المجموعة (1053)


يقول السائل: كيف تتوافق ليلة القدر في مختلف البلاد إذا اختلفت البلاد في أول الصيام؟

الجواب:
المفترض للسائلين أن يسألوا عما ينفعهم، فإن الله تكفَّلَ بأن هناك ليلةً هي ليلة القدر، ومن أدركها غُفرَ له ما تقدَّم من ذبنه …إلخ، فهذه الأمور متعلقة بفعلِ الله سبحانه، والذي ينبغي على السائل أن يشتغل بما ينفعه وأن يُوكلَ الأمر كله لله، وسواءٌ عرفَ كيف يمكن أو لم يعرف، هذا غير مفيد، المفيد في حقه أن يجتهد في التعبُّد ليُدركَ فضل هذه الليلة العظيمة، هذا أولًا.

أما ثانيًا: فإن الله إذا قدَّر ليلة القدر في ليلة معينة، وفي بعض البلدان وافقت ليلة الرابع والعشرين، وبعض البلدان وافقت ليلة الخامس والعشرين، فإنها بالنسبة للجميع ليلة قدر، والأمر في هذا سهلٌ ولله الحمد، أسأل الله أن يمُنَّ علينا بقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، وأسأل الله أن يجعلنا ممن قامها إيمانًا واحتسابًا وأن يتقبَّل منا وهو أرحم الراحمين.

يقول السائل: ما حكم تشييد وترميم المساجد التي يوجد فيها أضرحة، وهل يكفي فيها حسن النية بقصد إعمار بيوت الله لإقامة الصلوات؟

الجواب:
المسجد الذين بُني على ضريح يجب هدمه بالإجماع ولا يجوز تشييده، بل الواجب السعي في هدمه، وقد حكى الإجماع على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، فإنه بُنيَ على باطل فيجب هدمه، فإذا عمَّرهُ جاهلٌ بحسن نيةٍ ففعلهُ خطأ ويجب أن يتعلّم الجاهل وألا يبقى على جهله واستحسانه، فإن العلم نور والجهل ظلام. نسأل الله أن يُعيذنا من الفتن وهو أرحم الراحمين.

فينبغي للمسلم ألّا يُنفق ماله إلا في الخير، وألّا يتقدَّم في مثل هذا إلا بعد سؤال أهل العلم والمعرفة، كما قال تعالى: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾.

يقول السائل: هل يجوز التهنئة بالعيدين الفطر والأضحى قبل دخول وقتهم، أي قبل الصلاة؟

الجواب:
السنة جاءت بالتهنئة يوم العيد، أي بعد الصلاة، هكذا ثبت عن صحابة رسول الله ﷺ كما قال الحافظ ابن حجر في شرحه على البخاري: رُوينا في المحامليات بإسناد حسن عن جبير بن نفير أن أصحاب النبي ﷺ كان إذا التقى بعضهم بعضًا يوم العيد قال بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنكم.

أما ما شاع عند كثير من الناس أنهم يُهنِّؤون قبل العيد بيوم أو يومين …إلخ، فهذا خلاف السنة وخلاف ما جاء عن السلف، فالأصل أن يُفعل ما فعل السلف بالتهنئة بعد إكمال صيام شهر رمضان وبعد صلاة العيد، ومن خالف ذلك ففعله خطأ ومخالف لما فعله السلف -والله أعلم-.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.

1053


شارك المحتوى: