كتاب ( جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات) للإمام النووي لاتصح نسبته إليه


كتاب ( جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات) للإمام النووي
لاتصح نسبته إليه

والكتاب فيه أن الإمام النووي رحمه الله رجع في باب الصفات إلى عقيدة السلف .

الحمدلله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد :
فأقول ولا حول ولا قوة إلا بالله :
وقفت على كتاب منسوب إلى الإمام النووي بعنوان (جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات ) تحقيق أحمد بن علي الدمياطي وقد أشاد بالكتاب ونقل فقرات عديدة منه الشيخ مشهور بن حسن في كتابه (الدلائل الوفية في تحقيق عقيدة النووي أسلفية أم خلفية )
وتبين لي بعد البحث والتمحيص أن الكتاب لا تصح نسبته لأمور :
أولا : لا يوجد ما يثبت صحة نسبة ذلك الكتاب إلى الإمام النووي فليس له إسناد , ولم يذكره أحد حسب علمي ممن ترجم للإمام النووي .
ثانيا : لم أقف على كلام لأحد من المعتنين بعقيدة السلف وأئمة الإسلام في كتب العقائد والردود على المخالفين فيه تسمية لهذا الكتاب أو نسبته للإمام النووي .
ثالثا : في مقدمة الكتاب المنسوب للإمام النووي ما يلي :
(وقسمته بحمد الله فصولا مشتملة على فنون من القواعد ونفائس من العقائد مما جمعته من كتب العلوم ومما أودعته من كتابنا المعروف بكتاب” التبيان في آداب حملة القرآن” وغير ذلك وعلى الله اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي، اعتصمت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ويشتمل هذا المختصر على قسمين:
القسم الأول: في ذكر ما ننقله عن الشيخ الجليل الإمام المتقن الحافظ الأوحد فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن عثمان بن الأرموي الشافعي رضي الله عنه فيما صنفه في كتابه الموسوم” بغاية المرام في مسألة الكلام”.
والقسم الثاني: فيما وضعته في كتابنا الموسوم بكتاب” التبيان”)
ويلاحظ ما يلي :
1: قوله وقسمته بحمد الله فصولا مشتملة على فنون من العقائد …. إلى قوله العلي العظيم . الناظر في الكتاب يجد أن جميع المنقولات من الفصول في القسم الأول وهو الأكبر إنما هي من كتاب بغية المرام فقط ولا ذكر لكتابه التبيان فيه .
2: كتاب التبيان غير مشتمل على فنون القواعد ونفائس العقائد إذ ذلك ليس هو موضوع الكتاب وفيه شيء يسير يتعلق بأن القرآن كلام الله .
3: قوله : القسم الأول: في ذكر ما ننقله عن الشيخ الجليل الإمام المتقن الحافظ الأوحد فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن عثمان بن الأرموي الشافعي في كتابه الموسوم” بغاية المرام في مسألة الكلام” .
وبعد البحث والتحري والتمحيص وتنويع طرق البحث لم أقف على شخص بهذا الاسم مع أن كتب التراجم والتواريخ والطبقات تعتني بمن هو دون هذا الوصف بمراحل فكيف بمن وصف بالإمام , المتقن , الحافظ ,الأوحد ؟
4: لم أقف على من ذكر كتاب (غاية المرام في مسألة الكلام ) فلا وجود لهذا الكتاب حسب ما توصلت إليه من البحث عنه ولم أقف على أحد من علماء الإسلام يذكر كتابا بهذا الاسم .
5 : بحثت عن فقرات مما ورد في ذلك الكتاب في المكتبة الشاملة لغلي أصل من خلال البحث بهذه الطريقة إلى شيء لكن دون جدوى .
وعليه :
١: كتاب ( جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات ) لا يوجد ما يثبت نسبته للإمام النووي رحمه الله .
٢: لا وجود لكتاب باسم ( غاية المرام في مسألة الكلام ).
٣: لا وجد لشخص باسم فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي .
ولقد اغتر بالكتاب المنسوب للإمام النووي رحمه الله شيخنا العلامة العباد وولده الشيخ عبدالرزاق وأشادوا به وفرحنا فرحا عظيما بذلك ولما وقفت على الحقيقة حزنت حزنا شديدا ولكن الحق أحق أن يتبع ويغفر الله للإمام النووي زلله ولا يقر عليه والله المستعان .

كتبه : نعمان الوتر


شارك المحتوى: