المناصحة العلنية بين العلامة اللحيدان والدكتور المتخصص في قسم التربة العواجي


المناصحة العلنية بين العلامة اللحيدان والدكتور المتخصص في قسم التربة العواجي

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد ،،،

فقد أجرى الإعلامي المفتون فهد السنيدي لقاء في برنامجه ساعة حوار في قناة المجد مع الدكتور في الزراعة وتحديداً في قسم التربة محسن العواجي ، وكان في اللقاء مغالطات سأفردها – إن شاء الله – في الجلسة المعتادة كل جمعة بعد الصلاة في منزلي، والمفتوحة لكل زائر.

لكن مما أردت التنبيه عليه لخطورته: إصرار الدكتور الزراعي محسن العواجي على المناصحة لولاة الأمور من ورائهم علانية ، وهذا قد لا يستغرب منه كثيراً؛ لأنه ليس من أهل التخصص في العلم الشرعي ، ولم يعرف بطلبه ودراسته على أهل العلم في المساجد ، فهو بالنسبة للعلم الشرعي جاهل يظلم نفسه في القول على الله بغير علم ، ويضل خلق الله؛ لأنهم لا يعرفون حاله، وإذا رأوه في القنوات متكلماً بالدين، وملقباً بالدكتور ظنوه في الشريعة ، ولم يعلموا أنها في التربة .

فهو لو كان منصفاً لنفسه، لعرف قدرها، وترك الكلام في العلم الشرعي ، لكنه مصر على إضرار نفسه وإضلال غيره، وقد تكون عقوبة له كما قال تعالى (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ )

نعوذ بالله أن نكون ممن فتن بذنبه، وقال تعالى (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ ) وقال ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا )

ومن جهله أو بغيه: إصراره على المناصحة لولاة الأمور من ورائهم علانية، مناطحة لمنهج السلف الصالح . فمثله مثل المصر على تأويل الصفات، مناطحة للسلف الصالح.

وإليك الأدلة وكلام السلف الصالح والعلماء على عدم صحة المناصحة من وراء ولاة الأمور :

أخرج الإمام أحمد وابن أبي عاصم في كتاب السنة عن عياض ابن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له “.صححه الألباني، وجوده شيخنا ابن باز كما سمعته منه .

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي وائل قال قيل لأسامة بن زيد: لو أتيت عثمان فكلمته، قال: إنكم لتـُرَوْنَ أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر، دون أن أفتح باباً لا أكون أول من فتحه.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(13/51) قال المهلّب : أرادوا من أسامة أن يكلم عثمان…. فقال أسامة : ( قد كلمته سراً دون أن أفتح بابًا ) أي : باب الإنكار على الأئمة علانية، خشية أن تفترق الكلمة ثم قال الحافظ- وقال عياض : مراد أسامة : أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام؛ لما يخشى من عاقبة ذلك، بل يتلطّف به، وينصحه سرًا، فذلك أجدر بالقبول ) .ا.هـ

وثبت عند سعيد بن منصور في سننه عَن سعيد بْن جبير قَالَ قلت لابن عَبَّاس آمر إمامي بالمعروف قَالَ: إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت ولا بد فاعلا ففيما بينك وبينه، ولا تغتب إمامك .وأخرج نحوه ابن أبي شيبة

وهذا الأثر الثابت عن ابن عباس صريح في كيفية نصح الولاة وعدم غيبتهم وهو يفسر إفراد نصح ولاة الأمر عن عامة الناس في حديث تميم الدارى لما قال النبى -صلى الله عليه وسلم-” الدين النصيحة ” قال الصحابة لمن؟ قال :”لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ” مما يدل على أن نصحه يختلف عن نصح عامة الناس و العلماء والدعاة وهو أن لا يكون من ورائه كما بينته الأدلة والآثار .

روى الإمام أحمد عن سعيد بن جمهان قال: لقيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر، فسلمت عليه، قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان . قال: فما فعل والدك؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة . قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كلاب النار . قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بلى الخوارج كلها . قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم . قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال: ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك، وإلا فدعه، فإنك لست بأعلم منه ” رواه أحمد والطبراني وحسنه الألباني .

وثبت عن عبد الله بن عكيم -فيما أخرج ابن سعد في طبقاته وغيره – أنه قال: لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان . فيقال له : يا أبا معبد أو أعنت على دمه ؟ فيقول : إني أعد ذكر مساويه عوناً على دمه .

وقال ابن النحاس في تنبيه الغافلين 64: ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الأشهاد، بل يود لو كلمه سراً ونصحه خفية من غير ثالث لهما ا.هـ

وقال الإمام المجدد المصلح محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – كما في الدرر السنية (9/121): والجامع لهذا كله: أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية ما يشترف أحد، فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية، فإن لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهراً، إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق، واستلحق عليه ولا وافق، فيرفع الأمر إلينا خفية ا.هـ

قال الشوكاني في كتابه السيل الجرار (4/556 ): ينبغي لمن ظهر له غلط في بعض المسائل أن تناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد . بل كما ورد في الحديث : أنه يأخذ بيده ويخلوا به، ويبذل له النصيحة، ولا يذل سلطان الله ا.هـ

وقال العلامتان محمد بن إبراهيم وسعد بن عتيق – رحمهما الله رحمة واسعة –كما في الدرر السنية (9/119): وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر، والخروج من الإسلام، فالواجب فيها: مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا غلط فاحش، وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا، كما يعرف ذلك من نور الله قلبه ، وعرف طريقة السلف الصالح ، وأئمة الدين ا.هـ

وقال العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله في مجموع فتاواه (7 / 306): ( فالنصح يكون بالأسلوب الحسن والكتابة المفيدة والمشافهة المفيدة , وليس من النصح التشهير بعيوب الناس , ولا بانتقاد الدولة على المنابر ونحوها , لكنالنصح أن تسعى بكل ما يزيل الشر ويثبت الخير بالطرق الحكيمة وبالوسائل التي يرضاها الله عز وجل )

وقال ـ أيضا ـ (8 / 210):ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة , وذكر ذلك على المنابر; لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف , ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع , ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان , والكتابة إليه , أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير ا.هـ

وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: فإن مخالفة السلطان فيما ليس من ضروريات الدين علنا، وإنكار ذلك عليه في المحافل والمساجد والصحف ومواضع الوعظ وغير ذلك، ليس من باب النصيحة في شيء، فلا تغتر بمن يفعل ذلك وإن كان عن حسن نية؛ فإنه خلاف ما عليه السلف الصالح المقتدى بهم ا.هـ

تأمل أن جماعة من العلماء كالشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ سعد العتيق والشيخ عبد العزيز ابن باز والشيخ محمد العثيمين – رحمهم الله- ذكروا أن التشهير بعيوب السلطان باسم النصيحة ليست من طريقة السلف إذن هي طريقة محدثة .

قال العلامة الألباني في تعليقه على مختصر صحيح مسلم عند أثر أسامة بن زيد المعروف قال: يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ ، لأن فيالإنكار جهاراً ما يخشى عاقبته كما أتفق في الإنكار على عثمان جهاراً، إذ نشأعنه قتله ا.هـ

فهذا كلام السلف من الصحابة ومن بعدهم ولم يخالفهم أحد فهي طريقتهم كما نسب ذلك إليهم جمع من أهل العلم فلو نسبه واحد لكفى فكيف وقد نسبه إلى السلف جماعة .

ولا تزال طائفة مصرة على الدعوة إلى المناصحة العلنية متمسكين بأدلة عامة دون النظر إلى ما يخصصها، ومن القواعد المقررة في أصول الفقه إجماعاً أن الخاص مقدم على العام، كالآيات والأحاديث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي مخصوصة بما تقدم ذكره من النصح أمام الحاكم لا وراءه، أو يتمسكون بالأحاديث التي تقرر الإنكار أمام الحاكم ، كأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، أو فعل صاحب أبي سعيد الخدري لما أنكر على مروان بن الحكم أمامه وأقره أبو سعيد وهكذا …

وهذه كلها خارج مورد النزاع، لأن صورة المسألة في الإنكار والنصيحة وراءه لا أمامه ، قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في – لقاء الباب المفتوح – (اللقاء الثاني والستون) ص 46 : لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم. الفرق أنه إذا كان حاضراً أمكنه أن يدافع عن نفسه، ويبين وجهة نظره، وقد يكون مصيباً ونحن المخطئون، لكن إذا كان غائباً لم يستطع أن يدافع عن نفسه وهذا من الظلم، فالواجب أن لا يتكلم على أحد من ولاة الأمور في غيبته، فإذا كنت حريصاً على الخير فاذهب إليه وقابله وانصحه بينك وبينه.ا.هـ

فعلى هذا الكلام على الحاكم من ورائه محرم لذاته ؛ لما تقدم من الأدلة ، ولا ينظر فيه إلى المصلحة ، بل هو عينه مصلحة؛ لأن الشريعة جاءت به .

أما الإنكار عليه أمامه، فيرجع الإسرار والإعلان فيه إلى المصلحة .

فإن قيل: فعل الشيخ صالح اللحيدان – وفقه الله لهداه – طريقة الإنكار العلنية وراء الحاكم.

فيقال: إن من مسلمات أهل السنة أن العالم السني قد يَزِل، ولنا من زلته موقفان :

الموقف الأول/ لا نتابعه في زلته ومن تابعه في زلته فهو آثم؛ لأنه قدم حكم البشر على حكم الشرع المطهر .

ثبت في سنن أبي داود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال : وأحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق. قال: قلت: لمعاذ ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق . قال: بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال لها ما هذه، ولا يثنينك ذلك عنه، فإنه لعله أن يراجع وتلق الحق إذا سمعته، فإن على الحق نوراً.

الموقف الثاني/ أن نحفظ قدره بما أنه عالم سنة .

قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (6 / 93)- وهو في كتاب بيان الدليل ببطلان التحليل -: أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكانة عليا قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور، بل مأجور لا يجوز أن يتبع فيها مع بقاء مكانته ومنزلته في قلوب المؤمنين، واعتبر ذلك بمناظرة الإمام عبد الله بن المبارك قال: كنا بالكوفة فناظروني …ا.هـ

وكان المرجو من الشيخ صالح اللحيدان – وفقه الله لهداه – أن يقف وقفته مناصرة للدولة السعودية؛ لكثرة المشاغبين من أبنائها وخصومها في الداخل والخارج . وانظر مقالاً مفيداً لأخينا بندر المحياني بعنوان: حوار سلفي مع عالم سلفي .. وقفات مع تعليق ش. اللحيدان على القرار الملكي

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=101378

وألفت الانتباه أني سبق أن رددت على الدكتور الزراعي محسن العواجي رداً صوتياً عام 1424هـ بعنوان : الــــرد على محسن الــعــواجي

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=304

ثم فرغ في كتاب وطبع بعنوان : دك حصون الحزيبة في بلاد التوحيد ( رد على العواجي )

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=991

وهو موجود في مكتبة وتسجيلات البينة

وإني في الختام أذكّر بأمرين مهمين :

الأمر الأول: أذكر علماءنا علماء السنة أن يثبتوا على منهج السلف والحذر من البطانة، وحديث أبي سعيد الخدري الذي أخرجه البخاري : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:” ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه. وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه. فالمعصوم من عصم الله تعالى :”

ومن ذلك الحذر من الإعلاميين، فإن كثيراً منهم له مآرب ومقاصد، ويعرض أسئلته لأهداف، ثم إن زلة العلم زلة العالم، ولها مفاسد عظيمة، ومنها تمسك الملبسين بها كفعل العواجي؛ لما احتج بفعل الشيخ اللحيدان، بل وجعله ذريعة لانتقاصه .

فالحذر الحذر من هؤلاء الإعلاميين، وبعضهم ينفخ في نار الفتنة بجهل أو بعلم من أمثال فهد السنيدي في عدة حلقات في قناة المجد، وانظر رداً مفيداً للشيخ الفاضل سعيد بن هليل العمر بعنوان: الرد على قنوات ودعاة الفتنة ( لا تدفعوا غضب الله بغضب الله)

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=2712

الأمر الثاني: أدعو إخواننا أهل السنة في العالم: أن يثبتوا على السنة ومنهج السلف وألا يتزعزعوا لعواطف وحماسات، أو زلة عالم، أو لتأثير الآخرين باستغلال بعض الأخطاء التي قد تكون من بعض الولاة ، فإننا مأمورون بما دل عليه الكتاب والسنة، وما قرره سلفنا من السمع والطاعة للحاكم المسلم في غير معصية ، وعدم الرضا بما حرم الله ، والدعاء للولاة بالصلاح والهداية، وجمع كلمة الناس عليهم وعدم غيبتهم والتنقص منهم، والكلام على أخطائهم في المجالس، كما هو معروف ومبسوط في كتب الاعتقاد .

ولا أظنه يخفى على سلفي ولو عامياً . كل هذا في الأخطاء الصريحة التي لا تحتمل وجهاً آخر، فكيف وبعضها يحتمل وجهاً آخر ولأصحابها فيها تأويل، وقد أفتاهم جمع من المفتين الموثوقين عندهم ، بل كيف إذا صدر مثل ذلك من حكام توحيد وسنة كولاة بلاد التوحيد السعودية – حرسها الله وجميع بلاد المسلمين –

إن ما تعيشه الدولة من نصرة للتوحيد والسنة والاعتقاد السلفي لم تقم به دولة من قرون، وإن بدا منها بعض الأخطاء والنقص، فإن التوحيد أحب الأعمال إلى الله على الإطلاق ، وأنصاره قلة لا سيما في الولاة ، وهو لا يعرف في الولاة من قرون طويلة .

قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله – : وهذه الدولة السعودية دولة إسلامية والحمد لله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتأمر بتحكيم الشرع وتحكمه بين المسلمين ا.هـ (مسجل في شريط بعنوان ” أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام وعلماء بلاد الحرمين .)

وقال في مجموع فتاواه (1 / 383): وإني على يقين بأن حكومة المملكة العربية السعودية السنية وفقها الله لما فيه رضاه ونصر بها الحق, لن تتوانى في دعم توصياتكم ومقرراتكم فيما يخدم الإسلام والمسلمين كما هي عادتها في هذا الشأن ا.هـ

وقال أيضاً في مجموع فتاواه (1 / 383) : آل سعود كذلك جزاهم الله خيراً نصروا هذه الدعوة كالإمام محمد – رحمه الله – وابنه عبد العزيز وحفيده سعود، ثم حفيده عبد الله بن سعود ثم تركي بن عبد الرحمن – رحمة الله عليهم–، ثم فيصل بن تركي، ثم عبد الله وسعود، ثم من بعدهم عبد العزيز حفيدهم –رحمهم الله –، ثم أبناؤه لهم اليد الطولى في نصرة هذا الحق جزاهم الله خيراً ساعدوا ونصروا .

فالواجب محبتهم في الله والدعاء لهم بالتوفيق، ومحبتهم في الله محبة الشيخ محمد وأنصاره من آل سعود وغيرهم، والدعاء لهم بالهداية والتوفيق ومناصحتهم، والدعاء لأسلافهم بالخير والهدى والمغفرة والرحمة وهكذا . وكذا الحاضرون يدعى لهم بالتوفيق والإعانة مع التوجيه ، الناس بحاجة إلى الدعوة بحاجة إلى المساعدة والمناصرة ، في حاجة إلى النصيحة ، من فعل الخير يجب الدعاء له ، ويجب الاعتراف بفضله ، ويجب أن يساعد في طريق الخير وطريق الحق سواء كانوا من آل سعود أو غيرهم .. – ثم قال –

وأن يحذر الناس نشر المعايب ونشر الشر الذي يسبب الفرقة والاختلاف ، من ذا الذي يسلم ، وأي دولة تسلم من النقص ، كل فيه نقص ، وبسبب تتبع النقائص تتبع العيوب ونشرها وقعت الفتن في عهد عثمان وعهد علي .. – ثم قال  فالعداء لهذه الدولة عداء للحق عداء للتوحيد أي دولة تقوم بالتوحيد الآن ، أي دولة من حولنا من جيراننا مصر الشام العراق والشام ، من الذي يدعو للتوحيد الآن ويحكم شرع الله ، ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ؟ من وأين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة غير هذه الدولة؟ .

نسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح، ونسأل الله أن يعينها على كل خير ، ونسأل الله أن يوفقها لإزالة كل شر وكل نقص . علينا أن ندعو لها بالتوفيق والإعانة والتسديد، وأن ننصح لها في كل حال .. ا.هـ

وقال أيضاً في مجموع فتاواه (1/384): مما جعل بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول: إن التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد التزاماً تاماً بأحكام الإسلام، كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودفعت بها . ولا تزال هذه البلاد والحمد لله تنعم بثمرات هذه الدعوة أمناً واستقراراً ورغداً في العيش ، وبعداً عن البدع والخرافات التي أضرت بكثير من البلاد الإسلامية حيث انتشرت فيها . والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله ، ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد ا.هـ

وقال الشيخ العلامة المحدث حماد محمد الأنصاري – رحمه الله – : من أواخر الدولة العباسية إلى زمن قريب والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة ، ولهذا نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس ا.هـ (المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ص495)

وقال أيضاً: كل الدول اليوم أعداء للدعوة السلفية في هذه الدولة السعودية ا.هـ (المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ص485)

أسأل الله أن يكفّ البلاد شر هؤلاء وغيرهم ، وأن يعزها وجميع بلاد المسلمين على التوحيد والسنة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شارك المحتوى: