يقول السائل: هل يعتبر من قام بالمظاهرات في دول الكفر مبتدعًا أو يعتبر عاصيًا لعدم انعقاد إجماع السلف على تبديع من فعل ذلك؟
الجواب:
إن المظاهرات محرمة، وهي طريقة بدعية ومحدثة في الشريعة، سواء كانت في بلاد الكفر أو في بلاد الإسلام، فمن فعل ذلك فقد تلبَّس بالبدعة، ووقع فيها -عافاني الله وإياكم- فمن قام بمظاهرات في بلاد الكافرين فقد وقع في بدعة عَمَلِيَّة كغيرها من البدع العملية، وكل بدعة لم يفعلها سلف هذه الأمة فهم مجمعون على تركها؛ لأنها لو كانت خيرًا لسبقونا إليه، فلما لم يفعلوه دل على أنها بدعة محدثة.
فالمظاهرات بدعة حتى ولو أذن بها أولئك الكافرون، وهذا فيمن تعبد الله بفعل هذه المظاهرة، بأن جَعَلَها سبيلًا لإرضاء الله سبحانه وتعالى، أما من لم يعتقد ذلك وإنما أراد المظاهرات سبيلًا للضغط على الحكومات ولم يتعبد بذلك، وإنما دافعه دنيوي، فإنه مخطئ، وهو طريق للفتن، وكل ما يؤدي إلى الفتن محرم.