فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بين سخرية القرني وحَجر ناصر العمر 


فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بين سخرية القرني وحَجر ناصر العمر

ذهبت -سهيلة بنت سهل – زوج أبي حذيفة رضي الله عنهما إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله إني أري الكراهة في وجه أبي حذيفة من وجود سالم في البيت ،[ وفي بعض الروايات في صحيح مسلم قالت يا رسول الله إن سالمًا كما تعلم كان بعض متاع البيت ، فقالت بلغ مبلغ الرجال وأصبح يعرف ما يعرفه الرجال وأبو حذيفة يظهر على وجهه الكراهة ، فقال عليه الصلاة والسلام أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة فقالت يا رسول الله كيف أرضعه وهو رجل كبير ذو لحية ؟ فتبسم النبي ﷺ وقال قد علمت أنه كبير ، فأرضعته سهيلة خمس رضعات ، بمجرد ما أرضعته ذهبت سهيلة إلى رسول الله ﷺ وقالت والله يا رسول الله لقد ذهب ما في وجه أبو حذيفة من كراهة ]

وقدأجمع أهل العلم بالحديث على ثبوت أحاديث رضاع الكبير ولم ينكره إلا من كان جاهلا بعلم الحديث أومغرضا
وممن أخرجها الشيخان وأصحاب السنن والمصنفات والمسانيد.
….
أولا:
لست بصدد توضيح الأقوال في المسألة ولكن مايهمني كيف يتطاول بعض المحسوبين على العلماء من السخرية بفهوم العلماء لهذا الحديث بل وطالب بعضهم الحجر على من يقول به وهذا ممايدل على خوائهم العلمي أو تصفية حسابات أوخشية سخرية الليبراليين والغرب – كما أنكر بعضهم المعجزات خشية ذلك – مما جرأ الأغرار بالسخرية بمن يقول بجواز إرضاع الكبير وعلى رأسهم الصديقة بنت الصديق التي تصبُّ في نهاية الأمر لصالح أعداء الإسلام كما شاهدناه في الإعلام مسموعه ومرئيه (ومغردينه)

ثانيا:
وقفت على موقفين لشيخين محسوبين على العلم وأهله عندالعوام والحزبيين :
أحدهم :
سخر من إرضاع الكبير سخرية لاتنم عن متزن بله شيخ!

قال عائض القرني ساخراً تجاوز سخرية الليبراليين بأحكام دين الله:
[وسوف يتحول العمال والخدم والسائقون الى ابناء لنا واخوة من الرضاعة، بعدها لا نحتاج الى فيزا وتأشيرة للعامل ويصبح منا وفينا حسبا ونسبا، ففي الحديث: «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب»، وسوف تحل مشكلة الاختلاط وسوف يكون الجميع اخوة وابناء من الرضاع، واذا تأخرت المرأة عن بيتها فلا تلمها فيمكن انها كانت ترضع السائق او حارس المزرعة، ونحن امة معطاءة يصل خيرها الى غيرها، فلماذا نحرم العمالة الوافدة من حليب نسائنا ولا خير فيمن لا يصل خيره الى غيره )
أيقال مثل هذا في اجتهاد عائشة وبعض العلماء ممن نقلوا لنا هذا الدين كما سأذكرهم لاحقاً.
ووصف الشيخ ناصر العمر السخرية بهذا الحديث أوالاجتهاد من النفاق فقال:
[ أما أولئك الذين يسخرون ويتهكمون فيخشى على دينهم؛ لأن هذا عمل أهل النفاق في كل زمان ومكان، كما قال –سبحانه-: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة:124، 125].

والغريب أن ناصراً العمر طالب بالحجر على من يفتي بهذا القول معرضاًبالشيخ العبيكان وصفا لااسماً!وكأنه أول من قال به؟!

قال الشيخ ناصرالعمر في جوابه عن يفتي بفتاوى جديدة كإرضاع الكبير فقال:
[ يكفي أن تعرف أن أمثال هؤلاء حتى لو كان خريجاً من كلية شرعية, عرف بالفتاوى الشاذة, ولو تسأل الناس عنه لقال لك: إنه عرف بما يتعلق بالتأمين وبالسحر, وبغيرها، حتى لو كان يحمل أعلى الشهادات الشرعية ]
http://almoslim.net/node/129221

ثالثا
توضيح الشيخ العبيكان للفتوى قال:
[ إن الأصل في الرضاعة أن تكون في الحولين أي ألا يتجاوز عمر الرضيع سنتين لقول الله عز وجل: { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (سورة البقرة آية 233)، ولكن أجاز بعض العلماء المحققين إرضاع الكبير في حالة خاصة, وهي ما إذا احتاج أهل البيت إلى كثرة دخول الكبير عليهم والسكنى بين ظهرانيهم، وبالطبع بدون أن يرضع مباشرة من ثدي المرأة وإنما تحلب له من ثديها في إناء، ويشربه خمس رضعات مشبعات للصغير كما جاء في النقل عن العلماء, وهذه الحالة تنطبق على من أخذه أهل البيت من ملجأ ولا يعرف له أب ولا أم فأرادوا تربيته وأن يكون عندهم مثل الولد، أو أن يكون شابا ليس له أقارب سوى أخيه ويضطر للسكنى معه ومع أسرته ويحصل الحرج بكثرة دخوله وخروجه وما شابه ذلك

http://www.alwatan.com.sa/Nation/News_Detail.aspx?ArticleID=3737&CategoryID=3

رابعا :
جلالة القائلين بمحرمية إرضاع الكبير على تفصيل لبعضهم تجده في مظانه :
السيدة عائشة رضي الله عنها، ويروى عن علي وعروة رضي الله عنهما، ما يفيد بذلك، بالإضافة إلى أقوال، الليث بن سعد وعطاء بن أبي رباح، وأبي محمد بن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم والصنعاني والشوكاني والشيخ محمد صديق خان والألباني ]
وذهب جماهير الأمة من السلف والخلف إلى أن الرضاع المحرم ما كان في الصغر .
خامساً:
طريقة الإرضاع:
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه
لحديث سالم مولى حذيفة:
[ قوله صلى الله عليه وسلم “أرضعيه” قال القاضي: لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها، ولا التقت بشرتاهما، وهذا الذي قاله القاضي حسنٌ، ويُحتمل أنه عفي عن مسه للحاجة كما خص بالرضاعة مع الكبر ]

أخوكم عبدالرحمن الفيصل


شارك المحتوى: