ما حكم قول: “إن شاء الله” في الدعاء؟ نريد التفصيل في المسألة.


ما حكم قول: “إن شاء الله” في الدعاء؟ نريد التفصيل في المسألة.

 

يقال جوابًا على هذا السؤال: قول: “إن شاء الله” في الدعاء منهيٌ عنه، والأرجح – والله أعلم- أن النهي نهي تحريم، أي: أن قول: “إن شاء الله” في الدعاء محرم، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يَقُلْ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ))، وجاء نحوه في صحيح مسلم من حديث أنس، فإذا قال: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ))، اللهم تب عليّ إن شئت، إلى غير ذلك من العبارات، فهو محرَّمٌ؛ لأن النبي صلى لله عليه وسلم نهى عن ذلك.

ومن باب الفائدة في هذه المسألة، فإنه لا يقال إن شاء الله إلا في حالتين:

الحال الأولى في المستقبل: كما قال الله عز وجل: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا*إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ [الكهف:22-23].

والحال الثاني: إذا كان الأمر في عبادةٍ ماضية: تسأل سائلاً، تقول: صليت؟ يقول صليت إن شاء الله، فقوله إن شاء الله راجعٌ إلى القبول لا إلى مجرد الفعل، أما ما عدا هاتين الحالتين فإنه لا يصح أن يقال إن شاء الله.

فمن الناس من يقول: “إن شاء الله” في الدعاء، وقد تقدم أن هذا خطأ، بل هو محرم كما ذهب إلى ذلك ابن عبد البر.

ومن الناس من يقول: “إن شاء الله” في الماضي، تسأله هل ذهبت إلى فلان؟ قال: نعم! ذهبت إلى فلان إن شاء الله، وهذه بدعةٌ أنكرها العلماء، وممن أنكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في المجلد السابع من “مجموع الفتاوى”.

إذن “إن شاء الله” تقال على ما تقدم تفصيله، لكن يبقى أنه يصح أن يقال إن شاء الله في مثل الدعاء أو غيره ليس على وجه التعليق، وإنما على وجه التحقيق والإخبار.

وهذا أحد توجيهات أهل العلم في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابيٍ فقال: ((لَا بَأْسَ عليك طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ))، فقوله: ((إن شاء الله)) هذا من باب التحقيق، وبعضهم يُعبِّر من باب التبرُّك، ومن باب الإخبار، فليس المقصود أن يقول: إن شاء الله من باب التعليق، وفرقٌ بين الأمرين.


شارك المحتوى: