نقد مختصر لبعض ما قال الطريفي في دفاعه عن العريفي


(نقد مختصر لبعض ما قال الطريفي في دفاعه عن العريفي )

(حقائق موثقة)

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فقد سئل عبدالعزيز الطريفي عن ما أخرجه مسلم في صحيحه من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) صحيح أم لا ؟ وعن رأيه فيما ذكره الدكتور محمد العريفي في تفسير الحديث من أن المقصود به هو الحاكم العادل الذي يظلم فردا لا شعبا ، وعن وصف الشيخ العلامة صالح الفوزان للعريفي بعد أن سمع كلامه بأنه صاحب هوى ، فأجاب الطريفي بجواب فيه مغالطات كثيرة .

ولا أريد في هذا المقال الرد على ما ذكره الطريفي في جوابه ، فقد رد عليه الشيخ الفاضل : عبدالعزيز الريس في كلمة مسجلة له ، وملخص رده -حفظه الله- :

١- بيان خطأ الطريفي فيما نسبه لبعض أهل العلم .

٢- وبيان خطأه في عدّه مسألة الخروج على ولي الأمر من المسائل الخلافية التي لم يجمع عليها أهل السنة .

٣- أنه حتى مع التنزل بأن الخلاف موجود معتبر ، ففرق كبير بين ما نسب لبعض السلف وبين ما قاله العريفي .

٤- كذلك بيّن خطأ الطريفي في استدلاله على جواز الإنكار العلني على الحاكم بأدلة عامة أو غير داخلة في صورة المسألة ، مع أن الأحاديث في التحريم قد جاءت خاصة .

وتجد بيان هذا وأكثر في كلمة الشيخ على الرابط التالي : http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101850

وإنما أردت في مقالي مناقشة الطريفي في جزئية من كلامه ، وهو أنه بعد أن ذكر أنه يميل إلى عدم الخروج على ولي الأمر الظالم ، ذكر أن أكثر ما يقع الناس فيه من خطأ هو أنهم ينزلون أحاديث السمع والطاعة لولاة الأمر المسلمين ، ينزلونها في الولاة الكافرين .

فأقول : ماذكره الطريفي من الكلام صحيح، فإن مَن أنزل هذه الأحاديث في الولاة الكافرين فهو مخطئ .

لكن الواقع الذي ما له من دافع أن هذا الصنف قليل جدا ، بل لا تكاد تجد عالما معتبرا وقع في هذا .

وإنما الخطأ الذي وقع فيه كثير من المنتسبين للعلم من الدعاة وغيرهم هو أنهم قد يقررون أحاديث السمع والطاعة بألسنتهم ، وفي بعض الأحيان في دروسهم ، لكنك لا ترى أثرا لذلك في تطبيقاتهم ، ولا تنزيلا للأحاديث على واقعهم ، بل إنهم إذا جاء التطبيق إما أن يفسروا الأحاديث بتفسيرات غريبة ، أو يقيدوا المطلق منها بقيود لم ينزل الله بها من سلطان .

لذا لا يغتر أحد إذا سمع مثل هؤلاء وهم يذكرون أحاديث السمع والطاعة ، فإنه كما قال السلف : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال .

وقريب مما نحن فيه ما ذكره ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين إذ قال : ((والكلمة الواحدة يقولها اثنان :

– يريد بها أحدهما أعظم الباطل

– ويريد بها الآخر محض الحق.

والاعتبار بطريقة القائل ، وسيرته ، ومذهبه، وما يدعو إليه ، ويناظر عليه)).

وإن مما وقع في الخطأ المتقدم عبدالعزيز الطريفي -هداه الله- ، فإن له تاصيلات وتناقضات في هذا الباب كثيرة ، وها أنا أذكر شيئا منها :

أولا : تقريره أن أحاديث السمع والطاعة خاصة بالعامة دون العلماء .

ذكر هذا التأصيل الفاسد في رسالته : العلماء وقصور الرسالة ، حيث يقول: ((والطاعة لولي الأمر إنما جاءت في النصوص قوية في آخر الزمان مع فساد الأمر لأجل بيان ثبوت هذا الاختلال في الأمر، وأن ضبط الموازين والجمع بين هذه المفترقات الدقيقة أمر يفوق إدراك العامة ودهماء الناس، ومخاطبتهم بالعلاج متعذر، لهذا فيُكتفى بأمرهم بالسمع والطاعة بالمعروف، وأما العلماء فيعرفون حقيقة الرسالة التي حملوها، وتوجيه الناس بها كل زمن بحسب علمائه.

وإن من وجوه الخطأ أن يُدخل العالم نفسَه في خطاب العامة، فينزوي عن فهم حقيقة رسالته ومهماته، وماذا أنيط به من واجبات تجاه الناس وأحوالهم، ومحاولة إتمام القصور في الأمة وغرس الأمان فيها)) .

وهذا كلام باطل ، حسبك في رده إيراده ، وقد قلت في مقال سابق تعليقا على كلامه ((فتَعْجب كيف تجرأ على هذا القول ، ثم لم يذكر دليلا واحدا على ما قال ، ولم يذكر سلفا له في قوله ، ولا أدري ماذا سيجيب لو قال له الفلاسفة الضلال : كما أنك زعمت أن هذه الأحاديث خاصة بالعامة دون العلماء، وجوّزت وقوع هذا في الأحاديث ، وذكرت أن الأحاديث جاءت لأن العامة لا يصلح لهم غير ذلك ، فنحن كذلك نقول : كل الآيات والأحاديث الواردة في اليوم الآخر والتخويف به إنما جاءت لمصلحة العامة لكي لا يبغي بعضهم على بعض، وإلا فما ثم حساب ولا جنة ولا نار ، لا أدري كيف سيجيب عليهم ؟)) .

ثانيا : من تناقضاته : أنه ذكر في جوابه المشار إليه في بداية المقال أن مسألة الخروج على ولي الأمر المسلم الظالم مسألة خلافية بين أهل السنة ، وأن القول بالخروج مذهب مرجوح لهم ، وأن حكاية الإجماع على عدم جواز الخروج فيه نظر .

أقول : مع أنه قرر في موضع آخر أن السلف مجمعون على عدم الخروج ، وأن القول بالخروج مذهب مندثر عندهم ، ولا قائل به .

وكلامه موجود في شرحه على كتاب (عقيدة السلف وأصحاب الحديث) إذ يقول كما في الشريط الرابع بعد أن ذكر مذهب السلف في عدم الخروج (أما مقاتلة أئمة المسلمين من أصحاب الكبائر ونحو ذلك فليس من مذهب أهل السنة ، وهو مذهب لبعض السلف مندثر ، وروي عن الحسن البصري وغيره أنهم يرون جواز الخروج على الوالي المسلم صاحب الكبيرة، لكنه لا قائل به من أهل السنة، واندثر القول به في القرون الاولى)

ولن تجد تفسيرا لهذا التناقض إلا ما ذكرته لك من قبل : أن هؤلاء قد يقررون أحاديث السمع والطاعة بألسنتهم وفي بعض شروحهم ، لكن لا تجد أثر ذلك في واقعهم خاصة عند النوازل وحاجة الناس إلى التطبيق .

ثالثا : زعمه أن التشديد في طاعة الحاكم وبيان عدم جواز مخالفته لا ينبغي أن يكون مطلقا ، بل بحسب مقدار أهليته وعدله .

يقول كما في صفحته على التويتر : (التشديد في حق طاعة الحاكم ينبغي ربطها بمقدار أهلية الحاكم وعدله ، وربط كامل طاعته الواردة في الوحي في كل حاكم تفريط في الطاعة وإفراط في الحاكم ) .

فعلى تقريره : إذا كان الحاكم ظالما فلا ينبغي التشديد في طاعته .

أقول مخاطبا المسلمين أجمع : أسألكم بالذي وهبكم الإسلام : من الذي أمركم بطاعة ولاتكم ؟

من الذي شدد عليكم في الأمر ؟

من الذي نهاكم عن الخروج على ولاة أمركم وتوعدكم بالعقاب إن خالفتم ؟

أليس هو نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ؟

أتتركون أمره لرأي رجل ليس له سلف ولا معتمد إلا إن كان عقله وهواه .

ثم إن ربط الطريفي التشديد في حق الطاعة بعدل الإمام مخالف لنصوص السلف الكثيرة المدونة في كتبهم وسيرهم ، فإن جُلّ كلامهم في لزوم طاعة الإمام هو في الإمام الجائر الظالم ، وهو الذي خالفوا فيه أهل البدع من الخوارج وغيرهم ، فإن الخوارج لم يخالفوا في طاعة أئمة العدل ، بل خلافهم في طاعة أئمة الجور .

وكذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في السمع والطاعة غالبها في أئمة الجور ، وحسبك أن تقرأ هذا الوصف الذي في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم : (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس) .

إذا أردت وصف أحد بسوء وشر فلن تستطيع وصفه بأكثر من هذا ، ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطمع ) .

وأخاطب الطريفي : ماذا تقول فيما ذكرته في شرحك على عقيدة السلف وأصحاب الحديث لما قلت : ((وهذا الذي عليه عمل الصحابة عليهم رضوان الله تعالى، فصلى خلف الحجاج بن يوسف غير واحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ، صلى خلفه عبدالله بن عمر وغيره ، بل رؤي عبدالله بن عمر عليه رضوان الله تعالى ممسكا بيد الحجاج يطوف عند البيت)) ؟ هل أخطأ ابن عمر رضي الله عنه لما أطاع الحجاج ، وأظهر تعظيم الحجاج بأن طاف وهو ممسك بيده ، هل فرّط في الطاعة وأفرط في الحاكم ؟

ثم إن تقرير الطريفي الفاسد يناقض عادة الشرع المطردة في أنها إذا أمرت بشيء أمرت بوسائله وما يؤدي إليه ، وإذا نهت عن شيء نهت عن وسائله وما يفضي إليه.

ومفهوم كلام الطريفي : أن الوالي المسلم لا يجوز الخروج عليه ، ولا يجوز تحريم الوسائل المفضية إلى الخروج إليه !!!

ولم يكتف الطريفي في تقرير هذا ، بل طبقه عمليا كما يتضح في النقطة التالية .

رابعا: تساهله كثيرا في وسائل الخروج ، وهذا واضح جدا لمن يتتبع كلماته في صفحته على التويتر وكذلك بعض كتاباته، بحيث يصعب حصر الأمثلة على ذلك ، وأكتفي بذكر ما يلي منها :

أ- تجويزه الانكار العلني على ولاة الأمر في غيبتهم ومن ورائهم .

وقد ذكرت تحريم الانكار العلني ، وكونه وسيلة للخروج في مقال على الرابط التالي : http://islamancient.com/play.php?catsmktba=10175

ب- طعنه ولمزه في ولاة الأمر في هذا البلد .

من ذلك أنه كتب تغريدة بعد كلام الشيخ عبدالمحسن العبيكان يقول فيها : (إذا ضعفت أهلية الحاكم تمكنت منه بطانة السوء ، فيعجز فيكل الأمر إليهم) .

فاربط بين كلامه هذا وبين قوله فيما تقدم (التشديد في حق طاعة الحاكم ينبغي ربطها بمقدار أهلية الحاكم وعدله) تعلم ماذا يعتقد في كيفية معاملة ولاة أمرنا .

وبالمناسبة : كلام الشيخ العبيكان –حفظه الله ونصره على من عاداه- لم ينصر فيه إسلاما ولم يكسر به عدوا ، وهو من المناصحة العلنية المحرمة وإن قيل فيه ما قيل.

ومن لمز الطريفي بولاة الأمور قوله في تغريدة له : (نسمع عن ضغوط خارجية ونعذر أحيانا لأننا نظنها حصارا عسكريا أو اقتصاديا حتى رأينا ضغوط الرياضة إما أن تعروا المرأة أو لا تشاركوا في الألعاب )

ويعجبني هنا كلمة للإمام ابن عثيمين رحمه الله وهو يتكلم عن حقوق ولي الأمر، يقول فضيلته : ((من نصيحتهم أن لا نُثِيرَ الناس عليهم .

وإثارةُ الناس عليهم ليس معناه أن نقول يا أيها الناس ثوروا على أمرائكم .

هذا لا أحد يقوله ، لكن ذكر المساوئ وإخفاء المحاسن يوجب إثارة الناس ؛ لأن الإنسان بشر ، وإذا ذُكرت مساوئ شخص عنده دون ذكر المحاسن سوف يمتلئ قلبه بغضاً له )

ومن مواقف الطريفي السيئة تجاه الولاة أنه لما حصلت قضية الجيزاوي لم يشكر صنيع الدولة وقبضها على مَن بحوزته مخدرات محرمة ، ولم ينكر اقتحام السفارة السعودية في مصر ، وذهب يكتب تغريدة فيها وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل مصر .

أقول : ووصيته صلى الله عليه وسلم حق ويُعمل بها ، لكن لماذا لم يشكر صنيع الدولة ، ولماذا لم ينكر ما فعله قلة من أهل مصر ، لا سيما وقد كثر الكلام على الدولة حينها .

ووصيته صلى الله عليه وسلم ليس معناها حماية المجرمين، فهو صلى الله عليه وسلم القائل ((لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) .

خامسا : من أكبر ما عند الطريفي أنك لا تكاد تجد له ذما في الخوارج المعاصرين ، ولا إنكارا واضحا صريحا لدعوات الخروج على حكامنا في الحرمين .

بل إن الطريفي -وهذه قد لا تصدقها- يثني ثناء عظيما على رئيس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، فيجعل أخطاءه مثل خطأ خالد بن الوليد –رضي الله عنه- لما قتل قوما لم يحسنوا قول : (أسلمنا) ، ومثل خطأ أسامة -رضي الله عنه- لما قتل المشرك الذي قال لا إله إلا الله .

يقول الطريفي كما في صفحته على الفيسبوك لما سئل عن ابن لادن ، وهل هو من الخوارج :

((أسامة كغيره من النافرين على مر العصور، والأزمنة منذ القرن الأول إلى يومنا لا تخلو منهم، والناس في زماننا بين طرفي نقيض، والواجب العدل والإنصاف، فإن وقع في زلة وخطأ في حق غيره، فلا مانع أن نقول له اللهم إننا نبرأ إليك مما صنع فلان، فلا أحد …فوق منزلة خالد بن الوليد حينما قال له النبي ذلك، ومع هذا لم ينزع عنه وصف الخير، والصحابة قاتلوا وأخطأوا ومنهم من قتل اللائذ المتشهد كحال أسامة ومنهم الغال ومنهم من قتل امرأة ومع هذا ذم النبي فعلهم وما جردهم من خصال الخير كلها، ندعوا لأسامة بالرحمة والقبول لصالح عمله والعفو عن سيئه، وكثيراً ما يدون التاريخ شيئاً غير ما يريده الناس، لله حكم ومقاييس ومقادير عظيمة)) .

أقول : في بعض الأحيان قد تعجز عن إثبات شيء لأجل شدة وضوحه ، فبالله عليكم إن لم يكن أسامة الذي أمر بالتفجيرات في بلد الحرمين وحرّض عليها كما ذكر ذلك بلسانه ، إن لم يكن خارجيا فمن هو الخارجي ؟

أسامة الذي كفّر حكامنا ، وطعن في علمائنا ، إن لم يكن خارجيا ، فمن الخارجي ؟

إن لم يكن أسامة خارجيا فما معنى البيان الذي أصدرته هيئة كبار العلماء في السعودية في إنكار التفجيرات وأنها فعل الخوارج ؟

كيف يجعل فعل أسامة الذي بني على اعتقاد فاسد ، عاش عليه ، ومات وهو مصر عليه ، كيف يجعل مثل فعل الصحابة الذين جاهدوا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأولوا تأويلا سائغا ، ثم لما تبين لهم الخطأ ندموا واستغفروا ؟

اللهم إنا نبرأ إليك مما قال الطريفي .

أيها المؤمنون : إذا كان هذا رأي الطريفي في رأس القاعدة ، وأنه ليس بخارجي ، فما ظنكم برأيه في الأتباع ؟

يا أتباع السلف : سلفكم كانوا يحذرون ممن يقول : اسكتوا عن أهل البدع ، فماذا ستقولون بمن يثني على أهل البدع ؟

أخرج ابن عساكر ـ رحمه الله ـ في كتابه “تاريخ دمشق”(8/15) عن عقبة بن علقمة أنه قال: (( كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم؟ قال: يقول أرطأة: هو منهم، لا يلبس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطأة، قال: فقدمت على الأوزاعي وكان كشافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة، والقول ما قال، هذا ينهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يُشاد بذكرهم )).

وانظر مقالا بعنوان ((أقوال أسامة بن لادن عرض ونقد)) ففيه بيان حال أسامة ابن لادن ، وكلام العلماء عليه : http://islamancient.com/ressources/docs/117.doc

وأنبه إلى أن الطريفي وقع في خطأ جر عليه مخالفات عديدة ، وهو : غلوه في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ، ومسالة مظاهرة المشركين ، فقد ذكره فيهما إجماعين كما في شرحه على نواقض الاسلام ، والصواب أن الإجماع قائم على خلاف قوله .

وليس المقام مقام بسط للمسألتين .

وبعدُ : فهذا بعض ما عند عبدالعزيز الطريفي ، تعلم به ما يتضمنه قوله : أكثر ما يقع الناس فيه من خطأ هو أنهم ينزلون أحاديث السمع والطاعة لولاة الأمر المسلمين ، ينزلونها في الولاة الكافرين .

وتعلم صحة ما قلته لك : أن هؤلاء وإن قرروا السمع والطاعة في أقوالهم، فلا يظهر شيء من ذلك بفعالهم ، بل يظهر ضد ما يقولون .

فيا أهل السنة : احذروا ، ولا تغرنكم أقوالهم.

هذا وقد تركت أشياء خشية الإطالة -وقد أطلت- ، وإني لأكتب وأنا أحاول جاهدا العمل بوصية بعض من أحب : اختصر ولا تطل .

لكن الكلام يأخذ بعضه بعضا ، وبعضه لا يصلح فيه الإختصار، فليعذر الناصح اللبيب، ومعذرة منك أيها القارئ الحبيب .

أسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأن يهدينا ويثبتنا على السنة حتى نلقاه .

وأسأله جل وعلا أن ينصر إخواننا في الشام ، وأن يكسر عدوهم ، وأن يعجل بهلاك الظالمين بشار وحزبه ، ومن عاونهم على المسلمين .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكتبه : ناصر بن غازي الرحيلي .

المدرس في قسم العقيدة في الجامعة الاسلامية .


شارك المحتوى: