المحذور الديني في مشروع السلام عليك أيها النبي


المحذور الديني في مشروع السلام عليك أيها النبي

قرأت مقال الكاتب الأستاذ حمّاد بن حامد السالمي في عدد الجزيرة 14584 يوم الأحد 15 شوال 1433هـ حول مشروع (السَّلام عليك أيها النبي) الذي أعلن عنه في وسائل الإعلام المحليّة وإنني أوافق الكاتب على نقده وملاحظته جزاه الله خيرًا لكن الذي أودُّ التأكيد عليه أن المحذور الأخطر في المشروع من الناحية الدينيَّة هو ما أوضحه معالي شيخنا الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء تعقيبًا على تصريح المسؤول عن المشروع من وجود 1500 قطعة أثرية وهي عبارة عن مجسمات ومقتنيات تقليدًا ومشابهة للأدوات التي كان يستخدمها النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فذكر الشيخ -وفَّقه الله- المفاسد المترتبة على ذلك أعظمها أن هذا وسيلة للتبرك بها من قبل الجهال، وما كان وسيلة إلى الحرام فهو حرام على قاعدة سد الذرائع التي تؤدي إلى الشرك، كما منع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يقال له: أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا، ومنع الاستغاثة به في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (انه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عزَّ وجلَّ) ولا سيما أن هذه الأشكال التي ستقام في هذا المعرض ليست هي الأدوات التي كان يستخدمها الرَّسُول صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنما أشكال صنعت حديثًا وفي هذا تمويه على الناس!! وكون بعض الصحابة يتبركون بأواني الرَّسُول وملابسه التي لامست جسمه الشريف إنما بأعيان تلك الأواني والملابس لا بما يشبهها بالشكل لأنَّه يفقد المعنى وهو ملامسة جسم النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما ذكر شيخنا -وفَّقه الله-، والدعوة إلى الله لا تكون بالوسائل البدعية وإنما بالوسائل الشرعيَّة ولو كانت هذه وسيلة شرعيَّة لفعلها سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين لكنهم لم يفعلوها مع أنهم قادرون عليها ولو كان خيرًا لسبقونا إليه وفي مثل هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه ولو كان هذا خيرًا محضًا، أو راجحًا لكان السلف رَضِي اللهُ عَنهم أحق به منّا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وتعظيمًا له منَّا، وهم على الخير أحرص)، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ما نصه: (صناعة المجسمات من الخشب وغيره لبعض الشعائر الإسلاميَّة كالكعبة ومقام إبراهيم والجمرات وغيرها لغرض استعمالها في التَّعليم لأدامناسك الحجّ والعمرة على الوجه المذكور في السؤال لا يجوز بل هو بدعة منكرة، لما يفضي إليه من المحاذير الشرعيَّة كتعلّق القلوب بهذه المجسمات -ولو بعد حين- وتعريضها للامتهان وغير ذلك، مع عدم الحاجة إلى هذه الطريقة، إذ الشرح والبيان باللِّسان والاستعانة على ذلك بالكتابة التوضيحية كافٍ شافٍ في إيصال المعاني الشرعيَّة إلى عموم الناس، وقد صحَّ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم في صحيحه.وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى والله الهادي إلى سواء السبيل.

عمر بن عبد الرحمن العمر – مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالثمامة


شارك المحتوى: