وقفات شرعية مع خطاب الدكتور سلمان العودة


وقفات شرعية مع خطاب الدكتور سلمان العودة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد

فهذا وقفات شرعية مقرونة بآيات وحجج ، متعلقة بالخطاب المفتوح الذي كتبه الدكتور سلمان العودة –وفقه الله لهداه- هذه الأيام ، وهي كالتالي :

الوقفة الأولى:

أُشهد الله وملائكته وجميع خلقه أني لا أرى الدكتور سلمان العودة إلا من جملة المسلمين، له ما للمسلمين، وعليه ما على المسلمين، إلا أنه كما هو معلوم أن المسلمين ليسوا على درجة واحدة ، فمنهم العالم والجاهل ، والصادق والكاذب ، والأمين والخائن ، ولكل واحد من هؤلاء معاملة تليق بمكانته ومنزلته .

الوقفة الثانية :

مما هو مقرر شرعا وعقلا أنه لا يمكن فهم خطاب أو كلام دون النظر إلى ما تعلق به كمعرفة زمان قوله أو مكانه أو حال قائله ، قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين : (والكلمة الواحدة يقولها اثنان :

– يريد بها أحدهما أعظم الباطل

– ويريد بها الآخر محض الحق.

والاعتبار بطريقة القائل ، وسيرته ، ومذهبه، وما يدعو إليه ، ويناظر عليه).انتهى كلامه .

ويصور لنا القرآن الكريم هذه الحقيقة تصويرا بليغا في مواضع كثيرة.

منها ما ذكره في سورة المنافقون ، إذ أنه ذكر أقوالا وصفات طيبة يدعيها المنافقون، ثم حكم عليها بأنها كذب ومجرد دعاوى، وذلك بالنظر إلى أقوال وأفعال أخر لهم .

فقد ذكر الله عن المنافقين أنهم يشهدون ويعلنون القول بأن محمدا رسول الله ، وأنهم يقسمون أنهم على خير، وذكر أن المسلم إذا سمع كلامهم يعجب له ومنه، ولا يكون ذلك من المسلم إلا إذا سمع ما يظنه صدقا وصوابا، ومع هذا فقد بيّن الله كذبهم وحذر المسلمين منهم ، وجعل سبيل وطريق كشف كذبهم ما جرى من مواقف أخر للمنافقين تدل على أنهم غير صادقين فيما يزعمونه، كذكر إعراضهم عن المجيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم-في حياته- وطلب الاستغفار منه ، وكحضهم على عدم الإنفاق في طرق الخير، وقولهم إنهم هم الأعزاء دون غيرهم من المؤمنين .

ومن أمثلة ذلك قوله تعالى (الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار) فظاهر كلامهم أنهم سيؤمنون بمجرد إتيان الآية المعينة لهم ، لكن الله كذبهم بذكر حالهم الأول ، فقال في تمام الآية (قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين)، ومثل هذا في القرآن كثير .

ولما قال الخوارج لعلي رضي الله عنه : (لا حكم إلا لله) قال كلمته المشهورة : (كلمة حق أريد بها باطل) .

ولا بأس من ذكر مثالين يتفق معي عليهما أكثر أو كل المؤيدين لخطاب الدكتور سلمان:

أولهما: ما يردده ويشيعه داعية الاختلاط المحرم أحمد الغامدي -عامله الله بعدله- من ذكر بعض الأدلة والنقول عما يورده ، فإنا قد نتلمس له عذرا أو تأويلا لما يذكره ونقول: ما أراد إلا الخير ، لكن هذا لا يكون ولن يكون إذا نظرنا إلى أقواله وأفعاله الأخرى ، فكيف نحسن الظن به وهو يرى ويعلم أن الخلاف الواقع من العلماء في حجاب المرأة منحصر في كشف الوجه واليدين ، وما عداه فهو عورة لا يجوز كشفه، ثم لا تجد نشاطا له في إنكاره ولا التنبيه عليه مع انتشاره وكثرة وقوعه .

كيف نحسن الظن ونحن نراه جالسا في طاولة واحدة مع الفاسقة نادين البدير، وهي في كامل زينتها وقد كشفت عن ما أجمع العلماء على حرمة إظهاره دون نكير منه .

ثانيهما: المطالبون بقيادة المرأة للسيارة بحجة خطر ركوبها مع سائق أجنبي . هؤلاء قد تصدقهم ، لكن سرعان ما يَبين له كذبهم إذا علمت أنهم يعارضون وجود أسواق نسائية خاصة لهن تحميهن من اختلاطهن بالأجانب!!!

الوقفة الثالثة:

المعارضون لخطاب الدكتور سلمان العودة منعهم حسنَ الظن به أشياءُ كثيرة صدرت ووقعت من الدكتور سلمان قديما وحديثا ، ولا أرى منصفا أو عاقلا يستصحبها ويعرفها إلا وافق قول المعارضين وعذرهم في عدم تقبلهم لخطاب الدكتور سلمان : وإليك بعضا منها :

أولا: مع كبير الأسف والأسى نقول حقيقة لا مراء فيها : الدكتور سلمان العودة يكذب، ومن يعرفه قديما من أصحابه ومن مخالفيه لا يستريب في ذلك ، وإنما يقع التردد ممن لا يعرفه من المحدثين لقلة إطلاعهم على كلامه وكتبه .

ومن ذلك أنه صرّح في أكثر من لقاء معه وبإصرار عجيب أنه لم يُفت يوما بجواز ذهاب الشباب إلى الجهاد ضد الروس في أفغانستان، بل وذكر أنه لم يكن يراه مفضولا فضلا عن أن يكون فاضلا أو مشروعا!!!

مع أنه ذكر في محاضرة له وقت حرب أفغانستان بعنوان (حي على الجهاد) ما نصه: ( عنوان هذه المحاضرة أيها الأحبة هو (حي على الجهاد) ، فما أدري هل أنتم مستعدون ما دام عرفتم العنوان ؟

هل أنتم مستعدون للجهاد ؟ لأن هذا نداء

(حي على الجهاد) ).

وفي نفس المحاضرة أسئلة أجاب عليها كما يلي :

(س: كثر السؤال عن الجهاد في أفغانستان هل يجب علينا هل يحب استئذان الوالدين؟ أيهما أفضل الجهاد في الدعوة هنا أم نسافر هناك؟

فأجاب: أما مسألة استئذان الوالدين فلا شك يجب استئذان الوالدين لا شك في هذا ،ولا يجب أن يكون في هذا خلاف .

أما مسألة هل تجلس هنا أو تذهب إلى هناك ؟ فأقول يختلف الأمر، إن كان لك بلاء هنا كأن تكون داعية مفيدا هنا فاجلس، أما إن كان لك بلاء هناك أن تكون إنسان متخصص في الأمور العسكرية قد لا توجد عند غيرك اذهب إلى هناك ، أو أنت إنسان داعية، وهنا ليس لك قيمة ،و لكن تقول: أريد أنشر الدعوة بينهم والتوحيد والعلوم النافعة و الوعي الصحيح فهذا أيضا شيء طيب و جيد، أو طبيب تذهب للطب أو ممرض للتمريض أيضا هذا جيد، تذهبون لو شهرا أو شهرين هناك، وإلا فابق هنا ، وجاهد بقدر ما تستطيع)

وهاك توثيق هذه الكذبة بصوته في المقطع التالي: http://www.youtube.com/watch?v=xFfjWouXYCQ&feature=youtube_gdata_player

وإياك أن تظن أن هذه من باب أنه قال شيئا ثم نسيه ، لأن مثل هذا لا يُنسى لكونه حدثا كبيرا، وليس مجرد رأي، وإنما اعتقاد كان يدعو إليه وينافح عنه، ثم إنه يذكر في أثناء دفاعه أمورا متعلقة بغيره أصغر مما نفاه عن نفسه، كمثل قوله بتكفل الدولة بشيء من ثمن تذاكر السفر ، فلم يبق إلا كذب الدكتور في حديثه وعدم صدقه .

ومن كذب الدكتور سلمان ما سجله من مواقف متناقضة تجاه الطاغيتين المخلوعين ابن علي والقذافي ، إذ كان يمدح النهضة الحاصلة في عهدهما، وكثرة الخير الديني والدنيوي فيهما، ثم بعد الثورة صار يذمهما ويحكي ما كان عليه الحال في عهدهما من الظلم والاضطهاد والتخلف .

وكلامه وتناقضه مع حاكم تونس انظره على هذا الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=1tY7CUnT4JI&feature=youtube_gdata_player

وهنا تناقضه مع القذافي: http://www.youtube.com/watch?v=4Go86jEHTH8&feature=youtube_gdata_player

ومرة أخرى: إياك أن تظن هذا من باب أنه رأى مصلحة في ذكر حسناتهم وقت قوتهم ، ثم زالت تلك المصلحة بضعفهم ، فإن هذا قد يكون إذا كان منهم وعندهم، ويكون في الثناء العام، لكن ثناء الدكتور سلمان عليهم كان في قنوات وهو بعيد عنهم، وفي مقالات له نشرها في موقعه وغيره، وهو ثناء مفصل حتى أنه رشح ليبيا لأن تكون أنموذجا يحتذى في التنمية والتوافق بين الشعب والحاكم وفي النظام الطيب، ثم يزعم بعد الثورة أنه لم يرض باستقبال اتصال ابن القذافي إلا بعد محاولات عديدة !!!

ومن كذب الدكتور سلمان أنه لما رأى انتحار شاب في مدينة عرعر نسب ذلك إلى سوء المعيشة، فجاء تكذيبه ممن يعرف الرجل المنتحر معرفة تامة، مدعما قوله بموافقة من يعرف المريض من أهل المدينة ، والذين يشهدون أن سبب الانتحار هو المرض النفسي الذي كان يعاني منه المنتحر ، وإليك صورة كذبة الدكتور سلمان مع بيان تكذيبه : http://i.imgur.com/86wAYZil.jpg

وليس هذا من قبيل خطأ الرجل في تحديد سبب لحادثة وقعت، لأن المخطئ إذا نُبه وبُين له سبب خطئه بالحجة الظاهرة رجع ، وبَيّن للناس وهمه وعدم إصابته، وأما أن يصر بعد ظهور الحجة على قوله، فليس ثَمَّ إلا الكذب وعدم الصدق .

ثانيا: الدكتور سلمان ممن يرى الثورات المحرمة قديما وحديثا !!!

أما في القديم فمعلومة مواقفه وكلماته وتحريضه الشباب على ولاة أمورهم ، وبسبب ذلك أجمع أعضاء هيئة كبار العلماء -وكان فيهم الإمامان الزاهدان ابن باز والعثيمين- بأن يواجه الدكتور سلمان وصاحبه الذي كان معه بأخطائهما ، فإن تراجعا وإلا مُنعا من المحاضرات والندوات والخطب والدروس العامة والتسجيلات حماية للمجتمع من أخطائهما .

ثم أصرّ الدكتور سلمان على موقفه فحصل المنع من الجهات المسئولة استجابة لتوصية الهيئة .

وهذه صورة خطاب هيئة كبار العلماء : http://i.imgur.com/PbFODR0l.jpg

وأما حديثاً فيتجلى موقفه بوضوح من خلال حدثين وقعا قبل سنة من الآن أو تزيد قليلا :

الحدث الأول :

إشرافه على ملتقى النهضة الذي إنما قام لأجل التحريض على الخروج والثورات، والتدرب على طريقة مواجهة الجيش والشرطة، حتى أنه وصل الأمر أن تسأل فتاة خليجيةٌ المحاضرَ وتقول ما معناه : (الشعوب الذين خرجوا في مصر وغيرها كانت هناك مبررات لخروجهم، كوجود الفقر والجوع ، وأما في الخليج فلا توجد هذه المبررات ، فالناس آكلين شاربين مرتاحين، فكيف نقنعهم بالخروج والثورات مع وجود هذه الايجابيات؟)!!!

وانظر إلى كلام الفتاة وتعليق المحاضر عليه في الرابط التالي:

http://www.youtube.com/watch?v=chQj8ISdoOI&feature=youtube_gdata_player

وأكرر: إياك أن تظن أن الدكتور سلمان لا يعلم بهذا ، إذ أنه هو المشرف ، ولو قُدِّر عدم علمه فأين إنكاره؟ مع أنه سئل كثيرا عن ملتقى النهضة وما يدور فيه، فكان يمتنع ويتهرب من الإجابة!!!

الحدث الثاني:

تأليفه لكتابه (أسئلة الثورة) قبل فترة قصيرة ، وقد قرر فيه جواز الثورات والخروج ، وأخذ بتحريف الأدلة تحريفا شنيعا مخالفا لما عليه أهل السنة ، حتى قال العلامة والفقيه الزاهد الشيخ صالح الفوزان في تقديمه لأحد الكتب التي ردت على كتاب العودة ، قال 🙁 فقد اطلعت على رد الشيخ علي بن فهد بن عبدالله أبابطين على شبه كتاب أسئلة الثورة للدكتور سلمان العودة، فرأيته كشفا مفيدا لشبهات خطرة، تبرر قيام الثورات في الإسلام و شق عصا الطاعة مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الدكتور سلمان لما رأى أن الأحاديث الواردة بوجوب السمع و الطاعة وتحريم الثورة على الولاة في الإسلام لما رآها تعترض طريقه فيما ذهب إليه صار يؤولها و يصرفها عن مدلولها كما هو منهج الفرق الضالة) .

وهنا صورة كلام الشيخ بخط يده : http://i.imgur.com/QaCyRifl.jpg

فإذا كان الشيخ الفوزان يقول هذا الكلام في كتاب ألفه الدكتور سلمان قبل فترة قصيرة، فكيف يريد منا أحدٌ إحسانَ الظن بخطاب الدكتور العودة وتصديقه فيما يقول!!!

والكل يعلم الفرق الكبير بين إحسان الظن وبين السذاجة والغفلة والبلادة .

وقد أحسن بعض الفضلاء بقوله: (لا يمكن للذئب أن يرعى الغنم، ولا يمكن للفاسد أن يقود مسيرة إصلاح؛ وإن أحسن ركوب الموجة، وأتقن إلهاب المشاعر، وأجاد الضرب على الوتر الحساس!) .

ومما ينبغي التنبيه عليه أن ملتقى النهضة المتقدم ذكره لم تقتصر المنكرات فيه على الدعوة للثورات ، بل إنه جمع بين أعضاءه خليطا من الليبرالين والعلمانين والثوريين، بل ونصارى إسرائليين، وفيه اختلاط بين الشباب والفتيات !!!

انظر هذا وأكثر في اللقاء الماتع على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=gW2Qkemzxoo&feature=youtube_gdata_player

ثم إن الدكتور سلمان العودة له مواقف وأخطاء كبيرة غير صغيرة -والله-، من ذلك: تناقضاته الكثيرة: فبالأمس كان يذم غازيا القصيبي ، ويستغفر ويعتذر للسامعين إذا ذَكر كلامَه، ثم صار يبجله ويصفه بالصديق والمخلص، ويصف وزارة العمل بوزارة الأمل لأجل أن القصيبي وزيرها ، شاهد تناقضه على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=Q9gK9yOjK8g&feature=youtube_gdata_player

