عاصفة الحزم


عاصفة الحزم

إن الحمد لله … أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، واشكروا له في السراء والضراء .

عباد الله : إن الجهاد ذروة سنام الإسلام كما بين ذلك رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، ومتى ما تركه الناس ذلوا ، وتسلط عليهم عدوهم . يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود بسند صحيح : > إذا تبايعتُم بالعِينَةِ، وأخذتم أذنابَ البقرِ، ورضيتُم بالزَّرْع، وتركتُم الجهادَ، سَلَّط اللهُ عليكم ذُلاًّ لا ينزِعُه حتى تَرجِعُوا إلى دينكم < وإذا رفعت راية الجهاد فرح المسلمون ، وهابهم عدوهم ، وأصابهم الرعب . يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه: > نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ< ويتعين الجهاد إذا خيف على المسلمين من عدوهم، وهذه البلاد منذ قامت قيامها الأول إلى يومنا هذا وهي في جهاد في سبيل الله ، ما بين إعداد قوة وكبت عدو، وملاحقة فاجر ، وقضاء على باغٍ .

عباد الله : إن المنافقين منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم يعملون على إضعاف شوكة المسلمين >يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم< ومما عملوه أنهم فرقوا الأمة، وأظهروا فيها من الفرق من ليست من الإسلام في شيء ، وعلى رأس هذه الفرق: الطائفة الرافضية المجوسية ، فهذه الطائفة منذ قامت وهي حرب على الإسلام وأهله، لم يفعل النصارى كما فعلوا، كذبوا الله ، وكذبوا المرسلين، وحاربوا الأولياء والصالحين، وأظهروا الشرك والبدع، ونشروا الأخلاق السافلة، ولم تزل هذه الفرقة تعين كل طائفة تكون حربا على السنة وأهلها ، فنشأت أحزاب وجماعات وتنظيمات كفرية ترعاها هذه الطائفة المجوسية.

ومنذ أن قامت ثورتهم الفاجرة في إيران ، وهم يعملون على إحداث القلاقل في بلاد الحرمين، حتى استباحوا بيت الله ، وفجروا القنابل فيه، وقتلوا الحجاج الآمنين في الشهر الحرام .

ثم قامت برعاية الطائفة الحوثية الرافضية المجوسية، وسلطتها على بلاد اليمن وما جاورها ، فسفكت الدماء ، واستباحت الحرمات، ولم يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة ، والغاية معروفة وهي بلاد الحرمين .

ولما كان الجهاد متعينا في مثل هذه الحال ، فقد وفق الله إمام المسلمين في هذه البلاد وإخوانه من أمراء البلدان المجاورة إلى إعلان الجهاد على هذه الطائفة، وإن جهادهم وقتلهم وتدميرهم من أعظم القربات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} وجيشنا المقاتل لهم والمرابطون في الثغور ، ورجال الأمن في المناطق ، ورجال المباحث والاستخبارات والحرس وغيرهم ممن كلفهم الإمام بحفظ المسلمين هم في جهاد في سبيل الله، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: >رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتان). رواه مسلم في صحيحه، وفي الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها<.

ومن استنفره الإمام وجب عليه النفير. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:>وإذا استنفرتم فانفروا<

بارك الله لي ولكم …

الحمد لله على إحسانه … أما بعد : فاتقوا الله عباد الله، واعلموا رحمكم الله أن أيامكم هذه أيام جهاد، وفي مثل هذه الأيام يكثر عدوكم من الدسائس والإشاعات لإضعافكم، وإثارة الفتنة، فإياكم والإصغاء لهم، وخذوا الأخبار من ولاة أمركم ، واحذروا من فعل ما قد يكون ضررا على المسلمين كتصوير تحركات الجيش أو الأمن ، ولا يتصرفن أحدكم تصرفا يجتهد فيه بغير إذن ولاة الأمور . يقول الله تعالى : {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }

وأكثروا من الدعاء لجيش المسلمين بالنصر، واعلموا أن النصر بيد الله وحده، ولولاه ما حصل نصر يقول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }


شارك المحتوى: