خطبة صلاة عيد الفطر -مستفادة-


الخطبة الأولى:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا للإسلام، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:

فاليوم هو يوم عيدنا أهل الإسلام، يوم فرح وسرور، داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» متفق عليه، فافرحوا بتمام صومكم، وتأدية فرضكم، وهذه من عاجل البشارة التي جاء بها ديننا الحنيف {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس للعيد أجمل ثيابه، وكان ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بالحراب يوم العيد، وكان الصحابة رضي الله عنهم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض “تقبل الله منا ومنك”، فافرحوا في عيدكم، وكلوا واشربوا، والبسوا، وابتهجوا، وروحوا عن أنفسكم، ووسعوا على أولادكم وأهليكم، كل ذلك فيما هو مباح في دين الإسلام، مبتعدين عما نهى عنه، شاكرين لله على التوفيق لصيام رمضان وإتمامه، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

تبادلوا التهاني بينكم، صلوا أرحامكم، بروا أقاربكم، وأحسنوا إلى جيرانكم، وتواصلوا مع أصدقائكم، وقروا كبيركم، وارحموا صغيركم، وراعوا ضعيفكم، «وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا»، لتكن قلوبكم طاهرة، ونفوسكم طيبة، بادروا بالعفو والمسامحة، فارقوا البغضاء والشحناء، أصلحوا ذات بينكم، {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، «وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ».

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

إن دين الإسلام دين عظيم كامل قال الله تعالى عنه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ

نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا}، لا يقبل الله دينا غيره: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، والهداية له أعظم نعمة: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، من جاء بمراتب الدين الثلاث فاز وأفلح ونجا، وهي الإسلام والإيمان والإحسان، من قام بها اعتقادا وقولا وعملا مخلصا لله عز وجل، متبعا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، دخل الجنة يوم القيامة بفضل الله ورحمته.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

اعلموا أن الله خلقنا لعبادته فقال جل جلاله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} فلنحقق التوحيد على مراد الله ورسوله، ولنحذر الشرك {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}، ولنجتنب البدع والمحدثات «فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيَ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»، وقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.

ولنحذر الذنوب والمعاصي فقد قال ربنا سبحانه: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)}، {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17)}، ولنعمل فيما بيننا بقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، ينصح بعضنا بعضا كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ»، وقد قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}، و «مَنْ حُرِمَ الرِّفْقَ حُرِمَ الْخَيْرَ».

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

دين الإسلام دين الرحمة والاعتدال، لا تطرف فيه ولا انحلال، أمر بالاجتماع والائتلاف، ونهى عن التفرق والاختلاف، من اتبع فيه منهج السلف الصالح لزم الصراط المستقيم، وسلم من فتن الشبهات والشهوات، {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، فحافظوا على دينكم، واجتماع كلمتكم، وأمنكم، كونوا مع ولاة أمركم بالسمع والطاعة بالمعروف، واحذروا من يريد بدينكم وولاة أمركم ووطنكم سوء كائنا من كان، وإياكم ونشر الشائعات والسماع لدعاة الفتن.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

 

الخطبة الثانية:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

الحمد لله اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على البشير النذير، أما بعد:

فيا أيها الرجل: اتق الله وقم بواجبك، وافعل الأسباب في إصلاح نفسك وزوجتك وأولادك، واعلم أنك مسؤول عنهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.

أيتها المسلمة: لك مكانتك في الإسلام، جاءت أدلة القرآن والسنة بما لك وما عليك، فأنتِ الأم والأخت والبنت والزوجة، لكِ مثل الذي عليك بالمعروف، وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بخطبة يوم العيد، وأوصى عليه الصلاة والسلام بذات الدين، وأخبر أن المرأة الصالحة من سعادة ابن آدم، وعكسها تماما امرأة السوء، فاتقي الله في سرك وعلانيتك، حافظي على دينك، وقومي بواجباتك، واحذري مخالفة شرع الله، اعملي بالحلال، واتركي الحرام، وتورعي عن المشتبهات، لتكن أقوالك وأفعالك موافقة لشرع الله، تقربي إلى الله بالستر والعفاف، ولبس الحجاب الساتر الفضفاض، واحذري التبرج وإظهار المفاتن والعورات، تمسكي بما أمر الله به زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته ونساء المؤمنين في القرآن، لا تخدعنكِ الأقوال الشاذة والشبهات، ولا تغرنكِ الشهرة والكثرة، واصبري فإن العاقبة للمتقين، كوني قدوة صالحة يكتب لك أجرك مرتين.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

حافظوا على الأعمال الصالحة فقد ذقتم حلاوتها وثمارها، ومن جمع بين الإيمان والعمل الصالح طابت حياته في الدنيا والآخرة، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}.

تقبل الله منا ومنكم، وجعله الله عيد خير وبركة على الإسلام والمسلمين، ربنا اغفر لنا وارحمنا وعافانا وارزقنا، ربنا وفق ولي أمرنا وولي عهده، واحفظ لنا ديننا وأمننا واجتماع كلمتنا، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا وأزواجنا، وآمن روعاتنا، واستر روعاتنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


شارك المحتوى:
0