الشهر الذي يحب نبينا صيامه عند استقبال رمضان


[ الشهر الذي يحب نبينا صيامه عند ستقبال رمضان ]

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ نَسْتَغْفِرُهُ , وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا , مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِىَ لَهُ , وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) أَمَّا بَعْدُ :

فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله واثْبُتُوا عَلَى دِينِكُم فَإنَّ اللهَ خَلَقَنَا لِذَلِكَ , فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )

أَيَّهَا المُسْلِمُونَ

أيام مضت وشهور انقضت ودار التاريخ دورته ، فأقبلت الأيام المباركة تبشر بقدوم شهر القرآن ، وبين يدي هذا القدوم يهل علينا شهر شعبان ، مذكراً جميع المسلمين بما يحمله لهم من خير ، والمسلم يعلم أن شهر شعبان ما هو إلا واحد من شهور السنة (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا﴾ ولكن المسلم يشعر أن لشهر شعبان مذاقاً خاصاً فيفرح بقدومه ويستبشر به خيراً وَهُوَ مِنْ أَيَامِ اللهِ التِي نَحْنُ مُتَعَبِدُونَ لِلهِ بِهَا عَلَى الدَّوَامِ , وَلَكِنْ قَدْ جَاءَتْ لَهُ مَزِيَّتَانِ :

الأُولَى : مَغْفِرَة الذُّنُوبِ فِيْهِ والثانية صيام أكثرأيامه فقد اختصَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبادة تفضِّله على غيره من الشهور ، فهو الشهرٌ الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحب صيامه قال أنس : (وكان أحب الصوم إليه في شعبان ) حسنه الألباني.

وصيامه أفضل من الصيام في بقية الشهور عدا رمضان لقربه منه، فكانت منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب من الفرائض فالرواتب أفضل التطوعات من غيرها من النوافل لتعلقها بفرائض الصلاة كما ذكر بعض أهل فصار صيامه أفضل التطوعات لقربه من رمضان.

وهو الشهر الذي فيه تُرفع الأعمال إليه سبحانه وتعالى؛ قال النبي صلي الله عليه وسلم ( .. وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ) حسنه الألباني.

فلنراجع أنفسنا أخي الحبيب ولنبادر بالأعمال الصالحة قبل رفعها إلى مولاها في هذا الشهر المبارك. فإن لله في أيام دهركم أيامًا وأشهرًا يتفضَّل بها الله على عباده بالطاعات والقربات، فشهرشعبان هديةٌ من رب العالمين إلى عباده ؛ فإن فيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في قوله: «يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن» صححه الألباني رحمه الله.

لذا قال بعض السلف: (أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة )، وهي فرصة لكل من وقع في معصية أو ذنب مهما كان حجمه للتوبة قال صلوات ربي وسلامه عليه «كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون» حسنه الألباني.

وهي فرصة إذاً لإدراك ما فات وبدء صفحة جديدة مع الله تكون ممحوة من الذنوب و ناصعة البياض بالطاعة . وليس معنى ذلك أن تخصص بعبادات أو احتفال كما يفعل أهل البدع لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته لم يخصصوها بشئ من العبادات أوالقيام.

عباد الله

شهر شعبان هوه شهر يغفل الناس عن العبادة فيه؛ نظرًا لوقوعه بين شهرين عظيمين؛ هما: رجب الحرام ورمضان المعظم، وفيه قال الحبيب «ذلك شهر يغفل عنه الناس». حسنه الألباني.

وقد انقسم الناس بسبب ذلك إلى صنفين: صنف انصرف إلى شهر رجب بالعبادة والطاعة والصيام والصدقات، حتى أحدثوا فيه من البدع والخرافات ما جعلهم يعظمونه أكثر من شعبان، والصنف الآخر لا يعرفون العبادة إلا في رمضان.

واشتغل الناس بشهري رجب ورمضان عن شهر شعبان، ولذلك قال أهل العلم: هذا الحديث فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، ولذا كان بعض السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة في أشهر السنة.

ويقولون:هي ساعة غفلة فأكثرو فيه من الصيام وقراءة القرانأسأل الله لي ولكم العفو والقبول.

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمَينَ , وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلِيُّ الصَّالحِينَ , وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى مُحَمَّدٍ النًّبِيِّ الأَمِينِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ .

أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاغْتَنِمُوا أَوْقَاتَكُمْ وَبَادِرُوا أَعْمَارَكُمْ , وَأَكْثِرُوا أَعْمَالَكُمْ قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ).

عباد الله : شهر شعبان هو شهر التدريب والتأهيل التربوي والرباني؛ يقبل عليه المسلم ليكون مؤهلاً للطاعة في رمضان، فلنستقبل ماتبقى منه بالتوبة الصادقة أولاً، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي والإقبال على الله، وفتح صفحة جديدة بيضاء نقية فيحرص فيه المؤمن على الإكثارمن قراءة القرآن.

فقد كان السلف إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف فقرؤوها فبهداهم اقتده ولنجتهد في صوم أكثره اقتداء بنبينا وتربية لنفوسنا لاستقبال رمضان ولنحرص على قراءة أحكام وفقه الصيام ومعرفة وظائف شهر رمضان، وأسرار الصيام وقراءة تفسير آيات الصيام وعمارة بيوت الله وشهود الصلوات كلها في الجماعة، وإحياء ما مات من سنن العبادات، مثل (المكث في المسجد بعد الفجر حتى شروق الشمس- المبادرة إلى الصفوف الأولى وقبل الأذان بنية الاعتكاف وغيرها.

عِبَادَ اللهِ : صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولَ اللهِ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللهُ فَقَالَ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، وَتَرَضَّوا عَلَى الصَّحَابَةِ الكِرَامِ وَخُصُوا مِنْهُم بِالذِّكْرِ ذَوِي القَدْرِ العَلِيِّ وَالمَقَامِ الجَلِيلِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيِّ , وَسَائِرِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ .

اللَّهُمَ إِنَّا نَسْأَلُكَ بَرَكَةً تُطَهِرَ بِهَا قُلُوبُنَا ، وَتَكْشِفَ بِهَا كُرُوبُنَا ، وَتَغْفِرَ بِهَا ذُنُوبُنَا ، وَتُصْلِحَ بِهَا أَمْرَنَا ، وَتُغْنِيَ بِهَا فَقْرُنَا ، وَتُذْهِبَ بِهَا حُزْنُنَا ، وَتَكْشِفَ بِهَا هُمُومُنَا وَغُمُومُنَا ، وَتَشْفِيَ بِهَا أَسْقَامَنَا ، وَتَقْضِيَ بِهَا دُيُونُنَا، وَتَجْمَعَ بِهَا شَمْلَنَا ، وَتُبَيِضَ بِهَا وُجُوهَنَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .اللهم من على إخواننا المستضغفين في كل مكان بالأمن والايمان واكبت عدوهم باعزيز ياجبار اللهم أعن ولاتنا على القضاء على الفساد والمنكرات وجنبنا عاقبتهاواعصمنا من حضورها وفماأصابنا من مصيبة فبما كسبت أيدينا فاغفرلنا ولاتؤاخذنا بمافعل السفهاء منا اللهم عليك بالليبراليين والمفسدين وأرنا فيهم مايسرنا كما سررتنا بالقضاء على الإرهابيين والجماعات الحزبية كالإحوان المسلمين والتبليغ وأذنابهم واح مجتمعنا من مستنقعي الإرهاب والإنحلال والفاحشة يارب العالمين سبحان ربك رب العزة ..


شارك المحتوى: