الحزبية الإسلامية مسخُ للفطرة وتفريق للمسلمين


الحزبية الإسلامية مسخُ للفطرة وتفريق للمسلمين للشيخ سعد الحصين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحزبية الإسلامية مسخُ للفطرة وتفريق للمسلمين
منذ ابتُلي المسلمون بتعدد الأحزاب الموصوفة زوراً الإسلامية ( وشرها وأشقاها : جماعة الإخوان المسلمين ) اجتالت شيطانها شباب المسلمين ( وكهولهم ) عن فطرة الله التي فطر الناس عليها : الوحدة على التوحيد ( بمعنى إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه ) في الاعتقاد ، وعلى اتباع السنة في العبادات والمعاملات ، وعلى الجماعة والسمع والطاعة .
وحذر الله عباده من التفرق في الدين ( بأصوله الثلاثة ) فقال تعالى : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء ) ؛ فقامت الجماعة من أول يوم على مخالفة شرع الله في كل أصل من هذه الأصول :
أ – حذفت : ( إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه ) من كل تعاليمها : الأصول العشرين ، والوصايا العشر ، وواجبات البيعة الثمانية والثلاثين ، والمنجيات العشر ، والواجبات العشر ، والمطالب الخمسين من الولاة ، والموبقات العشر ، مع أنها ( بجهلها ) ظنت أنها أحصت كل أمر يهم المسلم ، فنهت عن السرف في شرب الشاي والمشروبات المنبهة ، وطالبت بتوحيد الزي وتنظيم المصايف ، وتحديد مواعيد فتح وإغلاق المقاهي العامة ، وجعلت من الموبقات ( عوضاً عن الشرك الأكبر المحيط بها باسم المقامات والمزارات ) : الخلافات السياسية والشخصية والمذهبية ، وجعلت من الواجبات : ( حمل شارتنا ، وحضور جلستنا ، وكتمان سريرتنا ) ، مذكرات – حسن البنا – ص 295 – 302 ، ط – الزهراء للإعلام 1410 – 1990 ؛ و ص 277 من مجموعة رسائل حسن البنا .
بـ : أهملت الأمر بالتزام السنة والنهي عن مقارفة الابتداع في الدين ( الشرك الأكبر فما دونه ) ، وابحث فلن تجد لشيء منه ذكراً في كل تعاليمها التي حاولتُ إحصاءها في الفقرة ( 1 ) رغم كثرة البدع واحاطتها بها والقائمين عليها والمشاركين فيها من المهد إلى اللحد ومن العرب والعجم ؛ ورغم أن النهي عن الموبقات السبع في الحديث المتفق على صحته بدأ بالنهي عن الشرك ، ورغم أن الوصايا العشر عند اليهود والنصارى ( التي أخذ منها حسن البنا عدد وصاياه ) نهت في الوصية الأولى عن عبادة غير الله ، ونهت في الوصية الثانية عن صنع تمثال منحوت أو صورة لما في السماء أو الأرض أو البحر ، وعن عبادته :
1 – وهذا حسن البنا نشأ على طريقة صوفية ( الحصافية ) وبايع عليها وأُجيز بأدوارها ووظائفها ( مذكرات الدعوة والداعية لحسن البنا ، طبع ، الزهراء للإعلام العربي – 1410 – 1990 ص 27 ) ، وواظب على زيارة وثن الحصافي في بدمنهور ( ص 27 ) ، ووثن الدسوقي في دسوق ( ص 33 ) ، ووثن سيد سنجر في عزبة النوام أحياناً ( ص 34 ) ، وقال عن مشاركته مع زميله أحمد السكري في الحضرة الصوفية ليلة الجمعة وتدارسهما كتب التصوف : ( كانت من أقدس مناهج حياتنا ) ص 29 ، واختار شدّ الرحال إلى القاهرة لدار العلوم ومقر رئيس الطريقة : الحصافي ( ص 52 ) ، وخصص جزاءٍ من كتبه الصوفية ( الإحياء ، والأنوار المحمدية ، وتنوير القلوب ) لزملائه في الدعوة لتحضير الخطب والدروس ، ( ص 61 ) ، وشهد أبو الحسن الندوي في كتابه الفريد : التفسير السياسي للإسلام ، دار آفاق الغد ، عام 1399 ، ص 130 – 131 ، نقلاً عن كبار حزب الإخوان المسلمين وخواصهم ( أن حسن البنا بقي متمسكاً بوظائف وأوراد طريقته الصوفية إلى آخر حياته ) مدحاً للبنا والتصوف .
2 – تبعه سعيد حوى أحد قادة الحزب في سوريا فدعا دعوة صريحة للتصوف في كتابه : ( تربيتنا الروحية )، وفيه : أن الصوفية هم الذين ورثوا تربية النفس عن النبي ؛ فما لم يأخذ الإنسان عنهم تبقى نفسه بعيدة عن الحال النبوية .( ص 21 ) ، وأن علم التصوف مكمل لعلم العقائد والأحكام .( 64 ) ، وأن ( ضرب الشيش ) عند الرفاعية من أعظم فضل الله على الأمة وتصديق لمعجزات الأنبياء .( 218 ) .
3 – تبع البنا خليفته الثاني عمر التلمساني فقرر أنه ( لا داعي للتشدد في النكير على اللجوء إلى الأولياء في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد ) ، من كتابه : شهيد المحراب ، ص 197 .
4 – من أشنع البدع التي وقع فيها القادة والأتباع : تأسيس جماعة غير جماعة المسلمين وحزب غير حزبهم للدعوة المخالفة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولما أرسل الله به كل رسوله .
5 – يزيد هذه البدعة المنكرة شناعة : نَصبُها قدوة وميزانا لكل دعوة في قول حسن البنا : ( نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحباً به ، وما خالفها فنحن براء منه ) ، وقوله لأعضاء حزبه : ( فدعوتكم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي هي أحداً ، وتستغني عن غيرها إذ هي جماع كل خير وما عداها لا يَسلم من النقص ) مجموعة رسائل حسن البنا ، ط المؤسسة الإسلامية ص 17 للقول الأول ، ومذكرات الدعوة والداعية ، ط الزهراء للإعلام العربي ، 1410 ، ص 308 للثاني ؛ بل قال قبل هذه ببضعة سطور : ( إن دعوتكم هذه أسمى دعوة عرَفتْها الإنسانية ) .
ولا عجب بعد ذلك أن صار الإخواني الحِزبي الجاهل يظن نفسه على هدى وهو كما يقال : لو وضعت عقله على رأس غُراب لانتكس طيرانه إلى الوراء ، بل هو أضل ، فالغراب ما زال على الفطرة .
5 – يظهر لي أن إصرار الحزب الإخواني على إهمال قاعدة الإسلام الأولى : ( إفراد الله بالعبادة ونفيها عن كل ما سواه ) وتركيزهم وتهالكهم على السلطة ( ويرمزون إليها بالحاكمية ) إنما افتضح بسبب انتشار فكر سيد قطب ( انتشار النار في الهشيم ) ؛ ولم يكتف سيد بإهمال النهي عن الإشراك بالله في العبادة بل هوّن من عبادة الأصنام بمثل قوله عن عبّاد الأصنام الأوائل : ( ما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة ولا كان من إسلام من أسلم منهم متمثلاً في مجرد التخلي عن الاستشفاع بهذه الأصنام ) ، في ظلال القرآن ، ط دار الشروق ، 1400 هـ ، ص 1492 .
6 – وقد تنبه لخطر فكر سيد قطب على الإسلام والمسلمين الأستاذ أبو الحسن الندوي رحمه الله وحذّر منه ( أثناء رده على شيخ سيد الأستاذ أبو الأعلى المودودي رحمه الله ) في كتابه الفريد 🙁 التفسير السياسي للإسلام ، ط دار آفاق الغد ، عام 1399 هـ ) ، وقد سمعتُ بالكتاب ونقلتُ منه بالواسطة قبل ربع قرن ، ولم أتمكن من قراءته حتى تلّقيتُ نسخة منه في هذا العام بالبريد الفضائي من فضيلة الشيخ عبد الحق التركماني ، ونبهني إلى أهمّيته وتميّزه برد فرية المودودي ومن بعده سيد قطب بأن المسلمين بعد عهد النبوة والصحبة جهلوا المعنى الأصلي لكلمات : ( الإله ، والرب ، والدين ، والعبادة ) في لفظ المودودي ، ص 29 – 33 ؛ وانحرفوا عن التصور الإسلامي لسياسة الحكم والمال ( العدالة لسيد قطب 159 – 175 ) .
ووَضع الحاكمية فوق الألوهية ( عند كل منهما ) إلى درجة اعتبار العبادة ( وسيلة لتأسيس الحضارة والمدنيّة في الأرض ، ولهذا بعث الله رسله ) ( عند المودودي ص 102 ) ؛ فتقربتُ إلى الله بتهذيبه بعنوان : ( التفسير السياسي للإسلام في فكر المودودي وسيد قطب ) .
ج – وحثّتْ شباب الأمة على معصية ولاة أمورهم والخروج عليهم بحجة تحكيمهم شرع بالبشر في شئون حياتهم ؛ فلا ينفعهم بعده التوجه إلى الله في ألوهيته وحده ، ولا الدينونة لشرع الله في الوضوء والصلاة والصوم وسائر الشعائر ، ( في ظلال القرآن ، لسيد قطب ، الشروق ص 2033 و 2114 ) .
ويدعي المودودي أنه ( من أجل ذلك حاول الأنبياء إحداث الانقلاب السياسي ) ، ص 103 ، ويدعي سيد قطب أن ( لا إله إلا الله ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى الألوهيّة ) ، أي : الحاكميّة في أيّ شأن من شئون الحياة ( في ظلال القرآن ، ص 1005 ، دار الشرق 1400 ) ، ومن هنا جاء التكفير والتفجير ، والمظاهرات والثورات ، وللحزب استغلال نتائجها ! ، كفانا الله شرهم .
20 / 4 / 1433 هـ .


شارك المحتوى: