الآداب والأخلاق والرقائق
الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
كم فات تارك الصلاة بالمساجد من الأجور
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فضَّل أمةَ محمدٍ على غيرها من الأمم، وجعل لها من الفضائل والأجور ما لم يجعله لغيرها، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بُعث في خير أمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده رسوله. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ . أما بعد: فإن من رحمة الله على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه فرض عليها خمس صلوات في كل يوم وليلة بأجر خمسين صلاة، وهذه الصلوات الخمس يصليها الرجال في المساجد، كما قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ . وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ولقد هممت أن آمر بالصلاة، فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار»، فدلت هذه الأدلة وغيرها على صلاتها بالمساجد وأن من خالف فهو متوعد بما جاء فيها، ومن فضل الله أنه جعل لصلاتها بالمساجد فضلًا …
خطورة اللعن
خطورة اللعن الخطبة الأولى الحمد لله الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد – ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء شهيد، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أشرف العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المزيد وسلم تسليمًا. أما بعد، أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أنه ما من أحد منكم إلا وقد وَكّل الله به ملكين، أحدهما عن اليمين والثاني عن الشمال، أحدهما مأمور بكتب الحسنات والثاني مأمور بكتب السيئات، فما تلفظون من قول ولا تعملون من عمل إلا كُتب عليكم وأحصي إحصاءً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة. عباد الله: إنّ من أعظم آفات اللسان خطرًا، ومن أكثرها انتشارًا في بعض مجتمعاتنا: آفة اللعن. واللعن – معاشر المؤمنين – ليس هو من صفات المؤمنين، وإنما من سمات وأخلاق الفسّاق ناقصي الإيمان. قال – صلى الله عليه وسلم -: (ليس المؤمن بالطّعّان، ولا الّلعان، ولا الفاحش، ولا البذيء). رواه الترمذي، وصححه الألباني. وروى مسلم في صحيحه: قولَه – صلى الله عليه وسلم -: (لا ينبغي لصدّيق أن يكون لعّاناً). وكثرة اللعن من أسباب دخول النار – أعاذني الله وإياكم …
إماتة حظوظ النفس
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد خلقنا الله في هذه الحياة الدنيا للابتلاء بالخير والشرّ يقول الله تعالى: ( ونبلوكم بالشرّ والخير فتنة وإلينا تُرجعون )، وجعل سبحانه هذه الحياة الدنيا زينة ولعبا ولهوا، يفتتنُ الخلق بها، ويستبقون على زينتها، ويتنافسون على متاعها، وزُخرفها الزائل. ونبّه الله جل شأنه المكلّفين إلى أن لا يغفلوا عن السّعي للدارالآخرة، وأن يستعدّوا للرحيل من هذه الدنيا الفانية، يقول سبحانه: ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون). إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى … ولاقيت يوم الحشر من قد تزودا ندمت على أن لا تكون كمثله … وأنك لم ترصد كما قد كان أرصدا ومن أعظم الابتلاء وأشدّ صوره، أن يقع الإنسان في الفتنة، ويتقلّب بين أعطافها من حيث لا يشعر، فيتخوّض في شهوات النفس وملاذها وما يوافق مادّتها، ويجري وراء جموحها ورغباتها وأغراضها المصادمة للحقّ، وهو يحسب نفسهُ على خير وهدى .. ! فيُدِلّ بحالهِ وبتديّنهِ الظاهر على من ابتُلي بشيء من المحرمات الظاهرة والمنكرات السافرة، ويرى أنّ غيرهُ ممن هو أقلّ علما وعبادة منه، قد افتُتن بالدنيا واغترّ بزينتها وغفل عن الدار الآخرة والسّعي لها، وهو -في حقيقة الحال- أشدُّ منه تخوّضا في الفتنة، وأعظم تعلّقا بسلاسل الدنيا وأغلالها. فمن خديعة إبليس، …