سبل الوقاية من الإرهاب


سبل الوقاية الإرهاب

الحمد لله القائل في محكم التنزيل (ان الله لايصلح عمل المفسدين)والقائل (ولا يحيق المكر السيء الا بأهله)والقائل (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله)والقائل(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) واشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له ، وأصلي على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ……………….. أما بعد

فاتقوا الله عباد الله فهي وصية الله للأولين والآخرين (ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم أن اتقوا الله).

أيها المسلمون : ان ادعاء محبة الدين ونصرة قضايا المسلمين يمكن أن يدعيه كل أحد ولكن على أرض الواقع نجد أن الأفعال تخالف الأقوال حينها تفتضح الدعاوى وينكشف زيفها فما أسهل التنظير والتأصيل وما أصعب التطبيق والتنفيذ (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) فما أكثر الذين يدعون ويتشبثون بهذه بأسماء لامعة كا لاصلاح والوسطية والجهاد ولكن عند التثبت نجد أن الاصلاح والوسطية والجهاد في وادٍ وأفعالهم وأقوالهم في وادٍ آخر

عباد الله ان من أعظم المتناقضات أن يأتي من يدعي محبة التوحيد والسنة ثم يحارب دولة التوحيد والسنة قال الامام ابن باز رحمه الله (العداء لهذه الدولة عداء للحق عداء للتوحيد) وصدق رحمه الله ، فان الشيوعيين في العالم يحبون الدول الشيوعية ، والرأسماليون يحبون الدول الرأسمالية ، فمقتضى هذا أن يحب الموحدون دولة التوحيد ويحبون حكاماً أقاموا دولتهم على قواعد التوحيد والسنة .

أيها المسلمون : عندما تبتلى المملكة في بعض أبنائها وتفجع في فلذات أكبادها لتستيقظ البلاد على خلايا إرهابية كانت نائمة ولكن بعين واحدة ، كالعقارب تدس أجسادها في الرمال فإذا تمكنت لدغت يبرزون وقت الفتن وضعف الحكم تخطط لتزهق الانفس البريئة، وتريق الدماء المعصومة بعد أن تفخخ العقول وتزعزع الثوابت وتشكك في المسلمات تمهيدا لقيام دولة الخلافة الاسلامية المزعومة ،وكأننا ودولتنا كفارا ودولة كفر فعندما يصرخ أحد دعاتنا المشهورين قديما قائلا : وأرجو أن تكون أفغانستان اليوم هي نواة دولة الاسلام الأولى ، ويمجد كبيرهم وسيدهم الذي علمهم التكفير ـ (4/2122)القائل: (إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة و لا مجتمع) ثم يحرض الآخر وقد جعلناه رمزا لأبنائنا مستنهضا الشباب للجهاد في سوريا زاعما أنه يرى الخلافة الإسلامية فيها دون إذن من ولي أمره ثم يذهب يصيف هو في دول الكفرفلا تعجب أخي المسلم بعد ذلك أن يوجد بل ويستمر وجود هذا الفكرالخارجي أضافة إلى وجود كتبهم وصوتياتهم التي تغذيه على أرفف بعض مكتباتنا التجارية وبعض مؤسساتنا التعليمية وفي بعض مساجدنا وفي مواقع النت بل ويَنصح بقرائتها بعض من يتصدى لتربية الشباب فإنالله وإنا إله راجعون

فإلى متى عباد الله ونحن نتعامل مع هذه القضايا الحساسة بمبدأ العلاج الوقتي دون التعامل معه بمبدأ الدور الوقائي فان الوقاية خير من العلاج فليس من المناسب أن تعالج الفروع وتستأصل الأغصان ثم تترك الأصول والجذور لتخرج لنا أغصانا وفروعا جديدة تحمل لنا نفس الثمرة الخبيثة باسم جماعة أخرى،ونحن نلدغ المرة تلو المرة فلن نجني من الشوك عنبا ؟

عبادالله

يحاول البعض ان يجعل الدول اخارجية والسحر والألعاب الالكترونية هي السبب لتلك الجرائم الشنيعة لبعض شبابنا ليصرف النظر عن السبب المباشر والأداة المستخدمة من دعاة الفتنة دعاة على أبواب النار كما وصفهم نبينا صلى الله عليه وسلم فلننتبه لهذا المكر فقتلة الصحابة وتفجيرات الرياض وحادثة الحرم الشنيعة لم تكن بها هذه الأدوات إنما محركها دعاة الفتن في كل زمن ممن سلمناهم فلذات أكبادنا وجعلناهم قدوات لنا ولهم فلنستيقظ وإن كانت دول الكفر من الأسباب فلا نغفل أدواتهم عندنا فنترك القريب يعبث بشبابنا فلنتحدث عن خطورة جحافل وجيوش الغزو الحزبي الداخلي المؤدلج الذي داهم قواده هذه البلاد قبل ما يقارب الستين عاما ومازلنا نجني ثمارها السيئة التي جعلت من بعض شبابنايضع يده في بيعة خاسرة وصفقة كاسدة وعند الكعبة في بيت الله الحرام ليبايع أميره! فعلام يبايعون

أيبايعون على على زعزعة الأمن الذي نعيشه؟

أم يبايعون على تعطيل الجمع والجماعات ؟

أم يبايعون على فتح الأبواب لأعداء الاسلام للدخول الى هذه البلاد ؟ كما صرح كبيرهم ابن لادن أم يبايعون على الثورات والانقلابات؟كما رأيناهم في ثورات الربيع العربي الذي كاد أن يجتاحنالولاأن سلمناالله بسبب نصرتنا للتوحيد

قال الإمام الآجري:” فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام – عدلاً كان الإمام أو جائراً أن يغتر بقراءته للقرآن،ولا بطول قيامه في الصلاة،ولا بدوام صيامه،إذا كان مذهبه مذهب الخوارج ” ا.هـ .

ماذا ينقم هولاء على هذه البلاد ؟ أينقمون عليها تحكيمها للشريعة ؟أينقمون عليها أن تربوا على أرضها واستفادوا من خيراتها ؟

إن جماعةً بهذه القدرات،وطائفةً بهذه الامكانيات لا يكفي أن تسمى ( فئة ضالة ) فحسب بل إنها خوارج العصر ، وحركة تمرد وعصيان ، ودعوة ثورة وانقلاب،بل إنها:(دولة في داخل دولة ).

بارك الله لي ولكم في القران والسنة ونفعني واياكم بما فيهما من العلم والحكمة .

الخطبة الثانية

الحمدلله رب العالمين ولاعدوان إلاعلى الظالمين وأشهد أن لاإله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد : فان مما ينبغي معرفته والاحاطة به والحذر من تجاهله أو تناسيه ، هو أن هذه البلاد مستهدفة في عقيدتها مستهدفة في مبادئها مستهدفة في أخلاقها فان من يحمل فكرا منحرفاً هو لا يخالفك في أن قتل الأنفس المعصومة كبيرة وأن التكفير أمره خطير ويتفق معك في أن السمع والطاعة واجبة لولي الأمر وجوب لزوم جماعة المسلمين ولكنه المشكلة أنه لا يراهم مسلمين بل كفار لاتنطبق فيهم ماذكرنا ولايصرح بذلك إلا لخواصه

وهنا يأتي دورالعلماء والخطباء والمعلمين والمعلمات في كشف هذه الشبهات ، وإيصال الفهم الصحيح لهذه النصوص الى الناس قبل أن تتلقفهم شباك الإخوان وداعش والنصرة وحزب اللات وفخاخ أهل الأهواء فتصطادهم بضلالاتها .

ولا ننسى دور الآباء وأولياء الأمور في وجوب النظر فيما يقرأ أولادهم وماذا يستمعون وماذا يشاهدون ومع من يتواصلون وبأي مواقع النت ييستقون كما لاينبغي إحسان الظن بكل من تظاهر بمظهر الخير والصلاح بأن نسلمه فلدة كبدنا ليربيه بعيدا عنا فيمرر فكره الخطير يصبح هؤلاء الصغار عبوات ناسفة تنتظر دورها عاجلا أو آجلاً في مسيرة الضلال والانحراف

هذا وصلو وسلوا على الرسول المصطفى والنبي المجتبى كما أمركم ربكم وحثكم نبيكم على ذلك والإكثار منه وحفظوا على الصلوات والتبكير إليها والجمع والجماعات فإن يدالله مع الجماعة ومن شذشذ في النار وإياكم والتحزب للجماعات والقبليات فإنا حالقة الدين ومفرقة المسلمين وتوبوا إلى الله أجمعين اللهم من أرادنا بسوء فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره وإحفظ بلادنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين واغفر لنا أجمعين والحمد لله رب العالمين

مستفادة مع التصرف من خطبة للشيخ محمد الفيفي رعاه الله


شارك المحتوى: