الشهر: April 2021
استقبال المسلمين لرمضان والفرح بمقدمه
بدر بن خضير الشمري
الخطبة الأولى الحمد لله الذي أَنْعَمَ عَلَى الأُمَّةِ بِتَمَامِ إِحْسَانِهِ، وَعَادَ عَلَيْهَا بِفَضْلِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَجَعَلَ شَهْرَ رمضان الذي تستقبلون مَخْصُوصًا بِعَمِيمِ غفرانه، أَحْمَدُهُ عَلَى مَا خَصَّنَا بِهِ فِيهِ مِنَ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى بُلُوغِ الآمَالِ وَسُبُوغِ الإِنْعَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ الَّذِي لا تُحِيطُ بِهِ الْعُقُولُ وَالأَذْهَانُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا أَفْضَلُ خَلْقِهِ وَبَرِيَّتِهِ، الْمُقَدَّمُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِبَقَاءِ مُعْجِزَتِهِ، وعلى آله وصحابته، والتابعين لهم بإحسان في هديه وشريعته، أما بعد؛ أيها المؤمنون: نستقبل في هذه الأيام شهر رمضان، وينبغي على المسلمين في هذه المناسبة أن يستقبلوا شهرهم هذا بفائق العناية وأن يولوه أشد الاهتمام، وأن يستعدوا لمقدمه؛ فرحًا بقدومه، واستبشارًا بفضله. وقد كان السلف – رحمهم الله – يسألون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، فإذا بلغوه سألوه أن يوفقهم فيه، ويرزقهم الجد والنشاط فإذا أكملوه سألوا الله بقية السنة أن يتقبله منهم. أيها المؤمنون: إنّ لشهر رمضان فضائل عظيمة، وخصائص فريدة، فهو شهر القرآن، وشهر الرحمة والغفران، وهو شهر العتق من النيران. ووسائل الرحمة والمغفرة في هذا الشهر متوفرة، ودواعيها ميسرة، والأعوان عليها كثيرون. وفي الوقت نفسه فإنّ عوامل الشر محدودة، ومردة الشياطين موصدة ورحمة الله تعالى منزّلة. قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} . وقد روى الترمذي من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنّ رسول الله صلى الله …
وقفات مع الدكتور: جاسم الجزاع
د. فيحان بن سرور الجرمان
الحمد لله رب العالمين، وبعد: استمعتُ لمقطعٍ من محاضرةٍ للدكتور جاسم الجزاع -وفقه الله لكل خير- فوجدته قد خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا، عسى الله أنْ يتوبَ عليه. وقد صدق من قال: ” من تكلَّم في غير فنِّه أتى بالعجائب “. وقد قيل: ” من كثُرَ كلامُه كثُرَ خطؤُه “. الدكتور -عفا الله عنه- قعّد قواعد ونظّر وقسّم وفرّع فروعًا لم تكن من منهج السَّلف ( أهل السنة والجماعة)، ناهيك عن التناقض في القول والطَّرح. والرَّزيةُ كلَّ الرَّزية أنَّه عنوَنَ محاضرته بـ ” السَّـــلفيون والسلطة “، والسَّــلفيون ومنهج السلف بُرَآءُ مما قال. وسأذكرُ مسألةً واحدةً من المسائل التي طرحها ونسبها لأهل السُّنة والجماعة، وأكتفي بها؛ ليقفَ المسلمُ على بيِّنةٍ من منهج السلف في هذه المسألة، وحتى لا ينخدع بهذا التخبُّط الذي جعل الباطل منهجًا لأهل السنة والجماعة، وهم منه بُرَآءُ!! لقد أوهم الدكتورُ -عفا الله عنه- السامعَ أنَّ لأهل السنةِ والجماعة منهجين: منهجًا قديمًا، ومنهجًا أقدم من القديم. قال الدكتور: ” أهلُ السُّنة والجماعة في بداية أمرهم على المنهج القديم، وهو جواز الخروج المُسلَّح على السلطان، والذي ارتضى هذا المنهج القديم هو الحسين بن علي، وارتضاه عبدالله بن الزبير، وارتضاه مجموعة من التابعين كسعيد بن جبير ومجموعة من الصحابة، وقال به أئمة السلف… ، ثم قال الدكتور: ولكن هذه الثورات أخفقتْ لم تؤتِ ثمارَها، ولم تتولَّ السلطة، …