افتراق المسلمين على ثلاث وسبعين فرقة


(افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة)

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71]

أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة .

قال تعالى{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } [الأنعام: 153]، فطريق الحق واحد، وما عداه طرق ضلالة وغواية ، وأكد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عند الإمام أحمد والنسائي في الكبرى عن ابن مسعود: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا، فقال: «هذا سبيل الله» ثم خط عن يمين الخط وعن شماله فقال: «هذا السبيل، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه»

فطريق الحق طويل ومستقيم وهو طريق واحد ، أما أهل الباطل فهم فرق كثيرة ؛ ثبت عند الإمام أحمد وأبي داود عن معاوية بن أبي سفيان، أنه قام فينا فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: « ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة».

وكل هذه الفرق مسلمة وكلها في النار إلا فرقة واحدة ، وهذه الفرقة هي المستمرة على الحق ، أخرج الشيخان عن المغيرة بن شعبة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون»،

أسأل الله أن يجعلنا من هذه الفرق الناجية والطائفة المنصورة ، وإن لهذه الفرقة الناجية صفاتًا وأمارات منها :

الصفة الأولى/ أنهم يعتنون بالتوحيد تعلماً وتعليماً ودعوة لأن التوحيد دعوة الرسل قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] وقد مكث نبينا صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنوات لا يدعو إلا إلى التوحيد ، فلم تفرض عليه الصلاة ولا الصيام ولا الزكاة .

وقال الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]

الصفة الثانية / أنهم يحذرون من البدع كلها قال جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب قال : «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»أخرجه مسلم.

والبدعة كل تعبد بما لم يتعبد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام.

ولا يوجد في الدين بدعة حسنة، بل كل بدعة ضلالة وسيئة لقوله صلى الله عليه وسلم : « وكل بدعة ضلالة» وثبت عند المروزي عن عبد الله بن عمر أنه قال: «وكل بدعة ضلالة ولو رآها الناس حسناً »

الصفة الثالثة/ فهم الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] وقال{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]

فمما يتميز به أهل السنة أنهم سلفيون أتباع للسلف الصالح في فهم الدين لأن فهم السلف أسلم وأعلم وأحكم .

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

أما بعد:

فإن الصفة الرابعة من صفات هذه الفرقة الناجية / أنهم وقافون مع الدليل لا يعارضونه بعقولهم وأذواقهم وعواطفهم وعاداتهم ، بل مُسلمون ومستسلمون للدليل، قال تعالى {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] وقال {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]

ومن أمثلة ذلك الأدلة الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السمع والطاعة للحاكم المسلم قي غير معصية الله ، أخرج مسلم عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة»

فلا يجوز الخروج على الحاكم المسلم، ولو كان فاسقاً ظالماً بما أنه مسلم ، ولا يجوز انتقاصه عند الناس ولا تجويز المظاهرات عليه، بل يجب السمع والطاعة له في غير معصية الله مع كره المعصية التي جاء بها .

وكم تعجب من أقوام ظاهرهم التدين والاستقامة لا يلتفتون إلى هذه الأدلة وهي أصل من أصول أهل السنة المجمع عليه .

أسأل الله أن يجعلنا لشرعه وقافين وللكتاب والسنة مستسلمين .

اسأل الله أن نلقاه راضياً عنا وأن يدخلنا جناته برحمته وهو أرحم الراحمين .

اللهم اجعلنا من الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وأمتنا على ذلك

اللهم اجعلنا من الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وأمتنا على ذلك

اللهم اجعلنا من الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وأمتنا على ذلك

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله

د. عبد العزيز بن ريس الريس

Dr_alraies

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى: