وجوب الحج وبعض المهمات

د. عبدالعزيز بن ريس الريس

وجوب الحج وبعض المهمات

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ,

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

أما بعد…

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

إن الحج لبيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام العظام، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان ” متفق عليه

فهو واجب على كل مسلم عاقل بالغ حر واجد للزاد والراحلة لمثله، كما قال تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } [آل عمران: 97]

ومن لم يحج مع استطاعته فهو آثم أخرج البيهقي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ” ليمت يهوديا أو نصرانيا يقولها ثلاث مرات رجل مات ولم يحج وجد لذلك سعة وخليت سبيله”. صححه الحافظ

وهذا شامل للرجال والنساء القادرين .

وقد رتبت الشريعة على الحج أجورًا كثيرة، وفضائل عظيمة -وهو أعظم عبادة جمعت بين البذل المالي والجهد البدني- ومنها :

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج لله فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه» متفق عليه

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» متفق عليه

وكلام أهل العلم على أن الحج المبرور ما جمع أمورًا ثلاثة :

الأمر الأول / الحج الذي لا إثم فيه.

الأمر الثاني/ الذي لا رياء فيه ولا سمعة.

الأمر الثالث / الحج الذي ماله حلال.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أما علمت أن الحج يهدم ما كان قبله؟» أخرجه مسلم

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد، والذهب، والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» أخرجه الترمذي وهو حديث صحيح.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «جهاد في سبيل الله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»

ومما جاء في فضل الحجاج الواقفين بعرفة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ ” أخرجه مسلم

إنه إذا سمع المؤمنون هذه الفضائل العظيمة والأجور الكثيرة تسابقوا لإدراك الحج لاسيما من فرط ولم يحج حجة الإسلام .

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

فإن أيام الحج معدودات وساعاته محصورات فالمستحب للحاج مجاهدة نفسه ليفوز بالحج المبرور قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (26/ 108):” وينبغي للمحرم أن لا يتكلم إلا بما يعنيه ، وكان شريح إذا أحرم كأنه الحية الصماء “

ومما يجب على الحاج : أن يتعلم أحكام الحج ، عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : “لتأخذوا مناسككم ” أخرجه مسلم

وكثير من الحجاج يتساهل ولا يتعلم أحكام الحج، فيحج خطأ ويقع في محظورات أو يترك أركانًا وواجبات ، وبعضهم يتساهل ويستفتي أي أحد والواجب التثبت وعدم الأخذ إلا عن الموثوقين، وليس كل من خرج في قناة فضائية أو كان ملتحيًا فهو ثقة في دينه، بل الواجب التثبت ، روى مسلم في مقدمته عن ابن سيرين أنه قال :”إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم”

وإنه لما كان في الحج تعب وازدحام كان متعينًا على الحاج مجاهدة نفسه بالتحلي بمحاسن الأخلاق فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا» أخرجه البخاري

وليجتنب الحاج الشركيات والبدع التي يفعلها كثير من الحجاج بأن يقلد بعضهم بعضًا، وأعظم درء لذلك العلم الشرعي عن العلماء الموثوقين ،

ومن الكتب النافعة المختصرة في أحكام الحج :

كتاب ” التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة ” للعلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز

وكتاب ” مناسك الحج والعمرة ” للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

اللهم وفقنا للحج المبرور

اللهم وفقنا للحج المبرور

اللهم وفقنا للحج المبرور

اللهم اجعل حج المسلمين آمنًا مبرورًا

اللهم سهل الحج على المسلمين وردهم لأهلهم سالمين


شارك المحتوى: