هل اللغة العربية شرط في خطبة الجمعة؟


يقول السائل: هل اللغة العربية شرط في خطبة الجمعة؟

الجواب:
إنه إذا كان المصلون عربًا فلابد من الخطبة باللغة العربية، فإن لغة العرب شعار الإسلام كما بيَّن هذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتابه (الاقتضاء) وقال عمر -رضي الله عنه-: إياكم ورطانة الأعاجم.

أما إذا كان المصلون لا يعرفون اللغة العربية فإنه على أصح الأقوال يُخطب لهم بلغتهم، وهذا قول عند الحنابلة واختاره شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- وهو الصواب، لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ [إبراهيم: 4] فاللغة العربية من باب الوسائل والغاية أن يعلم الناس ما يُخاطبون به، فإذا لم تتيسر هذه الوسيلة لأن الناس لا يفهمون هذه اللغة فإنه يُنتقل منها إلى اللغة التي يعرفونها.

وقد ذكر بعض أهل العلم المعاصرين أنه يخطب مرتين، يخطب باللغة العربية ثم يرجع ويخطب بلغة القوم، وهذا فيه نظر من جهتين:
الجهة الأولى: لم أر هذا في أقوال العلماء الأولين.
الجهة الثانية: أنه يلزم على هذا التطويل لاسيما وقد يكون في المسجد ثلاث لغات أو أكثر، فعلى هذا سيخطب أربع خطب أو ثلاث خطب بحسب حال الناس، وهذا ما لا يصح بحال -والله أعلم-.

لذلك ينظر إلى حال المصلين فإذا كانوا مختلطين ينظر إلى حال الأغلب، فإذا كان الأغلب يتكلمون باللغة العربية خطب بلغة العرب، وإذا كانوا يتكلمون بلغة أخرى خطب باللغة التي يتكلمون بها، فإن اللغة في الخطبة من باب الوسائل كما تقدم بيانه.

 

995_1


شارك المحتوى: