاص والتهييج على الدولة السعودية وهذه حالها ، أسأل الله أن يحفظها ويقويها ويزيدها نصرة للتوحيد والعقيدة.

الأمر الخامس/ حاول المنظرون الحزبيون أن يدافعوا عن محمد مرسي فيما تقدم ذكره من موبقات دينية بأن هذه سياسة منه وخديعة لأمريكا وغيرها .

ومع أن هذا الدفاع لا شيء إلا أنه انطلى على بعضهم وصدقه ، وهذا ما لا يصح أن يصدق لأسباب منها:

السبب الأول/ أن محمد مرسي من حزب الإخوان المسلمين، والفساد الديني والعقدي معروف في الإخوان المسلمين فليس جديداً، وقد أبنت شيئاً من ذلك بدلائله من درس مسجل بعنوان: على خطا حسن البنا ، ورسالة مختصرة بعنوان : بين حسن البنا وسيد قطب

http://islamancient.com/play.php?catsmktba=993

فإذا كان هذا حزبه الذي تربى فيه فلا يرجى منه غير هذا ، فليست جماعة الإخوان تدعو إلى التوحيد الذي من أجله أرسلت الرسل فضلًا عن غيره ، فمصر مليئة بالأضرحة التي تعبد من دون الله ولا دور لهم إلا المناطحات السياسية الحزبية.

السبب الثاني/ فرق كبير بين التقصير في فعل الطاعة وبين إنكارها ، والكذب على دين الله وتحريفه بزعم أنها ليست من الدين .

ففرق كبير بين أن يقول قائل: لن أَحكم بالشريعة لن أحارب النصارى وهكذا .. وبين أن يكذب على الله ودينه ورسوله ويزعم أنه لا فرق بين دين المسلمين والنصارى، ففي الأول قد يعذر دون الثاني فهو كذب على الله ودينه، وكأني بحركيي بلادنا السذج سيستمرون في الاعتذار لمحمد مرسي ولو بعد سنين بحجة أن الإصلاح يحتاج إلى وقت وهكذا ..

كما فعلوا مع حاكم السودان وحركة حماس فإن لهما سنين وهم حكام، ولم يهدموا ضريحاً واحداً يعبد من دون الله، بل وليست لهم دعوة لمحاربة الشرك ومع ذلك لا يزالون ساكتين عنهم بل ومدافعين، فأي دين هذا يا قوم لو كنتم تنصفون ولله تخافون ، والسعودية التي قامت على هذا ولازالت مستمرة بحول الله لا تواجهونها إلا بالسب والشتم بل وتعادون من يدافع عنها قال تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }

الأمر السادس/ يزعم بعضهم أن هناك فرقاً بين حكام آل سعود ومحمد مرسي ، فيقولون إن حكام آل سعود يسوؤون لذا نعاديهم أما محمد مرسي فهو يتحسن ، ومثل هذا قاله بعضهم في أوردغان حاكم تركيا . وهذا جواب حزبي حركي لا شرعي إسلامي ، وذلك من أوجه :

الوجه الأول: أن حفظ بنيان شاهق موجود ولو كان فيه نقص خير من ابتداء بنيان مظنون قد يبتدئ وقد لا يبتدئ ، فالحفظ والدفاع عن الدولة السعودية القائمة والمناصرة للتوحيد وعقيدة السلف على ما فيها من النقص خير من مناصرة دولة مظنونة في نصرة الدين، وإذا كان ولا بد من مناصرة هذه الدولة المظنونة فلا تعادى الدولة السعودية .

الوجه الثاني: أننا لا نسلم بأن حكام آل سعود سيئون بل والله يشكرون ، ثم يشكرون على ثباتهم على دينهم وعقيدة أهل السنة في مثل هذه الأزمان التي كثرت عليهم على الضغوط من دول الكفر، ومن الحركات الإسلامية وللأسف ، ولتعرف حقيقة هذا قارن بين كلمة وزير الداخلية السابق الأمير نايف – رحمه الله – وكلمة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل – وفقه الله – مع كلمة راشد الغنوشي رئيس الإخوان المسلمين في تونس المتمثل في حزب النهضة

http://www.islamancienttube.com/video/921

http://www.islamancienttube.com/video/923

http://www.islamancienttube.com/video/924

http://www.islamancienttube.com/video/316

مع استحضار أن ثباتهم هذا، مع أذيتهم من كثير من المتدينين ابتداء ببعض من غلا من إخوان من طاع الله، ومروراً بجهيمان ومن معه ، ثم بالسروريين أيام أزمة الخليج مثل سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر ، ثم بالسروريين والمسمين بالجهاديين في وقت التفجيرات بالسعودية ومن ذلك جمع التبرعات للمفجرين باسم الجهاد ، وما يتبع ذلك ، والآن بانتقاص الدولة السعودية ، وفي المقابل يغالون بمدح حزب النهضة بتونس ومحمد مرسي بمصر، وأوردغان الذي بان تلاعبه في أحداث سوريا .

ولا يغفل عن أمر مهم أن الحزبيين يعيبون ما ليس عيباً، مثل عدم سماح الدولة السعودية لمن افتاتوا على الولاية وأرادوا جمع التبرعات لسوريا مستغلين تعاطف العامة مع أحداث سوريا، وزاعمين أن منع مثل هذا حرب للدين وتأييد للنصيرية في سوريا ، وتناسوا أو تكاتموا – والله موعدهم – أن الدولة السعودية من أشد الدول وقوفاً مع سوريا، وهذا واضح وضوح الشمس فلا يستطيع إنكاره إلا جاحد وأنى له ذلك ، ثم من الغريب أنهم يزعمون أن جمع التبرعات مقفل رسمياً ، مع أنه مسموح رسميًا بواسطة رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب ، وفروعها تستقبل قبل افتيات هؤلاء وبعد، ولم يشر أحد منهم لذلك ، وإنما غاية الأمر أن الدولة منعت هؤلاء لأنهم مفتاتون ولا يؤتمنون على الأموال، فكم خدعوا وضيعوا أموال المسلمين قبل، بلو ووضعت من قبلهم في غير موضعها .

http://www.islamancienttube.com/video/859

إذا عرف ما تقدم كونوا أيها الناس عقلاء ولا يستخفنكم الحزبيون .

الأمر السابع/ إني لأشكر مشايخ أهل السنة حقاً في مصر ، منهم الشيخان الفاضلان الشيخ محمد بن سعيد رسلان والشيخ هشام البيلي – وفقهما الله وحماهما – على بيان الموقف السني من تولي الحاكم ولو كان من الإخوان المسلمين ،

http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=148009

وخلاصته ما تقدم ذكره من السمع والطاعة في غير معصية الله، وعدم ذكر معايب رئيس مصر الجديد محمد مرسي، كما فعل السلف مع المأمون والمعتصم الداعين إلى القول بالكفر وهو القول بأن القرآن مخلوق ، وهذا لا يعني عدم الرد والتحذير على الحزب الذي ينتمون إليه وهو حزب الإخوان المسلمين، فأهل السنة لا ينكرون على الحاكم بعينه، وإنما على البدعة التي أتى بها أو انتسب إليها، فلا ينكرون على الحاكم أنه إخواني ، من ينكرون على بدعة الانتساب للإخوان لأنهم مبتدعة ، فقد أنكر الأئمة كأحمد بن حنبل وغيره بدعة القول بخلق القرآن ولم ينكروا على الحاكم الذي أتى بها .

وفي الختام أنبه على أمور ثلاثة:

التنبيه الأول/ أدعو الإخوان المسلمين وأنصارهم في بلادنا أن ينضبطوا في فرحهم بمحمد مرسي، فقد فرح الإخوان قبل بالإخواني جمال عبد الناصر لما أوصلوه إلى الحكم، ثم فعل بهم ما لم يفعله حاكم قبله، واليوم تنازع الإخوانيون في السودان فقام الإخوانيون بمظاهرات على الرئيس الإخواني عمر البشير وناطحوه في حكمه ورئاسته بعد أن أوصلوه للحكم ، وهذه صفة ملازمة لهم لأنهم ربوا على حب الرئاسة والقيادة ، فكل يشاق صاحبه .

التنبيه الثاني/ أدعو الإخوان المسلمين وأنصارهم في بلادنا أن ينضبطوا أيضاً في فرحهم بمحمد مرسي ولا يفرحوا به كثيراً؛ لأن حكمه انتخابي فهو قائم على إرضاء الشعوب لينتخبوه بعد فهو إذاً لن يسعى لإصلاح عقائد الناس الشركية والبدعية – لو أراد -، حتى لا يعادوه كما فعل أقوام الرسل مع رسلهم، وذلك لأن دعوة الحق تنافي الأهواء والعواطف كما قال تعالى { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}

فإذا كان لن يفعل ذلك فعلى أي شيء يكون الفرح به، بل قد يشدد في أمور ما شدد فيها من قبله حتى يبين للناس أنه ليس إسلامياً، وإنما ديمقراطياً ، والأيام بيننا ، وهذا ما فعله أوردغان في تركيا ، فهو يحاول جاهداً إصلاح دنياهم لأجل كسب الأصوات فترتب على ذلك إفساد دينهم ، فتباً لملك ورئاسة هذه حالها ، راجع مقالي : تركيا بين الإسلاميين والعلمانيين

http://islamancient.com/play.php?catsmktba=3040

أسأل الله أن يوفق أهل مصر لخير الدنيا والآخرة .

التنبيه الثالث/ أزف لإخواني السلفيين البشرى في قوة دعوتهم وقناعة كثير من الناس بهم، فكيف استطاع قلة قليلة من السلفيين التأثير في العالم هذا التأثير البالغ ، وهذا مصداق قوله تعالى {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}

وخير شاهد على هذا الإعلام الحر كتويتر والفيس بوك واليوتيوب ، انظروا إلى آثار جهود السلفيين وشدة إقبال الناس عليهم، فكم ترك أقوام كثيرون الحزبية في بلادنا فتحرروا من رقها إلى السلفية الأثرية ، وكم طالب السلفيون رؤوس الحزبية للمناظرة فخنسوا ولم ينبسوا ببنت شفه؛ لعلمهم ضعف حجتهم، وقوة حجة السلفيين المتمسكين بالوحي .

وقد بشرني الشيخ السوداني الفاضل عبد الرحمن حامد – وفقه الله – أن السلفية قوية جداً في السودان وكثر الإقبال عليها حتى صار يسميهم بعض الناس بالصين الشعبية .

وهذه الكثرة ظاهرة جداً في اليمن ببركة دعوة العلامة مقبل الوادعي – رحمه الله – وتلاميذه من بعده .

وأيضاً ملحوظة جداً في الكويت والإمارات والجزائر والمغرب ، وفي دول أوربا ، والآن نشاهد إقبالا كبيرا على السلفية في بلادنا، وكثير من العامة رجالاً ونساء قاموا على الحزبيين في بلادنا ، ما بين شاكين فيهم أو نابذين لهم أو رادين عليهم، وكل هذا بعد – توفيق الله -ثم الإعلام الحر كتويتروقوة مشاركة السلفيين فيه .

أسأل الله أن يزيدها ويقويها .

وأخيرا ما أحسن ما قال سحنون: (أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهرها) ترتيب المدارك للقاضي عياض 72

أسأل الله الذي بيده كل شيء أن يهدي ويصلح حاكم مصر محمد مرسي ، ويجعله رحمة على أهل مصر، فإنهم طيبون محبون للخير، وأسأله برحمته التي وسعت كل وشيء ، وبأنه الحي القيوم أن يجري على يديه نشر التوحيد والسنة بأرض مصر ، ويكون سبباً لقمع الشرك والبدعة إنه على ذلك قدير .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. عبد العزيز بن ريس الريس

المشرف على موقع الإسلام العتيق

http://islamancient.com/

6 / 8 / 1433هـ


شارك المحتوى: