البراءة من الكفار في مشاركتهم أعيادهم


الحمد لله معز الحق ورافعه، ومذل الباطل وواضعِه، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
حمدًا لمن أسماؤُه مُكَمَّلة…. الله لا إله إلا هو له
حمدًا دائما كثير البقاءِ….مُكافئًا ترادف الآلاءِ
ثم الصلاة والسلام تترا…..على أجل العالمين قدرًا
وآله أفنانِ دوحة الشرف….وصحبه والتابع نِعْم السلف
ما لمع البرق على أم القرى….وهتفتْ قُمْرية على الذرى
{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
أما بعد: يقول المولى جل وعلا : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) إن مولاة أهل الإيمان والتوحيد بمحبتهم ونصرتهم، والبراءة من أهل الكفر والشرك ببغضهم، وبغض ما هم عليه من كفر وشرك، ومفارقتهم، وعدم الركون إليهم، أو الإعجاب بهم، والحذر من التشبه بهم، مِن الأصول العظيمة في الإسلام، حتى قال العلامة حمد بن عتيق -رحمه الله- وهو من أئمة الدعوة:” أكثر ما تكلم القرآن بعد ما تكلم عن التوحيد وضده -أي الشرك- ، تكلم عن عقيدة الولاء والبراء “
فكل كافر عدو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم سواء كان مشركا بوذيًا أو يهوديًا أو نصرانيًا -الذين يسمون خطأ بالمسيحيين- ، وسواء كان معاهدًا أو حربيًا كل هؤلاء أعداء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم قال سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} ولا ريب أن الكفار بجميع مللهم يبغضون الإسلام وأهله ويعادونهم، ويسعون لإضعافهم وتمزيقهم، وإطفاء نور الإسلام وحجبه عن العباد، وقد دلَّنا على هذا، وأخبرنا به ربنا – عز وجل – الذي خلقنا وخلقهم، وهو أدرى بنا وبهم من كل أحد، وأعرف بظواهر الجميع وبواطنهم، فقال سبحانه:( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً )
وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تأكيد هذه البراءة من الكفار والمشركين حتى كان يمنع من التشبه بهم فيما يختصون به من عاداتهم والبستهم لأن التشبه في الظاهر يورث الميل والموافقة الباطنة وكان صلى الله عليه وسلم يزجر عن التشبه بهم أو مشاركتهم في شعائرهم وعباداتهم وأعيادهم لأن الأعياد من شعائر الأمم والملل وقل عيد لأمة إلا وله ارتباط بدينهم وعقيدتهم فمن ذلك أنه قدم المدينة فوجدهم يحتفلون بيومين من أيامهم التي الفوها في جاهليتهم وتوارثوها جيلاً بعد جيل فأبطلها صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يقتصر احتفالهم بعيد الفطر وعيد الأضحى .
ومن صور المشاركة لهم في اعيادهم أن نبيع عليهم كل ما يستعينون به على إقامة شعائر دينهم وأعيادهم، وهذا لا يجوز بيعهم بطاقات المعايدة والتهنئة، وتأجيرهم الفنادق أو المسارح ليقيموا فيها حفلات الميلاد فعمله هذا حرام، وماله الذي يجنيه من ذلك سحت، وأي لحم نبت من سحت فالنار أولى به، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “ولا يجوز بيع كل ما يستعينون به على إقامة شعائر دينهم ) .
وقد قال الإمام ابن قيِّم الجوزية رحمه الله :(وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول 🙁 عيد مبارك عليك” أو “تَهنأ بهذا العيد” ونحوه، فهذا إن سلِم قائله من
الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده
للصليب )
ومما قرره أئمتنا في هذا الباب ما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله ( لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية؛ لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة، ومن التعاون معهم على الباطل، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من تشبه بقوم فهو منهم » )
وكلنا يعلم -ولله الحمد- بأن أنظمة هذه البلاد المباركة لا تسمح بإقامة الأعياد الكفرية، وقد صدرت أنظمة وتعميمات صارمة بهذا الشأن.
وإن بغضنا للكفر وأهله ودعاته لا يُبيح لنا أنْ نعتدي عليهم في بلادنا أو على أموالهم أو على أعراضهم، أو أن نُحْدِث في بلادهم إنْ سافرنا إليها أو عشنا فيها ما لا يحل لنا، كما هو حال الجماعات التكفيرية المعاصرة، حيث ارتكبوا في حقهم ما حرمه الله ورسوله، كقتلهم للكفار الذين في بلاد المسلمين ممن دخل إليها بعهد وأمان مِن قِبل ولي الأمر أو أيّ فرد من المسلمين المكلفين من الذكور والإناث.
اعاذنا الله واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الخطبة الثانية :
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده اما بعد
عباد الله : مما سبق يتبين لنا ضلال من تظاهر بالدعوة ، وتلبس بالعلم زورا وخصوصا من بني جلدتنا ، والذين اجازوا الاحتفال بالأعياد الميلادية ومعايدة الكفار وتهنأنهم بأعيادهم ، ولنا فيهم عبرة ، ولنستحضر ما قاله السلف عن أمثالهم ، فعن إبراهيم النخعي قال: كانوا يكرهون التلون في الدين .قال عمر بن عبد العزيز: مَن جعل دينه عرضا للخصومات أكثر التنقل )
وقال حذيفة بن اليمان:( إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم ، وإياك والتلون فإن دين الله واحد
ومرادهم ترك المسائل القطعية والمجمع عليها من معتقد أهل السنة إلى غير ذلك من الأقوال المحدثة، لا التغير في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف .
واليوم ترى كثيراً من دعاة الصحوة يتلونون في الدين .
فطالع بعين التجرد عن الهوى ، أما كانوا بالأمس يعادون الرافضة ويحذرون منهم، واليوم يثنون عليهم ويضاحكونهم ، ويسمونهم اخوانا لهم ، ويعيبون على من يشدد عليهم، بل ويصرح رأس منهم أن لا مانع لديه أن يفتح لهم مدارس يدرسون فيها عقائدهم ) وأي عقائد سيدرسونها أليس القول بتحريف القرآن وقذف أم ام المؤمنين عائشة ( فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثا .
وبالأمس كانوا يظهرون معاداة الكفار ، واليوم يميتون عقيدة البراء منهم ، بل يقول أحد رؤوسهم في هذه البلاد في خطاب له لرئيس سابق لدولة الكفر امريكا : كفوا عنا حروبكم ، وسوف تجدوننا معكم بلا تحفظ ( لا إله إلا الله .. .. .. نكون مع رأس من رؤوس النصرانية المشهور بعدائه للإسلام والمسلمين يلا تحفظ . بل ويزعم آخرون أن عداوته للكفار ليست دينية وانما لأجل الأرض والاعتداء ، فمن سالمنا منهم فلا عداوة له، فهي ليست خاصة بالكافر بل حتى المسلم.
وهذه عقوبة لمن عصى الله وخالف أمره، فإن أعظم العقوبات أن يموت قلب الإنسان، ولا يميز بين الحق والباطل، ويزين له الباطل قال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
والواجب علينا التمسك بغرز العلماء الثقات كأقمار الدنيا الثلاثة في عصرهم ممن انتقلوا الى ربهم الإمام ابن باز والعثيمين والألباني ومن سار على خطاهم من علماء زماننا ، رحم الله الأموات وسدد الأحياء على طريق الرشاد .
نسألك رينا أن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وأن تجعلنا من عبادك المخلصين .
هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على خيرِ الورَى الحبيبِ المُجتبَى والرسولِ المُرتَضَى، فإن من صلَّى عليّه صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا”. اللهم صلِّ على محمدٍ وآلهِ وأزواجِه وذريَّته والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين .
اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ
نَسْأَلُكَ فَرَجًا مِنْ عِنْدِكَ لِإِخْوَانِنَا الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي حَلَبَ
وَفِي سَائِرِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ وَالْعِرَاقِ وَفِي كُلِّ بَلَدٍ يُذَلُّ فِيهِ أَهْلُ دِينِكَ. اللَّهُمَّ فَرِّجْ كَرْبَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، وَاجْبُرْ كَسْرَهُمْ، وَتَوَلَّ أَمْرَهُمْ، وَأَدِرْ دَوَائِرَ السُّوءِ عَلَى أعدائك وأَعْدَائِهِمْ.
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْبَاطِنِيِّينَ وَالصَّلِيبِيِّينَ وَمَنْ عَاوَنَهُمْ عَلَى
ظُلْمِهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اخْضُدْ شَوْكَتَهُمْ، وَشَتِّتْ شَمْلَهُمْ، وَارْفَعْ أَمْنَهُمْ، وَأَعِدْهُمْ إِلَى ذُلِّهِمْ وَهَوَانِهِمْ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمْ.
اللهم وانصر جنود السنة المرابطين على ثغور بلاد الحرمين
اللهمّ أنت الله لا إله إلاَّ أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، اللهمّ أنت الله لا إله إلاّ أنت، أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهمّ أغثنا، اللهمّ أغثنا، اللهم أغثنا، اللهمّ أغثنا غيثًا
مُغيثًا مريئًا مجلّلاً، عاجلاً غير آجل، نافعًا غير ضار. اللهم
تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد. اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذابٍ ولا بلاء ولا هدم ولا غرق. اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق.
اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك، واجعل ما أنزلته علينا قوَّةً لنا وبلاغًا إلى حين.
اللهمّ أسقنا الغيث ولا تجعلنا من الآيسين، اللهمّ أسقنا الغيث ولا تجعلنا من الآيسين.
اللهمّ ارحم الأطفالَ الرُضَّع والشيوخ الركّع والبهائم الرتَّع، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، يا أرحم
الراحمين، يا ربَّ العالمين.
اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنَّا بذنوبنا فضلك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين

شارك المحتوى: