هل نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر؟ والكلام على الدولة السعودية


هل نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر؟ والكلام على الدولة السعودية

المقطع الصوتي:

https://youtu.be/t-bU62RLL10

المقال المقروء:

السؤال:

بعض الإخوة يقول أن هذا الزمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، فهل هذا صحيح؟

الجواب:

لا، هذا غير صحيح على إطلاقه.

نعم في بعض الأماكن القابض على دينه كالقابض على الجمر، لكن نحن الآن في بلادنا -والحمد لله- ما يقال هذا، نحن -بحمد الله- الآن تقام الصلاة، ونجد من يعيننا على ديننا، بل تجد من يعينك ويشجعك على العبادة.

الحمد لله، نحن في خير عظيم، لا تُضايَقُ في صلاتك ولا في صومك ولا في إعفاء اللحية ولا في تقصير الثوب، فكيف يقال أن في بلادنا الآن القابض على دينه كالقابض على الجمر؟!

لكن مَن لم يعرف الفتن لا يدرك هذا الواقع الذي نعيشه، الذي يعرف الفتن وأن الرجل في بعض البلدان قد يُهَدد بالقتل إن صلى، وفي بعض البلدان إن صلى متتاليتن في مسجد، مثل أن يصلي الفجر والظهر= تُؤخذ عليه ملاحظة ويُسَجَّل عليه أنه مواظب على الصلاة، ولهذا بعضهم ينتقل، يصلي الفجر في مسجد والظهر في مسجد آخر، في هذه الحال قد يقال أن القابض على دينه كالقابض على الجمر.

أما نحن -والحمد لله- بخير وعافية وفي نعم عظيمة، وتجد من يعينك على دينك، فهذا يستوجب الشكر لله على هذه النعمة.

وهذا الأمر نذكره ونذَكِّر به حتى لا نكفر النعم؛ لأن كفر النعمة سبب لزوالها، لا نقول نحن في بلادنا القابض على دينه كالقابض على الجمر؛ بل نعيش -والحمد لله- في نعم عظيمة، من إقامة الدين والإعانة على العبادة، ولا تُضايَق في شيء من دينك.

وأما هؤلاء الذين يدعون إلى الفتن وبنصبون أنفسهم حماة للدين، وأنه إذا أُوقف بعضهم وأُخذ على أيدي بعضهم؛ أن هذا ضد الدين، هذا من التلبيس والكذب، ما زال العلماء الكبار عاشوا وماتوا وهم يدعون إلى الله، وما ضُيِّق عليهم، وما سُجنوا ولا عوقبوا، ونحن لدينا -والحمد لله- الآن لا نقول بالمئات؛ بل بالآلاف من العلماء وطلاب العلم في الجامعات وأعضاء هيئات التدريس والقضاة وأئمة المساجد والمدرسين، كلهم من أهل العلم ويقيمون دين الله ويدعون إلى الله في مدارسهم وفي جامعاتهم وفي مساجدهم، كلُّ في مكانه، ولا يُضَيَّق عليهم ولا يُشَدَّد عليهم، فيجب علينا أن نحرس هذه النعمة بشكرها، أن نشكر الله الذي أنعم علينا بهذه النعم، ونحرص على هذا الخير، ونقف في وجوه المتربصين من أعداء الإسلام الذين يريدون زعزعة الأمن وإثارة الفتن.

ولهذا تجد أن هؤلاء يحتمون ببلاد الكفر، ومن يؤيدهم هم من يتصل بهم، ما جاءت دعوة للإسلام من بلاد الكفر، بل تعلم أن هذه دعوة ضد الإسلام؛ وإنما الدعوة للإسلام جاءت من بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية، ومن بلاد المسلمين الأخرى، وأصبح الأمر ظاهرًا لكل عاقل بعد أن كنا نقول أن هذا الأمر يعرفه أهل العلم، أصبح الآن الأمر ظاهرًا للكل.

هذا الكيد العظيم لهذه الدولة وتكالب الأعداء عليها لقيامها بدين الله، لو كانت دولة علمانية أو شيوعية أو رأس مالية= ما عوديت، يعادونها لدينها ولعقيدتها؛ لأنهم يعلمون أن هذا هو الإسلام الحقيقي، وأعداء الإسلام يعلمون أن الإسلام ستكون له دولة، ويعلمون أن هذه الدولة هي نواة بأن يعم تحكيمُ الشريعة بلادَ المسلمين، كل هذا يعرفه اليهود والنصارى، والمستشرقون درسوا هذا في كتبهم ويعلمون أن الإسلام ستكون له دولة، ولهذا يحاربون الإسلام ليل نهار، ويحاربون العقيدة والتوحيد، وللأسف بعض أبناء جلدتنا يصدقون هذه الدعايات ويتلقون أخبارهم من أعدائهم ويطعنون في ولاة أمورهم.

فيجب التنبه لهذا، وأن نحرص هذه النعمة بشكر الله أولًا، والقيام بديننا بالالتفات حول ولاة أمورنا وعلمائنا ودعاء الله لهم بالثبات والتوفيق.

[شرح صحيح مسلم (درس رقم 210)]


شارك المحتوى: