هكذا استطاع الحزبيون اختراق أمننا الفكري !!

د. إبراهيم بن عبدالله المطلق

هكذا استطاع الحزبيون اختراق أمننا الفكري !!

في أوج الصراع بين مؤيدي فكر سيد قطب وشيوخه ودعاته وبين مناوئي فكره ومخالفيه وفي عام (1414 هـ ) تحديدا اتصل بي أحد كبار الدعاة مفيدا أنه أرسل إلي رسالة عبارة عن كتيب صغير وبعد أن فتحت الرسالة فإذا الغلاف تعريف بأحد المكاتب الدعوية ونشاطه الدعوي وتصفحت الكتيب حتى إذا وصلت إلى الصفحة الخامسة منه وإذا بالتعريف بالمكتب ينتهي ليبدأ بصفحات كتيب آخر تم نزع غلافه ليدمج مع هذا الكتيب هو ( سيد قطب مظلوم مفترى عليه ) لابن دليم القحطاني والناشر مكتبة كبرى من أشهر المكتبات وأكبرها في إحدى كبريات مدننا اتصلت حينها بمدير مكتب الدعوة المذكور الذي أبدى أسفه واعتذاره بأن المشكلة حصلت خطئا مطبعيا ووعدني بالاعتذار للجهات الرسمية وإتلاف النسخ الموجودة لديه .

صاحب المكتبة التي تولت كبر هذه الخلل معروف بحزبيته الشديدة جدا ودعم الحزبيون له ولمكتبته لدرجة كبيرة جدا والعاملون في هذه المكتبة من جنسية عربية ومعروفون تماما بانتمائهم للتنظيم وتعصبهم له كثيرا ويبقى التساؤل قائما هل فعلا هو خطأ مطبعي أم أنه دس للسم في العسل ومحاولة لاختراق أمننا فكريا بالاحتيال والمكر ودون وللأسف الشديد رقيب !! .

الجدير بالإشارة أن هذه المكتبة والقائمون عليها لا زالت في أوج عزها وشبابها وقوتها ولا رقيب كذلك ؟!!.

مررت بمكتبة زاخرة كبرى فإذا جميع كتب ومنشورات ومجلات المنتدى الإسلامي بلندن قد خصص لها أرفف في واجهة المكتبة ومقدمتها وكأنها تكاد توزع بالمجاني دعاية لهذا المنتدى وفكره.

في رمضان المبارك قرأت في بعض المنتديات مقالا مفاده قيام مؤسسة دعوية كبرى بعرض أخطر كتب الإخوان المسلمين فكريا تكفيرا وتحريضا على العمليات الجهادية والانتحارية في معرضها بمدينة الرياض فقمت بزيارة للمعرض وإذا بجميع الكتب قد بدت على الأرفف مبتسمة مبتهجة بمؤازرة مؤسستنا الكريمة لها طباعة ونشرا ودعاية وتوزيعا ودون رقيب بل للأسف قد أعطيت فسحا من الجهة المعنية بالمطبوعات وقد توارت عن الأنظار تلك المطبوعات بعد التنبه لها من جهات الاختصاص ولكنها سوف تعاود مرات ومرات لأن المسألة مسألة فكر ومنهج ومبادئ لا يمكن التنازل عنها بحال .

حدثني أحد الدعاة عن قيام مكتبة كبرى في مدينة كبرى بطباعة وبيع كتب مركز يعنى بالدراسات الإستراتجية وهي كتب خطيرة فكريا وزرت المكتبة فوقع في يدي كتاب خطير لمؤلف عربي حزبي خطير يؤكد ويبارك تفجير المنشآت النفطية وقد قدم له شخص معروف ويباع في المكتبات بعد أن أجيز إعلاميا !!

عذرا إن قلت أن هناك من بني جلدتنا من الخونة لمنهج هذا الوطن العزيز من يسخر إمكانياته العقلية والجسمية والمادية في خدمة أفكار وافدة وجماعات دخيلة سواء كان موظفا في بعض مؤسساتنا الرسمية المعنية بالتصدي للفكر الوافد وفضحه والتحذير منه دعويا أو إعلاميا أو تربو أو كان صاحب منشأة خاصة ومؤسسة أهلية وهذا مما سوف يؤثر سلبا في حماية الأمن الفكري وحراسته.

مؤسس هذا الوطن وباني نهضته الملك عبد العزيز رحمه الله تنبه لقضية الأمن الفكري وضرورته لمجتمعه ليعيش تحت مضلة واحدة تجمعه عقيدة أهل السنة والجماعة ومنهج سلفهم الصالح فقال لأحد مؤسسي الجماعات الإسلامية المناوئة لمنهج هذه الدولة لا مكان لكم في وطننا ومجتمعنا قالها يرحمه الله حينما طلب منه ” حسن البنا ” افتتاح مكتبا لجماعة الإخوان المسلمين في الرياض فرفض المقترح من أساسه مدركا خطورة فكر هذه الجماعة على وطنه ومجتمعه ومدركا الأمانة العظمى في عاتقه يرحمه الله في تحقيق الأمن الفكري لهذا المجتمع كما حقق لهم الأمن الروحي والجسدي والتعليمي والغذائي .

وهاهو رجل الأمن الأول سمو الأمير نايف بن عبد العزيز – حفظه الله – يعلن مجددا التصدي لمخترقي أمننا فكريا حيث هاجسه وتفكيره الدائم ضرورة حراسة أمننا الفكري وحماية مجتمعنا فكريا من جميع الأفكار الوافدة والجماعات الحزبية الدخيلة فبادر يحفظه الله بفكرة تخصيص كرسي للأمن الفكري كان من نصيب جامعة الملك سعود فهنيئا لسموه الكريم بهذه الفكرة المباركة وهنيئا للجامعة سبقها باحتضانه وسوف لن ينسى التاريخ لها هذا السبق.

ندوة مباركة أقامتها الجامعة احتفاء بكرسي سموه الكريم كنت أتمنى لو اكتفت الندوة ببعض كبار علمائنا سليمي الفكر والمنهج وحسني الولاء والتوجه لكان خيرا وبركة .

والله من وراء القصد ،،،

د. إبراهيم بن عبد الله المطلق


شارك المحتوى: