دعاة أعظم فساداً من المحاربين


دعاة أعظم فساداً من المحاربين

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم وفقني الله وإياك أن من تعبّد لله مخلصا له الدين ولم يكن على وفق ما جاء به رسوله الأمين عليه صلوات الله والملائكة والناس

أحمعين ، فهو مُسيء لله ولرسوله ولو زعم حبهما ، متنقص شرع ربه ،مستدرك على نبيه صلى الله عليه وسلم هديه الذي كَمّل الله

برسالته لنا الدين، وأتمّ بها النعمة على العالمين بقوله عزوجل:”اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا”. [[1].

فإذا كَمُل الدين فكل إحداث فيه بعد ذلك بدعة وضلالة وهومن مظان الكفر بالله ومحادة لله ورسوله ..

قال ابن القيم في “إغاثة اللهفان” (1/102):

“وكما أنك لا تجد مبتدعاً إلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم …”

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” فإن البدع هي مبادئ الكفر ومظان الكفر، كما أن السنن المشروعة هي مظاهر الإيمان “[2]

وهذا الإحداث – أيضًا – تشويه لجمال الإسلام ، وطَمْسٌ لمعالم سنن الهدى، وتفريق لوحدة الأمة وحيلولة بين النّاس وبين فهم دينهم

الصحيح، وتعريض للفتنة والعذاب الأليم الذي أخبرنا به رب العالمين بقوله:

“فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم”[3]

فما الموقف الشرعي العام في معاملة السني للمبتدع :

المبتدع ـ كما ذكرالعلماء ـ متنقص لكمال هذا الدين ، مستدرك على رب العالمين شرعته ، وعلى نبيه سنته وهديه، وهذا منكر عظيم

وشر مستطير ، يوجب علينا معاملتة بمثل مااستنقص به من شريعة ربه، خالقه ورازقه، بالإنكار عليه نصرة لله ولكتابه ولرسوله

ولدينه ولأئمة المسلمين وعامتهم بعقوبته وهجره والتحذير منه ،بل وعقوبة من دافع عنه حتى يتوب من هذا الضلال المبين .

قال صلى الله عليه وسلم ” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان “[4]

قال القاضي: وإنما رأى مالك ـ أي استتابة المبتدع أو قتله ـ ذلك فيهم لافسادهم في الأرض وهم أعظم إفسادا من المحاربين لأن إفساد

الدين أعظم من إفساد المال لا أنهم كفار)) [5]

قال الإمام الشافعي: “ما ناظرت أحداً أحببت أن يخطئ، إلا صاحب بدعة، فإني أحبُّ أن ينكشف أمره للناس [6]“..

قال شيخ الإسلام “« يجب عقوبة من انتسب إليهم، أو ذَبَّ عنهم، أو أثنى عليهم، أو عَظَّم كتبهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم

بأن هذا الكلام لا يدري ماهو » . “[7]

قال الإمام إسماعيل الصابوني مقررا إجماع السلف : “واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم،

وإقصائهم والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم،والتقرب إلى الله عزوجل مجانبتهم،ومهاجرتهم[8]“..

أخوكم عبدالرحمن الفيصل


[1] المائدة:3

[2] مجموع الفتاوى 10/565

[3] النور:63

[4] مسلم

[5] التمهيد 4/238

[6] تبيين كذب المفتري” (ص340)

[7] مجموع الفتاوى 2/132

[8] عقيدة السلف وأصحاب الحديث، للصابوني، ص315-316


شارك المحتوى: