يقول السائل: ما حكم الكلام عن الملك عبد الله رحمه الله؟ والمخالفات التي حدثت في وقته على وجه الذنب؟ مع العلم أن الكلام السابق حدث بعد موت الملك عبد الله وكانت في جلسة لشباب.

د. عبدالعزيز بن ريس الريس

يقول السائل: ما حكم الكلام عن الملك عبد الله رحمه الله؟ والمخالفات التي حدثت في وقته على وجه الذنب؟ مع العلم أن الكلام السابق حدث بعد موت الملك عبد الله وكانت في جلسة لشباب.

 

يقال جوابًا على هذا السؤال: أنه مما ينبغي أن يُعلم أن للملك عبد الله -رحمه الله تعالى رحمة واسعة- فضائل عظيمة، ومن أحسن الفضائل وأجلِها التي حصلت في زمنه:

أنه أوقف الزحف الرافضي، ففي زمنه دخلت الدولةُ السعودية دولةَ البحرين، وكسرت الرافضة.

وفي زمنه أنجا الله على يده مصر من الرفض، فإنه لو تمكن الرفض من مصر لكان البلاء جسيما على بلاد المسلمين.

لكن برحمة الله وفضله قد كان لجهوده فضل عظيم في إيقاف الزحف الرافضي عن بلاد المسلمين أجمعين بأنه أوقفه عن بلاد مصر، وذلك على إبان تولي الإخوان المسلمين للحكم.

ومن فضائله: أنه كسر الإخوان المسلمين، ففي زمنه صنفت الدولة السعودية الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وفي زمنه كسر الله بفضله ورحمته وقوته حكم الإخوان المسلمين في مصر، الذي هو طريق لتمهيد الزحف الرافضي.

وأكبر دليل على ذلك أصول الإخوان المسلمين المذكورة في كتبهم، فقد ذكر التلمساني: أن علاقة حسن البنا بالإخوان المسلمين كانت قوية.

ومما ذكر عن حسن البنا، وهذا مثبت في كتب الإخوان: أنه داعية للتقريب بين السنة والرافضة؛ لذا كافأه الرافضة على ذلك بأن جعلوا شارعًا في دولة إيران باسم حسن البنا، إلى غير ذلك مما عند الإخوان.

ومما يوضح لك العلاقة القوية بين الإخوان المسلمين والرافضة، ما تري من إشادة حماس بحزب اللات: المسمى بحزب الله وبإيران، مع أن الدولة السعودية، ودول الخليج، وأكثر دول العالم العربي قد صنفوا حزب اللات بأنه جماعة إرهابية، ومع ذلك عارض ذلك الإخوان المسلمون في فلسطين، وهم منظمة حماس، وأشادوا بحزب اللات.

وهذا دليل من الدلائل الكثيرة علي أن الإخوان المسلمين مطية الرافضة -عافاني الله وإياكم- .

فإذا تبين هذا، وفضائل الملك عبد الله كثيرة -رحمه الله تعالى رحمة واسعة- فينبغي أن يتقي الله المتكلم في عامة المسلمين، فضلًا عن رجل كانت له كل هذه الفضائل العظيمة، وله فضائل أخرى يعرفها من كان منصفا ومتحريا.

ولا أحب إطالة الكلام في ذكر فضائله، لكن أحب أن يُعلَم ما لهذا الرجل من منزلة عظيمة.

فأسأل الله الذي لا اله إلا هو، أسأل الله الرحمن الرحيم، أن يرفع درجته في عليين على حماية بلاد المسلمين عمومًا، وبلاد السعودية خصوصًا من الزحف الرافضي، وكسر الإخوان المسلمين، أسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه بهذه الأعمال الطيبة.

إذن ينبغي أن يتقي الله المتكلمُ في الملك عبد الله، وأن يعرف للرجل فضائله.

أما إن وجد في زمانه منكر فيجب إنكاره، سواء في زمنه أو في زمن غيره، سواء كان من ملك أو من دونه، أو مني أو منك، لأن الله يقول: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]. فيتكلم عن المنكر ولا يتعرض لصاحبه فيما يتعلق بالملك عبد الله -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-.

أسأل الله أن يغفر له ولملوكنا وملوك التوحيد والسنة، وأن يعز بالملك سلمان التوحيد والسنة برحمته، وهو أرحم الراحمين.


شارك المحتوى: