سبيل النجاة من الفتن


 

الحمدُ للَّه ربِّ العالَمين ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول اللَّه الأمين ، وعلى آله وأصحابه والتَّابعين ٬ أمَّا بعدُ : فعن حذيفةَ بن اليمان رضي اللَّهُ عنه قال : كان النَّاسُ يسألون رسولَ اللَّهِ ﷺ عن الخير ، وكنتُ أسألُه عن الشَّرِّ مخافةَ أن يُدركني .

فقلتُ : يا رسول اللَّه ! إنَّا كنَّا في جاهليةٍ وشرٍّ ٬ فجاءنا اللَّهُ بهذا الخير ؛ فهل بعد هذا الخير من شر ؟
قال : نعم .
قلتُ : وهل بعدَ ذلك الشَّرِّ من خير ؟
قال : نعم ، وفيه دَخَنٌ .
قلتُ وما دخَنُه ؟
قال : قومٌ يَهدونَ بغير هَديي ، تَعرفُ منهم وتُنكر .
قلتُ : فهل بعد ذلك الخيرِ من شر ؟
قال : نعم ، دعاةٌ إلى أبواب جهنَّم ، مَن أجابَهم إليها قَذفوه فيها .
قلتُ : يا رسول اللَّه ! صِفْهم لنا ؟
فقال : هم من جِلدتنا ، ويتكلَّمونَ بألسنتنا .
قلتُ : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟
قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم .
قلتُ : فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفِرَقَ كلِّها ، ولو أن تَعضَّ بأصلِ شجرة ، حتَّى يُدركَكَ الموتُ وأنتَ على ذلك .

[ متفق عليه (٣٦٠٦) (١٨٤٧) واللفظ للبخاري ]

هذا الحديث من الأحاديث العظمية الَّتي رَسمتْ سبيلَ النَّجاة مِن أظهرِ الفتن ، وأخطرها على دِين المسلم ، وبخاصَّة في أيامنا هذه ٬ ومِن فوائد هذا الحديث :

١) فيه حرص الصحابة على الخير ؛ فإنَّهم مُذْ عَرفوا هذا الدِّينَ العظيم وهم يَسألون عن الخير سُؤالَ مُتعلمٍ مُسترشدٍ ، طالبٍ للعلْم والعملِ جميعًا ٬ فرضي اللَّهُ عنهم وأرضاهم .

٢) فيه فضيلةٌ لحذيفةَ رضي اللَّهُ عنه ؛ حيثُ كان حريصًا على النَّجاةِ الَّتي لا تكونُ إلَّا بمعرفة الخير واتِّباعه ، ومعرفة الشَّرِّ واجتنابه ٬ وبهذا بعثَ اللَّهُ أنبيائه ورُسله .

🔹 قال ﷺ : إنَّه لم يكن نبيٌّ قَبلي ؛ إلَّا كان حقًّا عليه أن يَدلَّ أُمَّته على خيرِ ما يعلمُه لهم ، ويُنذرَهم شرَّ ما يعلمُه لهم … الحديث .
[ صحيح مسلم (١٨٤٤) ]

وخيرُ ما دلَّنا عليه النَّبيُّ ﷺ التَّوحيدُ ٬ فهو لبُّ الدِّين وأساسُه ، وهو الشَّرطُ اللَّازم في كلِّ عملٍ ؛ فلا تُرفع ولا تُقبل طاعةٌ إلَّا به ٬ ثمَّ بعدَ ذلك تأتي واجباتُ الدِّين فمستحباته .

وشرُّ ما أنذرنا عنه الشِّركُ ٬ فإنه أعظمُ الذُّنوبِ ؛ وهو الذَّنْبُ الوحيدُ الَّذي لا يَغفرُه اللَّهُ ، ولا تَنفعُ معه جميعُ الطَّاعاتِ والقُرُبات ، فالجنَّةُ على أهلِه حرامٌ ؛ والنَّار لهم دارٌ وقرار ؛ فنعوذُ باللَّهِ منها ومن أهلها ٬ ثمَّ بعد ذلك تأتي المُحرَّماتُ من البدع والمعاصي ؛ فالمكروهات .

٣) فيه أن عدم معرفة الشَّرِّ مظنةُ الوقوع فيه ؛ فلا تكفي معرفة الخير في الوقاية من الشُّرور .

