ابن عمتي من البحرين، و يريد أن يدرس (الثانوية ) في المدينة النبوية، وقد استشار المشايخ في بلاده؛ منهم من أشار عليه بالذهاب، ومنهم من لم يشير عليه بحجة من الكثير من الفتن بين السلفيين، والمدرسة التي سيدرس فيها أغلب من يدرِّس أو يدرس فيها عقيدتهم إخوانية، فما نصيحتكم؟
الجواب على هذا أن يقال: لا شك أن الدراسة في السعودية خيرٌ من غيرها، هذا من حيث الجملة، وسُكنى المدينة له فضلٌ عظيم كما ثبت في الصحيحين من حديث سفيان بن زهير رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ((المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون))، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: ((وإن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها)).
فسُكنى المدينة خيرٌ من سكنى غيرها إلا ما كان من سُكنى مكة -أعزها الله بالتوحيد والسُنة وجميع بلدان المسلمين-.
لكن إذا خشي على نفسه بسكناه في المدينة أو في مكة أو غيرهما من الفتن فليدع سكناها، مع أن سُكنى المدينة فيها خيرٌ، وبها علماء أفاضل، ومنهم شيخنا العلامة عبد المحسن العبّاد، والشيخ العلامة صالح السحيمي، وغيرهم من العلماء الأجلاء فإذا سكن المدينة فليلزم هذين العالمين وأمثالهما ليفز بالعلم، وبأجر سكنى المدينة.
لكن إذا علم من نفسه أنه إذا ذهب إلى المدينة، فقد يقع في الفتن التي تقع بين السلفيين، فليدع سكناها، وليذهب إلى مدينةٍ يأمن على نفسه من الفتن، وليختر مدينةً توجد بها مدرسةٌ يقوم عليها أفاضل، ويوجد فيها أحد من أهل علم يلزمه، ويستفيد منه؛ ليكون أثبت له على التوحيد والسلفية، وليلقى الله راضيًا عنه.