Friday Forum
Archives By Month
Subcategories
Browse By Author
أمر الفتوى والمُفتين
الخطبة الأولى: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يحيون بكتاب الله موتى القلوب ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم ، أما بعد: فاتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله {أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} وأمره أن يبين للناس ما نزل إليهم { وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} فالرسول صلى الله عليه وسلم مبين عن الله عز وجل مراده مما أجمله في كتابه من الأحكام والوعد والوعيد، فكان المسلمون يرجعون إليه فيما أشكل عليهم من أمور دينهم ودنياهم، ويسألونه فيفتيهم ويبين لهم الحق، وكان صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن عنده جواب عن بعض الأسئلة ينتظر حتى ينزل عليه الوحي من الله عز وجل ، وبعد موته صلى الله …
أين ظل الدنيا من الآخرة
أين ظل الدنيا من الآخرة الخطبة الخطبة الأولى : إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا , من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم, وعلى آله, وأصحابه, وأتباعه, ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين . صلى عليه الله يا علم الهدى … واستبشرت بقدومك الأيام هتفت لك الأرواح من أشواقها … وازّينت بحديثك الأقلام أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار . أيّها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوَى الله عزّ وجل، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. منِ اتَّقى الله وقاه، ومن كلِّ كربٍ أنجاه . عِبادَ الله، حينَ تنشُر الشّمس أشعَّتَها اللاّهِبَة ، ويشتدّ الحرُّ ويعرَق الناسُ في كلّ حركة وتنقُّلٍ ويبلغ الجَهدُ البدَنيّ والنّفسيّ بالنّاس مبلَغًا تضيق به نفوسُهم فإنهم يُهرعون إلى الظّلِّ وإلى وَسائل التّبريدِ، ورُبما بَلَغ بهمُ الجزعُ إلى الهُروبِ بعيدًا إلى البِلادِ البارِدَة والأجواءِ المعتَدِلَة؛ يتفيّؤون الظلال ويسكنون الجبالَ. من كان حين تُصيبُ الشمسُ جبهته أو الغبارُ …