عشرة أوجه لبطلان المظاهرات


عشرة أوجه لبطلان المظاهرات

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… أما بعد:
فقد وقع بعض المسلمين وبعاطفة غير منضبطة بضوابط الشرع في وسائل بدعية جاءت من الكفار كالخروج الى الشوارع جماعات أو ما يسمى بالمظاهرات التي ما أطعمت جائعاً ولا سقت عطشان وما أنزل الله بها من سلطان.
واليك أخي القارىء بيان بطلانها خصوصاً في بلادنا بلاد التوحيد من عشرة أوجه:
الوجه الأول: انها تعبد لله تعالى بوسيلة غير مشروعة وذلك عند بعض الدعاة الاسلاميين الذين يرونها وسيلة مشروعة للدعوة الى الله واظهار القوة ولهؤلاء يقال:
اين السلف الصالح من فعلها؟ فلو كان خيراً لسبقونا اليه، واما الاستدلال بما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج بعد اسلام عمر رضي الله عنه على رأس صفين من اصحابه وعلى الاول منهما عمر وعلى الثاني حمزة رغبة في اظهار قوة المسلمين فعلمت قريش ان لهم منعة فهذا الاثر قد رواه ابو نعيم في الحلية وفي اسناده اسحاق بن عبدالله بن أبي فروة وهو منكر الحديث لا يحتج به فالرواية اذا لا تثبت.
الوجه الثاني: أن فيها تشبها بالكفار فهذه المظاهرات وسيلة ابتدأها الكفار للضغط على حكوماتهم والمطالبة بحقوقهم وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لا تبعتموهم» رواه الشيخان واللفظ لمسلم وفي مسند احمد قال صلى الله عليه وسلم «ومن تشبه بقوم فهو منهم».
الوجه الثالث: ان القيام بها مخالف للنظام ومعصية لولاة الامر في بلادنا خاصة، وهذا يتضح من خلال تصريح كبار المسؤولين في منعها وعدم السماح بها وقد قال الله تعالى {يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا پلَّهّ وّأّطٌيعٍوا پرَّسٍولّ وّأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً } [النساء: 59].
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله: «وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لاحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الامور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم»أ.ه.
الوجه الرابع: زعزعة الأمن واثارة الفوضى والغوغائية ولا يخفى على كل عاقل ان حفظ الأمن مطلب مهم تشرك فيه جميع الام ومن الضروريات الخمس التي جاء الاسلام بحفظها واذا أردت ان تعرف قدر هذه النعمة فانظر حال من فقدها نسأل الله العافية والسلامة.
الوجه الخامس: ايقاع العداوة والتصادم والتقاتل بين رجال الأمن والمتظاهرين.
الوجه السادس: ان المظاهرات فرصة خطيرة لا ندساس المفسدين والمجرمين لتحقيق مآربهم وأغراضهم السيئة فليس كل من دخل في صفوف المتظاهرين يسعى ما يسعون اليه ويهدف الى ما يهدفون اليه.
اليوم السابع: تعطيل مصالح الناس بما تحدثه هذه المظاهرات بجموعها الغفيرة من اغلاق للمحلات وتعطيل حركة السير، فقد يموت انسان مصاب أو تتضاعف اصابته بسبب عدم وصول سيارة الاسعاف اليه والسبب في ذلك جموع المتظاهرين.
الوجه الثامن: ترك السنة واحياء البدعة:
فالناس اذا انشغلوا بالمظاهرات ظنوا انهم قدموا كل شيء ويكتفون بذلك عن الوسائل الشرعية النافعة المجدية كالتبرع بالمال والتضرع الى الله بالدعاء.
الوجه التاسع: ان القول بجوازها ذريعة لاهل البدع والأهواء وأصحاب الأفكار المنحرفة للقيام بها والوصول الى ما يريدون من مقاصد سيئة.
الوجه العاشر: ما يحدث في هذه المظاهرات من محاذير شرعية كالاختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك من المحاذير بل حدثني من أثق به ان مظاهرة اقيمت في دولة عربية ابتدأت من قبل صلاة العصر الى ان غربت الشمس وكثير من المتظاهرين قد ضيع صلاة العصر والله المستعان!!
وأخيراً ولأجل تجلية حكم المظاهرات فهذه فتاوي بعض العلماء في شأنها فقد سئل سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله هذا السؤال:
س: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة…؟
فأجاب رحمه الله بقوله: (لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى انها من اسباب الفتن ومن اسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق) أ.ه.
ولما سئل عنها العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله قال: «لا نؤيد المظاهرات لا نؤيدها اطلاقاً».
وسئل شيخنا العلامة صالح الفوزان حفظه الله هذا السؤال:
س: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل ومآسي الأمة الاسلامية؟ فأجاب حفظه الله بقوله: «ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة والمظاهرات ليست من اعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها الى ان قال: حفظه الله والمظاهرات هذه تحدث فتناً تحدث سفك دماء تحدث تخريب أموال فلا تجوز هذه الأمور» أ.ه.
وقال الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله: المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين هذه دخيلة ما كانت معروفة الا من الدول الغربية والدول الكافرة..»أ.ه.
كما قرر شيخنا صالح آل الشيخ حفظه الله في أحد دروسه ان المظاهرات مثل الوسائل الممنوعة وان كانت غايتها سليمة وان مثلها كمثل التداوي بالمحرم للوصول الى الشفاء.
وبعد هذا البيان أسأل الله تعالى ان يعز الاسلام والمسلمين وان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: عمر بن عبدالرحمن العمر
جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض

 


شارك المحتوى: