أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ


أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

سالم بن سعد الطويل

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فلا يخفى على من يتابع ما يكتب هنا وهناك تلك الهجمات الشرسة المنظمة ضد التوحيد وأهله والطعن المتواصل بعلماء السنة كشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب- رحمهما الله-، وفي مقالي هذا أريد أن أنصح أهل السنة من “صبيان التوحيد” ألا يكتفوا بالدفاع ورد الشبهات، فهؤلاء لن تنتهي شبهاتهم ولن يتوقفوا بل لابد من الهجوم عليهم وتحطيم حصونهم الشركية وقلاعهم البدعية التي هي أوهى من بيت العنكبوت وإنما أقول هذا اقتداء بخليل الرحمن إبراهيم- عليه السلام- الذي حطم أصنام المشركين وقال لعبادهم (إف لكم ولما تعبدون من دون الله) [الأنبياء- 67].

أخي الموحد اعلم أنك لن تجد سنيا موحدا في حياتك قط يقول لا فرق بيننا وبين المشركين والمبتدعة بل أهل التوحيد والسنة عندهم عقيدة الولاء والبراء، أي يوالون المؤمنين ويحبونهم وخصوصا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين الذين هم سلف الأمة وخيرة خلق الله بعد الأنبياء ويتبرؤون ويبغضون أهل الشرك من عُبّاد الأصنام الذين يحدثون في الدين ما لم يأذن به الله.

أخي الموحد إذا قال لك “المبتدع” أنا مؤمن بأن الله موجود وأنا الله هو الخالق وأن الله ربي وأنا أعبد الله فلماذا تقول عني مشرك؟، فقل له: لأنك تعبد الأولياء مع الله، وهذا هو الشرك بعينه، وقل له إن “إبليس” يقر بأن الله موجود وأن الله خالقه كما قال تعالى ?أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ? [الأعراف- 13]، ويقر بأن الله هو ربه قال تعالى عن “إبليس” ?قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ? [ص- 79]، وكذلك “إبليس” يعبد الله فهو يدعوه كما في الآية السابقة وأيضا يحلف بالله كما في قوله ?قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ? [ص- 82]، إذن هذا المخالف ما زاد على “إبليس” بشيء!

فإن قال المخالف أنت تكفرني؟ فقل:

أولا: أنت الذي عبدت الأولياء مع الله.

ثانيا: لماذت تستعظم أن يكفرك أحد وأنت تكفر الصحابة؟

فإن قال المخالف: نحن لا نعبد الأولياء فلا نسجد لهم ولا نركع لهم وإنما نحبهم ونحترمهم، فقل له: دعاؤك إياهم ونذرك لهم وخوفك منهم ورجاؤك وحلفك بهم هذه عبادتهم، وقل له: إن تبت فلنفسك وأسلوبك أسلوب تحدٍ ليس أسلوب طالب حق وإلا أين الأصل الذي تعتمد عليه في شد الرحال والحج إلى القبور والطواف بها فلا نعلم طوافاً إلا بالكعبة لله تعالى؟! فإن قال: الصوفية من أهل السنة يطوفون بالقبور والدكتور الفلاني يقول الطواف بالقبور ليس بشرك فهو كمن طاف بالملعب سبعة أشواط ليس بمشرك!

فقل له: إف لك وللصوفية فهؤلاء بعيدون عن السنة وأهلها بُعد المشرق عن المغرب (قل موتوا بغيظكم) لن تنالوا من شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب، فأنتم تنطحون جبلين عظيمين، فإن قال لماذا لا نتقارب فاقرأ عليه قوله تعالى ?وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ? [غافر- 58]، فالتقارب مستحيل لكن بإمكانكم أن تعبدوا الله وحده وتتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وتكفوا عن التكفير والطعن وتكفوا عن تفسير القرآن بأهوائكم ولا تتقولوا على الله ورسوله إلا الحق مع التوبة النصوح من كل المعتقدات الباطلة والبدع المحدثة حينئذ ممكن أن نلتقي، أما أن نتقارب بأجسادنا وقلوبنا شتى فهذا ما لا يقبله من يفهم.

أخي الموحد تسلح بالعلم وتفقه في الدين، وأسأل الله لي ولك الثبات على التوحيد والسنة، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تاريخ النشر 29/09/2008


شارك المحتوى: