الوسم: الصلاة
حكم الصلاة مع تباعد المصلين بسبب مرض كرونا
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: هل تصح صلاة المأمومين مع تباعدهم في الصف خلف الإمام لمرض الكرونا؟ الجواب: إن التراص في الصف مستحب كما دلت على ذلك السنة وفِعال الصحابة وإجماع أهل العلم، فقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أتموا الصفوف» وفي بعض الروايات: «أقيموا الصفوف» وفي البخاري قال أنس -رضي الله عنه-: “وكان أحدنا يُلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه”، وعلق البخاري نحو ذلك عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- وقد حكى الإجماع على استحباب ذلك ابن عبد البر في كتابه (الاستذكار) والقاضي عياض في شرحه على مسلم، والنووي في شرحه على مسلم. لذلك التراص مستحب وليس واجبًا بإجماع أهل العلم، وقد خالف بعض أهل العلم وهم محجوجون بالإجماع -والله أعلم- وممن خالف ابن حزم وحكم على الصلاة بالبطلان، وهذا ليس غريبًا من ابن حزم، فإنه ظاهري معروف بأقواله الشاذة فمثله لا يُستغرب منه مثل هذا. ومن كلمات ابن تيمية تأصيلًا في الظاهرية ما ذكره في كتابه (منهاج السنة) أن كل قول تفردت به الظاهرية فهو خطأ. وهذا القول وهو القول ببطلان الصلاة مما انفرد به ابن حزم فلا يُلتفت إليه، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب التراص وإلى أن سد الخلل في الصف واجب، إلا أن هؤلاء محجوجون بأفهام العلماء السابقين لهم …
المجموعة (916)
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: بعض الدول منعت الصلاة، هل نسمع ونطيع؟ أم منع الصلوات معصية فلا سمع ولا طاعة لولي الأمر؟ ممكن التوضيح في هذه المسألة. الجواب: قبل الإجابة على هذا السؤال أنبه إلى ما يلي: – الأمر الأول: أن الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، فإذا كانت شعيرة فإنها لا تُفعل في البيوت، ولا في السجون، وقد ذكر ابن رجب -رحمه الله تعالى- في شرحه على البخاري أن العلماء مجمعون على أنها لا تُفعل في السجون، ونقل ذلك عن الحسن وعن جماعة من السلف، إلى مالك وأحمد وغيرهم، فهو قد حكى إجماع أهل العلم. ثم ذكر عن بعض الشافعية أنهم عللوا ذلك بأنها شعيرة ظاهرة، فعلى هذا لا تُفعل في البيوت ولا في السجون ونحو ذلك، وقد ذكر نحوًا من كلام ابن رجب وإجماع السلف السبكي، وممن ذكر ذلك من العلماء المعاصرين العلامة محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى- فقد ذكر في فتاواه أنه لا يصح أن تُصلى في السجون وأنه لا يعلم عن أحد من السلف أنهم فعلوا ذلك مع ورعهم وحرصهم. إذن لا يصح أن تُفعل في البيوت ونحوها. – الأمر الثاني: ينبغي أن يُعلم أن هناك مشغبين على مثل هذه المسألة، ودافعهم ليس دينيًا وإنما دافع حزبي أو عداء للدول، أو مناطحة للحكام وغير ذلك، فمثل هؤلاء لا ينبغي أن يُلتفت …