🔸 قال الفاروق عمر رضي اللَّهُ عنه : إنَّما تُنقضُ عُرى الإسلام عُروة عُروة ؛ إذا نشأ في الإسلام مَن لم يَعرف الجاهلية .
[ منهاج السنة (٢/٣٩٨) ]

🔸 ومنه قول الشَّاعر :
عرفتُ الشَّرَّ لا للشَّرِّ لكن لِتَوقِّيهِ
ومَن لا يَعرفِ الخير من الشَّرِّ يقع فيه

٤) فيه أن معرفةَ ما ينفعُ وما يضرُّ في الدِّين لا يكون إلَّا من طريق الوحيِ وحملتِه ؛ كما كان الصَّحابةُ رضي اللَّهُ عنهم يسألونَ النَّبيَّ ﷺ عن الخير والشَّرِّ ؛ فالواجبُ على المسلم الَّذي يَنشُدُ بلوغَ الخيرات والحسنات ، ويبتغي النَّجاةَ من الفتن المضلَّات المهلكات ٬ أن يلزَم طريقَ الوحي الإلهيِّ ؛ المتمثِّلِ في الكتاب والسُّنَّة الصَّحيحة ٬ ولا سبيلَ له إلى ذلك -على التَّحقيق- إلَّا من طريق ورثةِ الأنبياء ، وهم العلماء الرَّبَّانيُّونَ ؛ الَّذين أمر اللَّهُ النَّاسَ بالرُّجوع إليهم فقال : { فاسألوا أهلَ الذِّكر إن كنتم لا تعلمون }

٥) فيه الاعترافُ بعظيم نعمة اللَّهِ جل وعلا ؛ فقد كانت العربُ في جاهليَّةٍ وشرٍّ ، يَعبدون الأوثان والأصنام ، ويتنازعون فيما بينهم ؛ فيعتدي القويُّ على الضَّعيفِ ٬ فامتنَّ اللَّهُ عليهم بالإسلام ؛ فتحوَّلوا من ذُلِّ عبوديَّةِ المخلوق إلى عِزِّ عبادة الخالق ، ومن الغِلِّ والبُغض والحسد فيما بينهم ٬ إلى أن صاروا إخوانًا مُتحابين متآلفين .

🔹 قال تعالى : { واذكروا نعمة اللَّهِ عليكم إذ كنتم أعداءً فألَّفَ بين قلوبكم فأصبحتم بنعمتِه إخوانًا وكنتم على شفا حفرةٍ من النَّار فأنقذكم منها }

🔹 وقال ﷺ : إنَّ ربَّكم واحدٌ ، وإنَّ أباكُم واحدٌ ؛ فلا فَضلَ لعربيٍّ على أعجميٍّ ، ولا أحمرَ على أسودَ ؛ إلَّا بالتَّقوى .
[ تخريج غاية المرام (٣٠٨) حسن ]

٦) فيه بيان خطرِ مَن يتصدَّرُ للنَّاسِ على أنَّه من الدُّعاة إلى اللَّهِ ، وليسَ لدعوته طريقٌ إلَّا إلى جهنَّم .

فكما أنَّكَ إذا مرضتَ ؛ فلا تُسلِم جسدكَ إلَّا إلى مَهَرة الأطباء ؛ فكذلك لا تُسلم دِينك إلَّا لمَن تَقبل أن يكونَ حجَّةً بينك وبين خالقك .

🔹 قال عليه الصَّلاة والسَّلام : إنَّما أخافُ على أمَّتي الأئمَّةَ المـُضلِّين .
[ صحيح الجامع (٢٣١٦) ]

🔹 وقال ﷺ : يكونُ في آخر الزَّمان دجَّالون كذَّابون ، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤُكم ؛ فإيَّاكم وإيَّاهُم ، لا يُضلُّونكم ، ولا يفتنونكم .
[ صحيح مسلم (٧) ]

٧) فيه حرصُ النَّبيِّ ﷺ على تحذير أمَّته من الفتن والشُّرور الَّتي ستكون من بعدِه ابتلاءً للنَّاس ٬ وامتحانًا لهم ؛ وهذا فيه كمالُ النُّصحِ ، وغايةُ الشَّفَقة ٬ وقد جاءت نصوص الكتاب والسُّنَّة في التَّحذير من الشَّرِّ وأهلِه إجمالًا وتفصيلًا :

🔹 فأمَّا التَّحذير المجملُ ؛ ففي مثل قوله تعالى : { واتَّقوا يومًا تُرجعون فيه إلى اللَّه } .
🔹 وقوله : *{ يا أيَّها الَّذين آمنوا قُوا أنفسَكُم وأهليكم نارًا وَقودها النَّاسُ والحجارة }
🔹 وقال عليه الصَّلاة والسَّلام : وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالة .
[ صحيح مسلم (٨٦٧) ]

وأمَّا التَّحذيرُ المفصَّلُ ؛ فقد تنوَّعتْ الآياتُ والأحاديث فيه ؛ لتشملَ أبواب الشَّرِّ وطرائقه .

🔹 فقال تعالى عن رأسِ الشَّرِّ ومَكمَنِه : { إنَّ الشَّيطانَ لكم عدوٌّ فاتَّخذوه عدوًّا }

🔹 بل حذَّرنا ربُّنا من مداخله الماكرة فقال : { ولا تتَّبعوا خُطُوات الشَّيطان إنَّه لكم عدوٌّ مُبين }

🔹 وكذلك حذَّر النَّبيُّ ﷺ من أمِّ الخبائثِ الاعتقاديَّة ، نُفاة العلم الإلهيِّ ؛ فقال عليه السَّلام : القدريَّةُ مَجوسُ هذه الأمَّة .
[ صحيح سنن أبي داود (٤٦٩١) ]

🔹 وكذلك حذَّر من سَفَكةِ الدِّماءِ المَعصومة ، شَرِّ هذه الأمَّةِ ؛ فقال ﷺ : الخوارجُ كلابُ النَّار .
[ صحيح الجامع (٣٣٤٧) ]

وغير ذلك من النُّصوص التي لا تدَعُ مَجالًا لأن يَجهلَ العبدُ الشَّرَّ الواجبَ عليه اجتنابُه .

٨) فيه الإشارةُ إلى أنَّ مَعرفةَ المُنكَر وإنكارِهِ واجبٌ على حسَب القُدرة ، وأنَّ ذلك هو سبيلُ النَّجاة .

🔹 قال ﷺ : إنَّه يُستعملُ عليكم أُمراءٌ ، فتعرفون وتُنكرون ؛ فمَن كَرِه فقد بَرِئَ ، ومَن أَنكرَ فقد سَلِمَ ، ولكن مَن رَضي وتابع .
[ صحيح مسلم (١٨٥٤) ]

🔸 قال الحافظ ابن حجرٍ رحمه اللَّهُ : فيه وجوبُ ردِّ الباطل ، وكلِّ ما خالفَ الهديَ النَّبويَّ ، ولو قالَه مَن قاله مِن رفيعٍ أو وضيع .
[ فتح الباري (١٣/٣٧) ]

٩) فيه معجزةٌ ظاهرةٌ ، ودليلٌ من دلائل النُّبوَّة ؛ فقد وقع ما ذُكر في هذا الحديث كما جاء مُرتَّبًا .

🔸 قال الحافظ ابن حجرٍ رحمه اللَّهُ : قال عياضٌ : المُراد بالشَّرِّ الأوَّل : الفتن الَّتي وقعتْ بعد عثمانَ ، والمراد بالخير الَّذي بعده : ما وقع في خلافة عمرَ بن عبد العزيز ، والمراد بالَّذين تَعرف منهم وتُنكر : الأمراءُ بعده ؛ فكان فيهم مَن يَتمسَّكُ بالسُّنَّة والعدل ، وفيهم مَن يَدعو إلى البدعة ، ويعمل بالجور .

قلت [ الحافظ ] : والَّذي يظهر أنَّ المراد بالشَّرِّ الأوَّل : ما أشار إليه من الفتن الأولى ، وبالخير : ما وقع من الاجتماع مع عليٍّ ومعاوية ، وبالدَّخَن : ما كان في زمنِهما من بعض الأمراء ، كزيادٍ بالعراق ، وخِلاف مَن خالفَ عليه من الخوارج ، وبالدُّعاة على أبواب جهنَّم : مَن قام في طلب المُلْك من الخوارج وغيرهم .
[ فتح الباري (١٣/٣٦) ]

١٠) فيه أنَّ الباطلَ لا يَظهر في صورة الباطل المحضِ دائمًا ؛ وإنَّما يُزيِّنُه أهلُه بشيءٍ من الحقِّ تَضليلًا منهم ، وغِشًّا للمُسلمين .

١١) فيه أنَّ الدُّعاةَ على أبوابِ جهنَّم لا يَلزَمونَ جماعةَ المُسلمين وإمامِهم ؛ وعليه -بمفهومِ المُخالفة- يكون الآمرونَ بلزومِ الجماعةِ والإمامِ دُعاةٌ إلى أبواب الجِنان ٬ فتأمَّل هذا واحفظه .

١٢) فيه أنَّ العُزلةَ إذا فُقد الإمامُ ، وافترقَ المُسلمون ٬ هي سبيلُ النَّجاة ؛ ولذلك بالغَ النَّبيُّ ﷺ بالأمر بها فقال : فاعتزل تلكَ الفِرَقَ كلِّها ، ولو أن تَعضَّ بأصلِ شجرةٍ ، حتَّى يُدركَكَ الموتُ وأنتَ على ذلك .

🔸 قال البيضاويُّ رحمه اللَّهُ: المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفةٌ ؛ فعليكَ بالعُزلة ، والصَّبر على تحمُّلِ شدَّةِ الزَّمان ، وعضُّ أصلِ الشَّجرة كِنايةٌ عن مكابدةِ المَشقَّة ، كقولهم : فلانٌ يَعضُّ الحجارةَ من شدَّة الألم .
[ فتح الباري (١٣/٣٦) ]

١٤) فيه أنَّ طالبَ العلم -بعدَ أن أحكمَ أصول الدِّين- يَنشغلُ بما حُبِّبَ إليه من علوم الشَّريعة .

🔸 قال الحافظ ابن حجرٍ رحمه اللَّهُ : ويُؤخذُ منه أنَّ مَن أدبِ التَّعليم أن يَعلمَ التِّلميذُ من أنواع العلوم ما يَراهُ مائلًا إليه من العلوم المباحة ؛ فإنَّه أجدرَ أن يُسرعَ إلى تَفهُّمُهِ ، والقيام به .
[ فتح الباري (١٣/٣٧) ]

١٤) فيه الرَّدُّ والتَّحذير من طَرفَي الضَّلال ، أهلِ الشَّهَواتِ ، وأهلِ الشُّبُهاتِ .
فقوله ﷺ : ” يَهتدون بغير هَديي ، تَعرف منهم وتُنكر ” وهم أهلُ الشَّهَواتِ ، طُلابُ الدُّنيا ، وسائلي الإمارة .
وقوله : ” دُعاةٌ على أبواب جهنَّم …” هم أهلُ الشُّبُهاتِ ، من الخوارج وأضرابهم .

١٥) فيه الرَّدُّ على كلِّ مَن اتَّخذَ طريقًا غير طريق النَّبيِّ ﷺ ٬ سواءً كان ذلك في باب الاعتقادِ أو العبادةِ ٬ أو المعاملة والسُّلوك ؛ فإنَّ طريقَ الهدايةِ الموصلِ إلى اللَّهِ سبحانه وتعالى واحدٌ فقط ٬ وهو هَديُ النَّبيِّ ﷺ وطريقتُه ، وأمَّا هَديُ غيرِه وطريقةُ غيرِه ٬ فهي من سُبُلِ الشَّيطان وجنودِه .

🔹 قال ابن مسعودٍ رضي اللَّهُ عنه : خطَّ لنا رسولُ اللَّهِ ﷺ خطًّا ثمَّ قال : هذا سبيلُ اللَّهِ ، ثم خطَّ خطوطًا عن يَمينه وعن شِماله وقال : هذه سُبُلٌ ، على كلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يَدعو إليه ، ثمَّ قرأ : { وأنَّ هذا صِراطي مُستقيمًا فاتَّبعوه ولا تتَّبعوا السُّبُلَ فتَفرَّقُ بكم عن سبيله ذلكم وصَّاكم به لعلَّكم تتَّقون }
[ صحيح المشكاة (١٦٦) ]

✊🏻 تنبيه : بعضُ الزَّائغين عن الحقِّ يَستدلُّون بقوله في الحديث : “تَعرفُ منهم وتُنكر” على ما سُمِّي اليوم بـ “منهج الموازنات” ويرونَ أنَّك إذا ذكرتَ أخطاءَ وانحرافاتَ مَن حادَ وزاغَ عن القرآن والسُّنَّة ؛ فإنَّه يلزمه ذِكرُ ما له من حسناتٍ ، تَحقيقًا لمبدأ العدل (زعموا) وهذا الفَهم من جملة الفتن الَّتي حَذَّر النَّبيُّ ﷺ من أصحابها ، ويكفي في ردِّه وإسقاطِه أنَّهم تَفرَّدوا به عمَّن سبقهم من أهلِ البدع ؛ فضلًا عن أهل السُّنَّة والحديث .

وحقيقةُ هذا الفَهم أنَّ المرادَ منه تعطيلُ علم الجرح التَّعديل الَّذي حفظَ اللَّهُ به هذا الدِّينَ ؛ وإلَّا فإنَّهم -وبعد التَّجربة- لا يقبلونَ بهذا المنهج الَّذي ابتدعوه هم !

فإذا قيل –مثلًا- : إنَّ فلانًا يَعيبُ بعض أنبياء اللَّهِ ، ويتَّهم بعض الصَّحابة بالكذب والغِشِّ والمكر والخِداع ! لكنَّه معَ ذلك يُصلِّي الصَّلوات الخمس ، ويصومُ رمضانَ ، ويؤدِّي زكاة الفطر … لما قَبلوا هذه الموازنة ٬ فدلَّ ذلك على أنَّهم أرادوا شيئًا آخر كما تقدَّم .

أسألُ اللَّهَ تعالى أن يُجنِّبنا الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجعلنا ممَّن يَستمعُ القولَ فيتَّبعُ أحسنه ؛ إنَّه وليُّ ذلكَ والقادر عليه ، والحمدُ للَّهِ ربِّ العالَمين .

أخوكم فراس الرفاعي
١١ ذو القعدة ١٤٣٩ هـ


شارك المحتوى:
0