فضائل يوم الجمعة


فضائل يوم الجمعة

الحمد لله الذي اصطفى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وأضل عنها من قبلنا والصلاة والسلام على رسول الله الذي عظّم يوم الجمعة بذكر فضائله.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

لقد فاضل الله بين الأزمان، فخيرُ الشهور رمضانُ، وخير الأيام يوم الجمعة، وقد أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن هداها ليوم الجمعة ، وأضل اليهود والنصارى عنه، قال أبو هريرة- رضي الله-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد» رواه مسلم.

ويوم الجمعة من مواسم الخيرات الأسبوعية والهبات الرحمانية، روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود- رضي الله- : «إن سيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الشهور رمضان»

ولم يكن سيدها إلا لعظيم أجره، وعلو مكانته فهو خير الأيام عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها» رواه مسلم.

فهل يعقل لذي دين أن يفرط فيه، وأن يعامله كغيره من الأيام وقد تقدم فيه ما تقدم؟ ثم إنه قد احتوى هذا اليوم على فضائل كثيرة وكرامات جزيلة، فما بين كل جمعة وجمعة كفارة للذنوب والخطايا.

قال أبو هريرة- رضي الله- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الصلاة الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن، ما لم تغش الكبائر» أخرجه مسلم

وقال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من اغتسل؟ ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام» أخرجه مسلم

ومع هذا الفضل والعطاء الجزل إلا أن كثيرًا من المسلمين يفوّته، إما لتركه الاغتسال أو التأخر في حضور الجمعة حتى يبدأ الخطيب في الخطبة .

ومما يستحب في هذا اليوم إكثار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ثبت عن أوس بن أوس الثقفي – رضي الله- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة علي» قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت أي يقولون قد بليت؟ قال: «إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام» رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

ومن صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة صلى الله عليه عشرًا في الأيام كلها، فكيف بيوم الجمعة قال أبو هريرة- رضي الله- : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا»أخرجه مسلم

ومن فضائله العظيمة، ومزاياه الكبيرة : ما ثبت عند الخمسة عن أوس بن أوس الثقفي- رضي الله- أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها»

بالله عليكم كم فرطنا كثيرًا في هذه الحسنات الكثيرة والعطايا الجزيلة!

يا مسلمون إذا مشيت مائة خطوة فزت بأجر صيام وقيام مائة سنة .

نعم ، إنه فاز بأجر قيام وصيام مائة سنة مقابل مائة خطوة لما بكّر ، وفعل باقي ما ذكر في الحديث لقد أدرك هذا الفضل كثير من الصالحين فتسابقوا إلى التبكير فتراهم في المسجد بعد صلاة الفجر بنصف ساعة أو نحو ذلك .

قال أبو هريرة- رضي الله- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة، فقال: «فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم، وهو يصلي، يسأل الله شيئا، إلا أعطاه إياه» متفق عليه ، وهي آخر ساعة .

فقد ثبت في سعيد بن منصور عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: اجتمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فتذاكروا في ساعة يوم الجمعة، فاتفقوا على أنها الساعة الأخيرة في يوم الجمعة.

ايها المؤمنون .. إن ربكم فتح باب إجابة الدعوات، وتفريج الكربات، وكشف المدلهمات في هذه الساعة فلا تفوتنّكم .

اللهم وفقنا لفعل الخيرات، والمسابقة للطاعات .

أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فإن يوم الجمعة يزورنا كل اسبوع بهبات الله ورحماته وأجوره، فلنستغل الفرصة بتدارك ما أمكن من هذه الهبات ، قال الله {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]

وقال عن الأنبياء -وهم الأنبياء- {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} [الأنبياء: 90]

وقال {سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }

يا ما أشد كسلَنا وتفريطَنا فقد قابلنا هذه النفحات والهبات والفضائل بنوم النهار إلى قبيل الخطبة ثم بقية اليوم في سرح ومرح .

إن النفس أمارة بالسوء فإن لم تؤطر على الحق أطرًا، وتجاهد على الطاعة مجاهدة ضيعت ما هو سبب نجاتها ورضا ربها .

إن العاقل الكيس الفطن يترقب مواسم الخيرات، وأزمان المضاعفات ليقابلها بكثرة الطاعات والأعمال الصالحات .

يا قوم تذكروا هول القيامة الذي قال الله فيه {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}

وإن الأنبياء يقولون في ذلك اليوم نفسي نفسي، فكيف بنا وقد ضيعنا فضائل سيد الأيام من تكفير الخطايا وتكثير الحسنات بأن بكل خطوة صيام سنة وقيامها لمن بكر وابتكر .. الخ

اللهم أعنا على اغتنام فضائل يوم الجمعة

اللهم أعنا على اغتنام فضائل يوم الجمعة

اللهم أعنا على اغتنام فضائل يوم الجمعة

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وارحم تقصيرنا وتفريطنا .

د. عبد العزيز بن ريس الريس

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى: