الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
الشيخ : أحمد بن فتحي الزيني
سنة مهجورة بين الخطباء
أحمد بن فتحي الزيني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على آلائه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أرضه وسمائه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه، وبعد: فكما هو معلوم أن قراءة الإمام في صلاة الجمعة ببعض السور دلت عليها السنة، كما روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعة الأولى بالجمعة وفي الثانية بالمنافقين. وثبت عنه أيضًا ما رواه مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الأولى بسبح وفي الثانية بالغاشية. وأما الذي هجره كثير من الخطباء أو ربما كثير منهم لا يعرفونه أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين سورتي الجمعة والغاشية ودليل ذلك: ما رواه مسلم في صحيحه أن الضحاك بن قيس كتب إلى النعمان بن بشير؛ يسأله: أي شيء قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، سوى سورة الجمعة؟ فقال: كان يقرأ {هل أتاك}. وجاء في «التمهيد» لابن عبد البر: أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: ماذا كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة؟ قال: كان يقرأ {هل أتاك حديث الغاشية}. ومن هنا يتبين أنه صلى الله عليه …
التَّنْبِيهَاتُ الْلَّطِيفَة فِي عَدمِ ثُبوتِ الشُّربِ مِنْ يَدِ النَّبِيِّ الشَّرِيفَة وفيها: وَقَفَاتٌ مَع سُورَةِ الْكَوْثر
أحمد بن فتحي الزيني
التَّنْبِيهَاتُ الْلَّطِيفَة فِي عَدمِ ثُبوتِ الشُّربِ مِنْ يَدِ النَّبِيِّ الشَّرِيفَة وفيها: وَقَفَاتٌ مَع سُورَةِ الْكَوْثر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على آلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أرضه وسمائه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه، صلى الله عليه وآله وأصحابه صلاةً دائمةً إلى يوم لقائه، أما بعد: فإن الله عز وجل أعطى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم الحوض المورود الذي من شرب منه شربةً؛ لا يظمأ بعدها أبدًا. قال ربنا جل وعلا: {إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر}. فالكوثر هو الخير الكثير، على وزن (فَوْعَل) يدل على المبالغة في الكثرة، والعرب تسمي كل شيءٍ كثير العدد أو القدْر أو الخير (كوثرًا)، قال الشاعر: وأنا كثير يا ابن مروان طيب ****** وكان أبوك ابن العقائل كوثرَا ومعنى الآية الكريمة {إنا أعطيناك الكوثر}: {إنا أعطيناك} يا أيها النبي {أعطيناك} قالها ربنا عز وجل بصيغة الماض المفيد للوقوع، ولم يقل سبحانه: سنعطيك؛ لأن الوعد لمّا كان محقّقًا عبَّر عنه بالماض مبالغةً؛ فكأنه حدث ووقع. {الكوثر} الخير الكثير الذي هو غاية في الكثرة لأنه كوثرًا.
إعجاز الإنس والجان بذكر السبعة في السنة والقرآن
أحمد بن فتحي الزيني
إعجاز الإنس والجان بذكر السبعة في السنة والقرآن الحمد لله الذي أنزل القرآن، وجعله معجزةً على تعاقب الأزمان، وتحدى به الإنس والجان، وأفحم به أهل الزيغ والطغيان، وجعله ربيعًا لقلوب أولي الفضل والإيمان، وبعد: فإن الله تبارك وتعالى جعل القرآن معجزةً بليغةً بالغة، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن أوجه إعجازه التي لا حد لها ولا عد: الإعجاز البياني، والإعجاز التشريعي، والإعجاز الغيبي، وغير ذلك مما يزال خافيًا على كل ذي لب فضلا عمن ليس له لب؛ فلا تنقضي عجائبه، ولا تنفد غرائبه. وإنما بيَّن الله منه للبشر بقدر ما تعقله أفئدتهم، وتستوعبه أفهامهم. وقد تحدى الله به الإنس والجن أن يأتوا بمثله؛ فقال جل في علاه: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا} ومن غرائبه وعجائبه وأحكامه البالغة التي لا تنقضي؛ ذِكر، بل ليس مجرد ذكرًا عابرًا وإنما كثرة تكرار العدد (سبعة) في آيات كثيرة، منها: قوله تعالى: {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} وقوله عز وجل: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأُخر يابسات} وقوله سبحانه: {وأما عاد فأُهلِكوا بريح صرصر عاتية سخرها …
حواري مع بعض متظاهري ميدان التحرير – مصر
أحمد بن فتحي الزيني
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فهذا حوار دار بيني وبين أحد متظاهري ميدان التحرير – بمصرنا الحبيبة، وقد ذكر حججه التي يذكرها كل واحد منهم في الغالب ممن ينطلقون من منطلق شرعي – زعموا – أما من لا ينطلقون من منطلق شرعي؛ فكان لي مع أحدهم لقاء أيضًا، وسأذكره تباعًا…. قلتُ: فمرحبا بالأخ/ ……. وأرجو أن يكون النصح بيننا مبنيٌّ على اتباع الحق لمن فقده، وأن لا يكون كل منا يريد أن ينصر رأيه وإن كان خطأ، وكما كان يقول الشافعي رحمه الله: ما ناظرت أحدًا إلا وتمنيت أن يكون الحق معه. وما اختلفنا فيه فحكمه إلى الله، كما قال سبحانه: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} وقال أيضًا: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}. أما قولك: اولا لايجوز الخروج علي الحاكم بالسلاح او اشهار السلاح فأقول: صحيح كلامك، وأتفق في هذا معك جدا، بل هو مذهب سلفنا الصالحين والعلماء المتبعين. وإن الخروج هو مذهب الخوارج – كلاب أهل النار – إلا أنه – وللأسف – كثير من الناس يظنون أن الخروج هو الخروج بالسيف فقط، وقد أساءوا الفهم. بل الخروج ودواعيه مما لا يجوز في ديننا الحنيف. ويُسمَّى أهل الخروج بغير السيف وإنما بالكلمة: الخوارج القعدية (بنصب المهملة الأولى). الذين يهيجون الناس على حكامهم. هم صحيح لا …