– الدكتور سلمان العودة يصف هيئة كبار العلماء عندنا في السعودية لما كان فيها ابن باز والعثيمين بما نصه : (إن المناصب الرسميّة الدينيّة أصبحت حكراً على فئات معلومة؛ ممن يجيدون فنّ المداهنة والتلبيس، وأصبح هؤلاء في زعم الأنظمة هم الناطقين الرسميّين باسم

الإسلام والمسلمين، مع أنه لا دور لهم إلا في مسألتان :

١- إعلان دخول رمضان وخروجه .

٢- الهجوم على من تسميِّهم بالمتطرِّفين ) .

وفي المقابل تراه اليوم عضوا في اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي الضال، ونائباه أحدهما إباضي والآخر رافضي سباب طعان في أهل السنة وثوابتهم!

– ومن أشد ما عند الدكتور سلمان العودة ثناؤه على عدنان إبراهيم ، وقوله: إن له كلاما حسنا في الإيمان !!!

وهل تعرف من هو عدنان إبراهيم ؟

يظن بعض الطيبين أنه ليس عند عدنان إلا سبه لبعض الصحابة ، وهذه وإن كانت موبقة وكبيرة، إلا أن ما عند عدنان أشد وأعظم مما يُتصور ، عنده ما لو علمته لما أنكرت على أحد رماه بالكفر والزندقة ، فإليك قليلا منها :

– عدنان إبراهيم ينكر حد الردة .

– عدنان إبراهيم ينكر حد الرجم .

– عدنان إبراهيم ينكر أخذ الرجل مثل حظ الأنثيين من الميراث .

– عدنان إبراهيم ينكر نزول عيسى وخروج الدجال والدابة والدخان ، ويزعم أن الجميع خرافة .

– عدنان إبراهيم ينكر أحاديث كثيرة في الصحيحين لأن عقله القاصر لم يقبلها .

فأي إيمان أراد الدكتور سلمان أخذه وتلقيه من عدنان إبراهيم ؟

وتأمل هذا السؤال المحزن من شاب مسلم تشعر أنه بدأ الشك والريب يدخل في دينه بسبب ثناء الدكتور على عدنان إبراهيم ، ثم الجواب المؤلم ، كما في الصورة التالية:

http://i.imgur.com/CggcBPAl.jpg

وإياك ثم إياك أن تظن أن الدكتور سلمان لا يعلم بهذا ، فقد ناصحه كثيرون، وأرسل له بعضهم رسائل علانية ، لعله يرجع ، لكنه بقي على رأيه المضل ، آخره الجمعة الماضية في برنامج (لقاء الجمعة) في آخر دقائق البرنامج.

وبعد هذه الوقفة الطويلة :

هل يجرؤ أحد على الثناء والتبجيل والشكر للدكتور سلمان لأجل خطابه حتى على تقدير إصابته للحق ، إن كان كذلك فلا تلوموا أحدا سمع من مثل الليبرالي تركي الحمد كلمة حق، فأخذ يثني عليه ويبجله لأنه قال كلمة حق ، بل ولا تلوموا من فعل ذلك مع طاغية الشام بشار الأسد ، فهل يلتزم أحد بهذا ؟

ثم أقول: كل ما تقدم يبيّن غلط كل من أثنى على الدكتور بحجة أن الخطاب حق دون النظر إلى قائله والخلاف معه .

الوقفة الرابعة :

الخطاب عليه ملحوظات ظاهرة في نفسه ، منها :

١- كونه من الإنكار العلني المحرم المخالف لأدلة الكتاب والسنة وفعل السلف ، وقد كتب كثير من أهل الحق في ذلك، ودعوا المخالفين إلى المحاجة العلمية ، فلم يستطع أحد ذلك ، وانظر في بيان هذه المسألة المقال على الرابط التالي ، وفي آخره حكاية قصة معبرة : http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101341

٢- كيف لخطاب يُزعم أنه للإصلاح لا يذكر أي آية أو حديث من الآيات والأحاديث الكثيرة جدا التي تخاطب العامة والجماهير بوجوب السمع والطاعة للأمير في غير معصية، ووجوب الصبر على جوره وظلمه، وتحريم الخروج عليه !

ولذا فالسؤال الذي لا يستطيع الجواب عليه أكثر مؤيدي الخطاب : لو قُدِّر أن الدولة لم تستجب للخطاب ، وما يريده الشعب ، وملئت القلوب حقدا على الدولة وخرج الناس، فهل يكون الخارجون مصيبين أم مخطئين وكان الواجب عليهم الصبر كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ؟

ولذا فإننا لانغتر بقول من يقول : إنما الخطاب والكلام خوفا على الدولة وحرصا على مصلحتها ، فإنهم لو كانوا صادقين لنشروا أحاديث السمع والطاعة بين الناس، وأشاعوها وأكثروا ذكرها ، وهو ما لا يفعلونه، بل يفعلون ضده وهو اتهام من يذكرها بالعمالة والذل والهوان ، والله يقول : (وكل صغير وكبير مستطر) وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم (قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السويّ ومن اهتدى) (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) .

وقد كتبت مقالا بعنوان (قراءة هادئة لحادثة اعتصام بريدة) فيه زيادة بيان وإيضاح، انظره على الرابط التالي : http://islamancient.com/play.php?catsmktba=102360

٣- الخطاب يُصوِّر للناس أن الثورة قريبة ، وأنه إن لم تتحقق بعض المطالب فالناس مقبلون على فتنة عظيمة ، وهذا خلاف الواقع تماما ، فإن الشعب السعودي معظمه مع حكامه ضد الثورات حتى لو وجدوا بعض الخلل والعيوب ، وإنما الخوف من الذين يشغلون العامة بذكر عيوب حكامهم والطعن فيهم ، ويُخْفُون أو لا يذكرون ما يجب على العامة من الصبر على الجور والظلم ، ولا أدري لماذا لا يذكرونها مع كثرتها ووضوحها ، (أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون) .

وليس المقام مقام استعراض لجميع فقرات الخطاب المفتوح، وإنما المراد الإشارة ، وقد كتب أفاضل في نقد الخطاب بتفصيله فليرجع إلى كتاباتهم .

الوقفة الخامسة :

نداء لأهل الحق من أهل السنة في كل مكان ، وخاصة في هذه الدولة المباركة أن تكون جهودهم في الدعوة إلى الخير منصبة في المقام الأول إلى العامة من الناس ، فإن هؤلاء فطرهم صافية ، بمجرد سماعهم لأي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم امتثلوا وأذعنوا له ولو خالف أهوائهم ، والتجربة برهان على ما أقول .

وليترفقوا بهم غاية الرفق ، ولا يشوهوا الحق الذي معهم بسوء تقديمه وعرضه ، والرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه .

ولست أعني ترك دعوة المخالفين المنظّرين ومن تعصب لهم إلى الحق، لكن لا تشغل نفسك بهؤلاء وتترك الأهم والأولى وهم العامة من الناس .

وما أجمل المقال التالي في تصوير حال المتعصبين ، وعنادهم وعدم قبولهم للحق ، فانظره فإنه جمع بين الطرافة والسهولة وقوة الفائدة تدليلا وتنظيرا : http://otibi2001.blogspot.com/2012/10/blog-post_18.html?m=1

وختاما : أضع لك روابط مترابطة نافعة فيما نحن بصدده :

http://t.co/3uYn13KO

http://t.co/F9YqJiw2

http://t.co/Lqg6H7I0

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

وكتبه: ناصر بن غازي الرحيلي

المدرس في قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية.

6/5/1434هـ .


شارك المحتوى: