الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
الشيخ : د. محمد بن هشام طاهري
تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله
د. محمد بن هشام طاهري
تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله الحمد لله رب العالمي، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن دين الإسلام مبني على أصلين عظيمين هما: تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى، وتحقيق الاتباع لرسول اللهr، ولا يصح إيمان أحدٍ حتى يأتي بهذين المعنين معاً، وهذا ما دل عليه كلمة: شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله. ولا ينشأ انحراف وبعد عن الدين إلا بسبب التقصير في هاتين المسألتين، أو التقصير في أحدهما. وكلمة: شهادة أن محمداً رسول الله، تدل بلفظها على وجوب العلم بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي هو مرسل من الله تعالى. ولد عليه الصلاة والسلام عام الفيل في مكة المكرمة، ونشأ بها، وعرف بعظيم الأخلاق، حتى لقب بـ«الصادق الأمين»، وكان جميل الخِلقة، حسن الهيئة، عظيم الهيبة. وأُرسل على رأس الأربعين من عمره، فقام بنشر الإسلام في مكة، ثم هاجر إلى المدينة لنشر الإسلام، وقاتل المشركين، حتى نشر الله به الدين، وأظهر به التوحيد، وتوفاه الله تعالى في السنة العاشرة من الهجرة في المدينة المنورة، ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها. ولا ريب أن البراهين النقلية والعقلية قد قامت وتبينت في الدلالة على كونه رسول الله r ولو لم يكن من ذلك إلا كونه كان أمياً، وقد نزل …
بدعة التوسع في عاشوراء
د. محمد بن هشام طاهري
تنبيهات للمؤنين والمؤمنات بدعة التوسع في عاشوراء الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله أجمعين، وبعد: فإن من البدع التي اندثرت من أكثر بلاد الإسلام، ولكنها موجودة في بعض البلدان بدعة التوسع في يوم عاشوراء. ومعلوم أن الصحابة-رضي الله عنهم- تبعوا نصوص الكتاب والسنة في كل أمور دينهم وعباداتهم؛ فكانوا من أصدق الناس لهجة، وأحسنهم عملاً، ولا يعرف من بينهم من وقع في البدع؛ بل كانوا أحرص الناس على الشرع المتبع. حتى جاء بعدهم الخلوف فقالوا ما لا يفعلون، وعملوا بما لا يعلمون؛ فجمعوا بين الخُلفِ في العمل، والابتداع فيه. وقد مضى قرن الصحابة الأول، ولا يَعرفون في «عاشوراء» ولا في غيره إلا ما جاء عن خاتم الأنبياء عليه وعلى آله الصلاة والسلام من الصيام فيه، والتقرب إلى الله بذلك. ثم نشأ قرن عملوا بالبدع والمحدثات، وتركوا السنن الثابتات، ومن البدع التي انتشرت في شهر الله «المحرم» بدعتان على طرفي نقيض: أحدها: بدعة التقرب إلى الله بالوعيل والصراخ، وضرب الرؤوس والصماخ، وشق الجيوب والنفاخ. الثانية: بدعة التقرب إلى الله بالفرح والسرور، والتوسع على الأولاد وأهل الدور، وكأنه يوم عيد وحبور. وهؤلاء وأولئك وضعوا لتسويغ تقربهم البدعي أحاديث وأقوال لا تروج إسناداً ومتناً على المحققين من أهل العلم المختصين به من أهل الفن. ولم ترد هذه الأحاديث في شيء من دواوين الإسلام العظام، ولا في الصحاح …