يقول السائل: ما حكم عمل حنة إسلامية ليلة العرس، حيث يتم تأجير قرَّاء يقرأون القرآن وتواشيح؟
الجواب:
ليلة العرس ليلة فرح، لذا يُشرع فيها ضرب الدف، فهي ليلة فرح واجتماع، إلى غير ذلك، وليست ليلة العرس ليلة تعبُّد بقراءة القرآن أو التواشيح أو غيره، لذا التعبُّد بمثل هذا في ليلة العرس من البدع، فجعلُ ليلة العرس سببًا لقراءة القرآن بدعة؛ لأنَّ الأصل في العبادات الحظر والمنع، ولا يُجعل للعبادة سببًا إلا بدليل شرعي، فإذا لم يوجد الدليل الشرعي صار فعل العبادة بدعةً.
ثبت عند الحاكم أنَّ رجلًا عطس عند ابن عمر -رضي الله عنه- فقال: الحمد لله والصلاة على رسول الله ﷺ. قال ابن عمر: وإني لأصلي على رسول الله ﷺ، لكن ما هكذا علمنا رسول الله ﷺ.
فلما جعل العاطِس العطاس سببًا للصلاة على النبي ﷺ -أي سببًا لعبادة- ولا دليل على ذلك، أنكر عليه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-، فإذن جعلُ ليلة العرس ليلة قراءة للقرآن هذا من البدع -والله أعلم-.
يقول السائل: هل اللقيط يتيم؟
الجواب:
اليتيم في اللغة والشرع: هو من مات أبوه، واللقيط لا يلزم أن يكون كذلك، فلذلك ليس اللقيط يتيمًا وإنما اليتيم من مات أبوه، وليس معنى هذا أنَّ من قام على اللقيط لا يُثاب، بل هو أولى بالأجر والثواب من اليتيم، كما ثبت في البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي وفي مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي ﷺ قال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين» وأشار بأصبعه السبابة والوسطى التي تليها وفرَّج بينهما، فهذا شاملٌ للقيط، بل اللقيط من باب أولى -والله أعلم-.
يقول السائل: ما نصيحتك لطالب العلم المبتدئ في دراسة الفقه، هل أدرس الفقه الحنبلي عن بعد؟ علمًا أنني مقيم في سوريا ولا يوجد لدينا علما؟
الجواب:
أنصح كل من أراد أن يدرس الفقه أن يدرسه على أحد المتون الفقهية في أحد المذاهب الأربعة، وأنفعها -والله أعلم- المذهب الحنبلي؛ لأن إمامه إمامٌ أثري، فهو بنى كثيرًا من المسائل على أقوال الصحابة بل وعلى أقوال التابعين.
فيدرس الفقه على متنٍ فقهيٍّ، إن تمكَّن من قربٍ وإن لم يتمكَّن فمن بعد أو عن طريق المسجلات وغير ذلك، لكن يدرسه على من يعتني بما يلي:
أولًا: تصوير المسألة.
ثانيًا: تدريب الطالب على التعامل مع الدليل، ترجيحًا وردًّا، فيُفتِّق ذهنه.
فإذا وجدَ معلمًا يعتني بتصوير المسألة، ويعتني بتفتيق ذهن الطالب وتعويده على الاجتهاد وتدريبه، فينبغي أن يلزم مثل هذا حتى يشتدَّ ساعده ويقوى بنانه في تحصيل الفقه.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.
